قالت الباحثة العراقية في شؤون الشرق الاوسط الدكتورة سارة سمير محمد ان ما يجري في المنطقة العربية و كل ما يحدث في البلدان العربية المزعزعة لأمنها بسبب الجماعات التكفيرية والإرهابية وخلق الفرقة والطائفية والفتن بين أبناء الشعوب هو مخطط اسرائيلي امريكي بامتيازلصرف أنظار الشعوب الحرة والمقاومة عن القضية الرئيسية وهي القضية الفلسطينية .
وأضافت في المؤتمر السادس والثلاثين للوحدة الاسلامية عبر المجال الافتراضي ان الزعماء والحکام العرب سارعوا في التطبيع العلني والمكشوف مع اسرائيل وهذه الويلات والمصائب التي تتعرض لها الشعوب المسلمة من تقسيم البلدان و إشعال الحروب يصب في خدمة الكيان الصهيوني، العدو الرئيسي للأمة العربية الإسلامية ، مشيرة الى كلام سماحة السيد القائد الإمام الخامنئي حيث قال: ان موقفنا مع الشعب الفلسطيني يجب أن ينال حقه ان هذا البلد ملك للشعب الفلسطيني وفلسطين ملك للفلسطينيين ومصير الفلسطينيين يجب أن يقرره الفلسطينيون.
وصرحت الدكتورة سميرة بان الجهاد في الإسلام هو دفع الاعتداء عن المسلمين وعن ديارهم وأموالهم وهذا حق طبيعي لاتزال القوانين والأعراف البشرية في الماضي والحاضر تقره ولاتمنعه.
وتطرقت الباحثة العراقية الى ثلاث مسائل هامة تتعلق بالقضية الفلسطينية، المسألة الأولى ما يرتكبه الصهاينة بحق الشعب الفلسطيني الأعزل من ظلم و استبداد منقطع النظير، المسألة الثانية ما يسجله الشعب الفلسطيني من تضحيات جسام في الصبر و الاستقامة. فهو على الرغم من الأزمات والاعتداءات التي يمر بها، لكنه صابر وصامد على الجوع والأحزان في فقدان الأبناء والشباب وهدم المنازل وأما المسألة الثالثة سكوت الحكومات والمحافل الدولية الذين يذكرون اهتمامهم بحقوق الإنسان لكنهم صامتون أمام هذه الحوادث.
واكدت على إن صراع اليوم على فلسطين ، ليس صراعا على الأرض والثروات فحسب، انما هو صراع حضاري شامل له جوانبه وأبعاده العقائدية والثقافية والاستراتيجية والعسكرية والسياسية والاقتصادية وتمر القضية الفلسطينية في المرحلة الراهنة بأصعب المواقف في كلا الصعيدين الداخلي والخارجي.
إنها تواجه تحديات كبيرة من قبل الكيان الصهيوني وقوى خارجية أخرى عربية وأجنبية لتحجيم القضية الفلسطينية بمسألة التطبيع العربي الصهيوني.
وأشارت الى ان منظروا التطبيع الصهيوني يقروا بحقيقة وهي أن التطبيع غير عادي ولا يرد في معاهدات السلام بين الدول عادة وإنه من مبتكرات الصراع العربي الإسرائيلي ليروض تطبيع العالم العربي والإسلامي لحساب العدو الصهيوني ومن عاونه على حساب الحياة الآمنة في الأرض المقدسة وإجبار الأمة العربية على نسيان فلسطين والمسجد الأقصى وتقطيع الأواصر والروابط بين أبناء الأمة الإسلامية و إثارة الفتنة والطائفية وتفكيك الوحدة الإسلامية.
وقالت الباحثة العراقية ان الكيان الصهيوني ومنذ بداية احتلاله للأراضي الفلسطينية بالتعاون مع القوى الغربية بريطانيا والولايات المتحدة الأميركية سارع إلى تطبيع العلاقات مع العرب عن طريق إنشاء مؤسسات ثقافية التي بدورها تقوم بإعادة وصياغة التاريخ وفق آليات منها :
تطبيع بعض النخب الفكرية والسياسية العربية من الذين قاموا باستعمال بعض الكلمات والألفاظ في كتاباتهم وخطاباتهم السياسية والثقافية، فأبدلوا كلمة العدو الصهيوني أو الكيان الصهيوني إلى دولة إسرائيل وكلمة اعادة الانتشار بدلا من الإجلاء أو الاحتلال.
وحول دوافع المطبعين مع الكيان الصهيوني قالت الدكتورة سميرة بان هناك نوعان من الدوافع. نوع صريح يتبنى ضرورة إنشاء علاقات بين الحكومات العربية والكيان الصهيوني من أجل أهداف استراتيجية ونوع خفي يؤمن بأنه على الرغم من معارضة السياسة الصهيونية إلا أنه يرى أن زيارة الأراضي الفلسطينية لاتعتبر عملا تطبيعيا.
وأكدت على ان دوافع تطبيع دول الخليج الفارسي مع الكيان الصهيوني هي حصولها على الحماية والمساندة الأميركية للحفاظ على أمنها واستقرارها وتسيير أمورها الاقتصادية، أما مصر فكانت دوافعها سياسية وغير سياسية والتي من أهمهما دافع القوة عن طريق بناء سياج حول مصر لدرء أي تحالف سياسي أو عسكري ضدها اما الامارات العربية المتحدة، فكرت بتحالفها مع الكيان الصهيوني سوف تحصل على شريك استراتيجي يدافع عنها ضد إيران و أرادت بذلك لعب دور الوصي على العرب.
/110