تاريخ النشر2011 20 July ساعة 15:57
رقم : 57000

اصدار کتاب "العنف في الأدب الصهيوني" فی سوریا

تنا – دمشق
صدر عن وزارة الثقافة والهيئة العامة السورية للكتاب كتاب بعنوان «العنف في الأدب الصهيوني» تأليف الدكتور علي سليمان قدم مقدمة الكتاب الشاعر سليمان العيسى وهي بعنوان: «الخنجر والجسد».
اصدار کتاب "العنف في الأدب الصهيوني" فی سوریا
قسم الكتاب إلى أربعة فصول الأول بعنوان "في العنف الصهيوني" حيث يجد الكاتب أنه من غير المألوف أن يتم البحث عن العنف في الأدب أو يكون الأدب أداة من أدواته، أو يسهم الأدباء والشعراء في توليد العنف وتغذيته أو في العودة إليه وتسويقه، فالمألوف والبديهي أن يحمل الأدب فيما يحمله نزوعاً إنسانياً وأخلاقياً وقيما تؤكد معاني الحق والعدل والرأفة والجمال، وأن يعطي حياة الإنسان وكرامته وحريته القيمة الأولى وأن يرتقي بالسلوك والوجدان البشريين ويسهم في استئصال بقايا الوحشية والعنف والقسوة في سلوك البشر وفكرهم ومعتقداتهم.

على حين تناول الفصل الثاني "العنف الصهيوني، جذوره وروافده"، وأعاد الكاتب ظاهرة العنف الإسرائيلي إلى جملة من المصادر والمنشأ والمكونات أبرزها:
۱- التعاليم الدينية والاعتقادية: من المعروف أن التوراة والتلمود هما المصدران الرئيسيان للعقيدة اليهودية وأن هذين المصدرين فضلاً عن كونهما مصدر العقيدة والتشريع اليهوديين فإن لهما الدور الأساسي في تشكيل البنية الفكرية والسلوكية للشعب اليهودي حيث أكد أنهما المصدران الأساسيان اللذان يغذيان ويبرران سياسة العنف التي تمارسها إسرائيل بحق الشعب الفلسطيني.

۲- ذاكرة الاضطهاد وعقدة معاداة السامية ونزعة الانتقام: إن إسرائيل والذاكرة الصهيونية التي ما زالت تحتفظ بذكريات الاضطهاد والرغبة في الثأر والانتقام ليس فقط من الشعوب التي اضطهدت اليهود في الماضي البعيد بل من شعوب احتضنتهم وتعاملت معهم بكثير من التسامح والانفتاح كالشعب العربي الذي يعترف أبا ايبان الوزير الإسرائيلي سابقاً في كتابه (قصة اليهود) «بأن اليهود لم يعرفوا درجة من الازدهار وتحقيق الذات إلا مرتين، مرة في الولايات المتحدة، ومرة في الأندلس الإسلامية، أي في ظل العرب».

۳- العزلة والانغلاق والإحساس المفرط بالتفوق والتميز والاصطفاء: تعتبر الحركة الصهيونية أن أشد أعدائها خطراً يتمثل في أمرين رئيسيين: الأول خطر زوال الاضطهاد وتوقف العداء لليهود أو ما تسميه العداء للسامية.
أما الثاني فهو الاختلاط والاندماج مع بقية الشعوب وهدم جدران العزلة والانغلاق التي يتحصن اليهود خلفها.

وقد وجد الكاتب أن الأهم من هذه الأسباب والمبررات كلها أن الصهيونية ترى أن زوال الاضطهاد وهدم جدران العزلة والانغلاق حول اليهود من شأنه إطفاء مشاعر الحقد والخوف والاحتفالات التاريخية ونزعة الثأر والانتقام في نفوسهم من الأغيار، ومن ثم إخماد حوافز ومبررات الهجرة اليهودية إلى فلسطين وإبطال حلم العودة إلى «أرض الميعاد» وإمكانية إقامة إمبراطورية يهودية في الشرق العربي تمتد من النيل إلى الفرات.

