بسمهتعالی
ان الهوية المشتركة بين المجتمعين الانساني والاسلامي، اشارت اليها الاية الشريفة 213 من سوره بقره [َانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ وَأَنْزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ]، وايضا الاية [وَكَذٰلِكَ جَعَلناكُم أُمَّةً وَسَطًا لِتَكونوا شُهَداءَ عَلَى النّاسِ وَيَكونَ الرَّسولُ عَلَيكُم شَهيدًا] – البقرة 143.
ان مبادئ "الوسطية" و"الاخلاق" و"العقلانية"، التي تنطلق منها نهضة بناء "الامة الواحدة"، هي ابرز سمات الهوية المشتركة للمسلمين، والتي شهدت الكثير من التقلبات على مرّ التاريخ الاسلامي منذ عهد النبي الاكرم محمد بن عبد الله (ص) ومرورا بعهد الائمة الاطهار (ع) والصحابة الاخيار وحتى عصرنا الحاضر.
ورغم هذا التاريخ المتلألئ، لكن هناك مجموعات خرجت من بين المسلمين بنهج تكفيري وسذاجة القول والفعل والابتعاد عن العقل والاخلاق، لتشويه وجه المجتمع الاسلامي الناصع، وعمدت متأثرة بالعصبيات اللامبررة وتمجيد الذات على حساب الاخرين والجهل المزدوج، الى تكفير اتباع المذاهب الاسلامية؛ وان داعش وسائر الجماعات التكفيرية اليوم، هي نماذج فقط عن هؤلاء الذين نشروا اجواء من انعدام الثقة وتسببوا الدمار والتهديد على صعيد العالم الاسلامي.
ومن الجانب الاخر، هناك الاعداء اللدودون للمسلمين في غرب وشرق البسيطة، الذين يقدمون على تحركات معادية مثل الاساءة للمقدسات الاسلامية وانتهاك حرمة الرسول الاكرم (ص) والقران الكريم واستهداف صلب الدول الاسلامية، ويزيدون في نوائب هذه الامة.
ان المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية، باعتباره مؤسسة ثقافية دولية، رسّخ علاقات مستديمة مع شخصيات علمية ومذهبية ومفكرين ورجال دين في ارجاء العالم الاسلامي؛ حيث ان تنظيم المؤتمرات والملتقيات الدولية والاقليمية ياتي ضمن هذه الاواصر التي يداب المجمع على تعزيزها.
وانطلاقا من ذلك، قام المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية، بفخر واعتزاز، في تنظيم المؤتمر الاقليمي الثاني للوحدة الاسلامية باستضافة محافظة كلستان (شمال ايران) التي تشكل مهد الثقافة والحضارة الاسلامية الايرانية، والتعايش البناء بين اتباع المذاهب الاسلامية، ومنطلقا لبناء وحدة الامة الاسلامية؛ وقد اكد العلماء والمفكرون الذين حضروا في هذا الملتقى الدولي على النقاط التالية :
1- يجب الحفاظ والاستمرار في التعامل البناء بين اتباع المذاهب الاسلامية وخاصة علماء الدين والمفكرين
2- بذل الجهود الهادفة الى بناء الوحدة الاسلامية واحياء الامة الواحدة
3- التركيز على جهاد التبيين ولاسيما العمل على فضح حقيقة الجماعات المتطرفة والتكفيرية، امام الامة الاسلامية
4- العمل الجماعي من اجل تبيين العلوم الاسلامية الاصيلة ووقف عمليات الاساءة الى مقدسات المذاهب الاسلامية
5- يجب توجيه بوصلة العالم الاسلامي نحو قضيته الرئيسية، اي تحرير ارض فلسطين الاسلامية
6- المشاركون في هذا المؤتمر الدولي، احيوا ذكرى رواد وحاملي راية الوحدة الاسلامية، ولاسيما الشهداء والعلماء من امثال الامام الخميني (رض) والشهيد فتحي الشقاقي، واية الله الشيخ محمد علي التسخيري، واية الله محمد واعظ زادة خراساني، واية الله الشهيد السيد محمد باقر الحكيم، والشهيد الشيخ رمضان البوطي، والشهيدة مرجان نازقليجي، والقائد الشامخ الشهيد قاسم سليماني و...؛ عاقدين العهد على السير في نهج هؤلاء الاعزاء
7- ان المشاركين في هذا المؤتمر، اذ يقدمون العزاء لمناسبة وفاة جمع كثير من المسلمين اثر الزلزال الاخير في تركيا وسوريا، يعلنون الاستعداد لتقديم المساعدات المختلفة تحت ادارة المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية وبالتعاون مع سائر المؤسسات الدولية
8- كما يشيد الحاضرون في المؤتمر الاقليمي الثاني للوحدة الاسلامية ويتقدمون بجزيل الشكر لقاء الجهود العلمائية والجهادية على مرّ اربعة عقود التي قدمها رائد وحامل راية الوحدة بين الامة الاسلامية في محافظة جلستان، سماحة اية الله السيد كاظم نورمفيدي (حفظه الله ورعاه)، الذي يجسد انموذجا لعالم دين تقريبي.
9- كما يعرب الحاضرون عن تقديرهم للجهود الكبيرة والملفتة للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية، ممثلا بأمينه العام المحترم (الدكتور حميد شهرياري)، ومبادرته الهادفة الى تعزيز الوحدة والتقريب بين اتباع المذاهب الاسلامية.
نهاية الخبر