باحث اسلامي مغربي : الموجة التطبيعية فاشلة على الرغم من التهويل الذي رافقها وأحلام اليقظة التي انتابت الاحتلال
جاء ذلك في حوار خاص، اجرته وكالة انباء التقريب (تنا) مع هذا الباحث الاسلامي، وهو احد اعضاء "التجمّع العالمي لدعم خيار المقاومة".
واضاف "هاني"، انه "لا يمكن أن ينجح التطبيع مهما كانت أسبابه السياسية، ومهما بدا الضعف على الوضع العربي؛ غير أن هذا لا يمنع من تقييم الموقف العربي تجاه التطبيع، وذلك بطرح السؤال: ما هي الأسباب العميقة التي انتهت إلى هذه الخيارات؟!".
وحول مواقف الشعب المغربي، والمفكرين والباحثين في هذا البلد، من القضية الفلسطينية، والتطورات الراهنة داخل الضفة الغربية، قال: هي النظرة نفسها، هناك شعب يقع عليه احتلال استثنائي، احتلال يشترك مع كل أشكال الاحتلال الذي عانت منه بلداننا، ولكنه يختلف في طبيعته وشروطه وسياقه؛ في مثل هذا الوضع يكون التضامن هو أقل ما يمكن فعله تجاه شعب محتل.
واضاف : ان رفض الاحتلال قضية مبدئية، وهو موقف طبيعي لن يغيره التطبيع؛ فالمطلوب دعم الشعب الفلسطيني في كفاحه ومسيرة تحرره الوطني.
وعن المواقف العربية من "قضية الامة الرئيسية"، اكد هذا الباحث المغربي : كنت مرارا أنبه إلى أن السياسات العربية غير مستوعبة للأزمة العربية، وبأن العرب حين يفشلون في احتواء أزماتهم الإقليمية، فهم يتقدمون نحو التطبيع بقدر حياتهم الخاطئة، فإما يحتوون أزمتهم وإما سيحتويهم غيرهم.
وتابع قائلا : لقد انشغل العرب ببعضهم، وتآمروا على بعضهم، حتى داهمتهم المصائب، وأضعفتهم العصبية؛ ومع ذلك وأيا كانت الأسباب، علينا أن نسعى لتحرير العرب من كل ما من شأنه الدفع بهم إلى تلك الخيارات، وذلك عن طريق مزيد من التقييم واعادة النظر في سياساتهم واحتواء ازمتهم، وللأسف، لا زلت أرى أن التحليل الموضوعي للأزمة لم يكتمل، وهذا من شأنه أن يعقد الأوضاع أكثر.
واشار "هاني" الى دور النخب في العالم العربي، مبينا انها تعاني من خطورة انسداد الوعي، وبروز النخب المزيفة، وسياسة استبعادهم والإنتهازية مما أدى إلى إضعاف دورهم.
وعن "الآليات الكفيلة بتحقيق الوحدة الاسلامية، في ضوء التطورات الراهنة على الساحتين الاقليمية والدولية"، قال الباحث الاسلامي المغربي لوكالة "تنا" : ان قضية الوحدة الواقعية وليس ادعائیة، لها علاقة بالسياسة، وهذا له علاقة بمستوى استيعاب الأزمة، فالسياسات العربية سلكت طريقا لا أفق له، ألا وهو تأزيم العلاقة بين أطياف النسيج الاجتماعي؛ موضحا ان "هذه النزعات الطائفية هي جزء من مخطط تفتيت وإشغال العالم العربي والاسلامي، اقصد الطريقة والحساسيات المفتعلة، والتي ستكون مخرجاتها وخيمة على العالم الإسلامي، المشكلة اذن سياسية والحل سياسي".
كما نوه، في سياق الحلول، الى "توفر الفرص على الدوام لاستضافة المؤتمرات والملتقيات المنادية بالوحدة والتقريب والتضامن بين المسلمين في الدول العربية"؛ وقال: يبقى فقط أن تتطور أساليب وسياسات ومحتويات هذه المؤتمرات، وأن تكتسب وعيا استشرافيا بعيدا عن النمط المهرجاني والارتجال والتكرار.
نهاية الحوار