بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة و السلام على خير النبيين ابي القاسم محمد وعلى اله وصحبه والتابعين.
اما بعد، فان الايمان نعمة من الله تعالى تبارك وتعالى كذالك فان من نعمه هو وحدة الكتاب بين المسلمين ووحدة نبيهم؛ اي ان نبيهم صلى الله عليه واله وسلم هو واحد وكذالك نجد ان تكليف النبي صلى الله عليه واله هو من نعم الله تبارك وتعالى.
اي ان هناك مهمة وان هناك رسالة لكل مؤمن في هذا الكون، فالنبي عليه الصلاة والسلام بعث في رسالة والمطوب من كل مؤمن ان يؤدي هذه الرسالة؛ وهذا الامر هو جدا مهم، فانت عليك ان تعمل بتكليفك.
في كثير من الاحيان يتساءل المؤمنون لماذا وصل حالنا الى هذا الحال؟! الجواب الطبيعي والبديهي، هو على المؤمن ان يعمل بتكليفه وان يعمل بما هو مامور به من الله تعالى؛ الهدف الاول هو الدعوة الى الله، وان تعمل بما يجمع بين المسلمين، وعليك ان تحث الناس على الوحدة بين المسلمين، ثم بعد ذالك ياتي امر الله عزوجل وقضاؤه بالوقت الذي يريده الله تبارك وتعالى.
هذا ما كان حال "آل البيت" (ع) وحال الاصحاب في المعارك، فكان النبي صلي الله عليه واله، يجهزهم وكانوا عليهم السلام جميعا يعملون بالتكليف وهذا هو اساس المبعث.
الله عزوجل، امر نبيه (عليه الصلاة والسلام) ان يدعو اليه بالحكمة والموعظة الحسنة، وان يجمع بين المسلمين، وعندما يكون المسلمون صفا واحدا كما قال ربنا تبارك وتعالى [إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُمْ بُنْيَانٌ مَرْصُوصٌ]، تاتي المعركة وتشتد، كما هي حالنا اليوم، حيث ان المعركة مشتدة على محور المقاومة؛ ومحور المقاومة يعمل بالتكليف الالهي، ويعمل بما بعث به النبي صلى عليه واله.
ثم بعد ذلك، ترى الثمار وترى النتائج بالوقت الذي يريده الله عزوجل؛ وهذا ما حصل عندما انتصرت المقاومة في لبنان عام 2000 وكذالك في عام 2006 وثم المقاومة كذالك في فلسطين، وها هي المقاومة في اليمن انتصرت رغم الحصار ورغم الشدة، لانهم يعملون بتكليفهم الذي جاءه بهم نبينا صلى عليه واله وسلم انطلاقا من المبعث النبوي الشريف والتكليف الالهي.
الیوم ربنا تبارک وتعالى نصر محور المقاومة في الساحات القتالية والعسكرية والجهادية، لكن المطلوب اليوم ان نعمل كمحور متكامل على الساحة الثقافية.
وكما قال السيد القائد الامام الخامئني (حفظه الله)، فالمطلوب منا اليوم هو "جهاد التبين"، وان نوضح للناس حقيقة الاسلام، لان التشويه المتعمد، حدث خلال السنوات الاخيرة حين حاولوا ان يشوّهوا صورة الاسلام؛ لكن نجد هذه الامة متمسكه بمبادئ الاسلام المحمدي الاصيل، وان هذه الامة لا تحيد.
المطلوب منا اليوم، هو ان نعمل على النخب الثقافية وان نوضح للناس وان نبين لهم، وان نسأل على اي فكر نشأ شبابهم وما هي الثقافة التي يتسلحون بها؟
لقد حاولوا زعزعة الايمان وحاولوا تشويه الدين وحاولوا تشويه صورة المراجع، لكن بالخلاصه وبالنتيجه العامة نجد، بوضوح ان التمسك بالدين وبالاسلام المحمدي (ص) الاصيل وبالمراجع، وحتي حالة الدفاع والهبة التي حصلت للدفاع عن القران الكريم وعن نبينا (ص) وعن مراجعنا، كانت بفضل الله مرضية.
نحن لانقول ان الامر كما نحب او كما نرغب او نشتهي، لا، ولكن بفضل الله الجهود مستمرة وكلٌ يعمل بالتكليف، والجميع بفضله عزوجل يدركون ان القيام بالتكليف الشرعي هو واجب ديني، ثم ان النتائج بعد ذالك تاتي من الله تبارك وتعالى، فهو لا خيب من كان صادقا، ومن كان عاملا بإيمان واخلاص؛ وهذا من نعم الله عز وجل لنا ايضا.
والیوم علماء الامة یلعبون دورا بارزا في هذا الامر، فهم المكلفون وهم المواجهون، وعند حدوث اي عارض على هذه الامة، نرى بان الناس يتوجهون مباشرة الى علمائهم والى مراجعهم، وهذا ما يزعج الاعداء لانهم يرون بأن هذه الامة مجتمعة حول دينها وحول نبيها (ص)، ويرون هذه المقاومة المنتصرة تعمل بتكليفها؛ فتارة نراهم يسيؤون الى كتابها واخرى نراهم يسيؤون الى نبيها (صلى الله عليه واله وسلم)، وكذالك نراهم يسيؤون الى مراجعها.
ان المقاومة التي انتصرت على عدوها الصهيوني وبددت وافشلت المشاريع الصهيوينة والمخطط الاميريكي الصهيوني ضد منطقتنا، انما تنطلق من كتاب ربها ومن نبيها (صلى الله عليه واله) هي ملتزمة بمراجعها وبفتواهم؛ والا فكيف نرى الاخوة الذين انتصروا على المشروع الامريكي وما خطط في العراق وسوريا وفي لبنان وفي فلسطين؟ هذه المقاومة لم تنتصر بالصدفه كما يقال، انما انتصرت هذه المقاومة انطلاقا من مبادئها القرانية ومن ارشادات النبي صلى الله عليه واله، وكذالك انطلاقا من فتوى مراجعها.
اليوم بفضل الله عزوجل، نرى ان هذه الامة تمتلك قدرا كبيرا من الوعي؛ وحتى ما حصل اثر زلزال الاسبوع الماضي في دمشق، نرى ان الاخوة في الحشد الشعبي لبوا استغاثة اخوانهم في سوريا، ونرى الاخوة ايضا في محور المقاومة من لبنان لبّوا المساعدة؛ فهذا المحور انما يلتف على نفسه مغيثا لاخوانه، وكل ذلك ياتي انطلاقا من محبة ومن تعاليم ومن تكليف النبي الاكرم صلى عليه وسلم، والتزاما بالاخوة التي بينهم.
هذه الامة باتت مدركة جيدا، ان اختلاف مذاهبها وتنوع مراجعها انما هو مصدر قوة وعزة لها انشاء الله.
نبارك للامة الاسلامية المبعث النبوي الشريف، وندعو الى تحصين ساحاتنا ومجتمعاتنا بما يرضي الله تبارك وتعالى، وبما يكتب النصر المؤزر باذنه عزوجل لهذه الامة، الى ان ندخل فلسطين فاتحين منتصرين؛ وما ذلك على الله بعزيز انهم يرونه بعيدا ونراه قريبا والسلام عليكم و رحمة الله وبركاته.