۴- الإيديولوجية الصهيونية: أكد سليمان أنها حركة عنصرية استعمارية توسعية وأن مقولاتها ومسلماتها قد صبغت الشخصية الإسرائيلية بصبغة عدوانية تسلطية متعصبة منغلقة، شخصية تحتقر الآخر وترفض الاندماج به وتدعي تفوق العنصر اليهودي عقلياً وجسدياً وروحياً على جميع الشعوب وتتبنى المقولات اللاهوتية كمقولة «شعب الله المختار» والوعد الإلهي والاصطفاء الروحي وتتبع سياسة العنف والتوسع والقتل والاستباحة والغزو.

أما الفصل الثالث فقد تحدث عن "العنف في الرواية والقصة": إن العنف في الأدب الصهيوني، ليس ظاهرة استثنائية أو مستقلة عن سواها وعن سياق الموروث اليهودي بل هو ظاهرة اشترك فيها وفي حملها وتوليدها الفكر والدين والتقاليد والمكونات النفسية والسياسية والثقافة والفن والتربية والإعلام ظاهرة تضرب جذورها بعيداً وعميقاً في التراث اليهودي.

وقد أخذ العنف في الأدب الصهيوني شكلين مختلفين لكنهما يتفقان ويلتقيان في الغاية وفي الهدف:
الشكل الأول، الأكثر وضوحاً ومباشرة، وهو العنف المادي، الذي يتجلى في الدعوة إلى اغتصاب الأرض، وهدم البلدات والقرى والمنازل والمساجد والكنائس والمقابر الفلسطينية. أما الشكل الآخر من أشكال العنف الذي تمارسه أمثال هذه الأعمال، فهو في تزييف الحقائق واختلاق الأكاذيب، وفي محاولة تغييب وطمس الوعي والحس الإنساني عند الإسرائيليين حيال العربي الفلسطيني.

«عاموس عوز» الذي يعد من أبرز الكتاب والروائيين الإسرائيليين وأغزرهم إنتاجاً وأقدرهم على التقاط وفهم المتغيرات الاجتماعية والسياسية والذي انتقل من صفوف اليمين إلى صفوف اليسار ويمارس بدوره سلاح التضليل والتزييف والتعالي وتجاهل الحقائق.
من سمات الأدب الصهيوني المؤسس للدولة العبرية أنه لا يعتمد إغفال الحقائق والقفز فوقها فحسب بل يعتمد تزويرها ويقدم بدلاً منها صوراً خادعة ومضللة مغايرة للواقع.

وتحدث الكاتب عن أدب الأطفال وزراعة الكراهية والأوهام: ومن أشهر الأدباء الإسرائيليين الذين كرسوا أدبهم لهذه المهمة ومن أكثرهم رواجاً بين صفوف الناشئة الإسرائيلية كاتبان يكتبان باسمين مستعارين أحدهما يسمى «هازي لابين» واسمه المستعار «ايدوستير» ويعني المتكلم وبطله (أوز يا أوز) أي القوي الشجاع، والثاني يسمى «شراجا أغافني» واسمه المستعار «ان ساريج» ويعني الشبكة القوية الفعالة وبطله «داندين» أي الطفل الخفي، وتدور أحداث قصصهما حول مغامرات وبطولات هذين الطفلين المعجزتين مقابل العدو العربي (حسب تعبيره).

و في الفصل الرابع ذكر الكاتب أن "الشعر الصهيوني" استقى من المفاهيم والمقولات والإرث اليهودي وهو ما يخدم الايديولوجية الصهيونية وعنصريتها وعدوانيتها وأهدافها ومطامعها العدوانية التوسعية ومن الشرق القديم بدائيته وقسوته، وأغفل ما غير ذلك من قيم الشرق ومن تعاليم الدين اليهودي وقيمه ومثله، وأخذ من الإيديولوجية الاستعمارية وبخاصة من الحركة النازية، عدوانيتها واستعلاءها وعنصريتها ومزاعمها بالتفوق العرقي وحقها بالغلبة والتوسع واحتقار الأعراق الأخرى فجاء شعراً مخصباً بالعنف والعنصرية والاستعلاء والبدائية.
وتحدث الكاتب عن اختلاق العدو وممارسة سياسة الخداع والابتزاز وقلب الحقائق، والعنف بحجة الأمن والدفاع عن النفس والعنف في شعر الأطفال.
https://taghribnews.com/vdcdzz0k.yt05z6242y.html
المصدر : صحيفة
الإسم الثلاثي
البريد الإلكتروني
أدخل الرمز