استاذ الحوزة العلمية في النجف الاشرف : يجب تبني مشاريع قادرة على التصدي لمخطط رهاب الاسلام
جاء ذلك في مقابلة خاصة اجرته وكالة انباء التقريب (تنا) مع السيد الجابري، حول نتائج المؤتمر الدولي للوحدة الاسلامية الذي استضافته العاصمة العراقية بغداد في 11 اذار / مارس الجاري.
وفي سياق التركيز على اليات المواجهة ضد مشروع "التهويل من الاسلام" الذي يصادف الـ 15 من شهر مارس / اذار الجاري، ذكرى اعتماد "اليوم العالمي لمكافحة الـ اسلاموفوبيا"، من قبل الجمعية العامة لمنظة الامم المتحدة، قال السيد الجابري : ان المشاريع لا تواجه الا بمشاريع؛ اي ان الرد يكون بانشاء وبناء وانطلاق مشاريع تواجه مشاريع الاعداء حتى تصدها وتحفظ بلداننا وشبابنا وشاباتنا وابناءنا وبناتنا من الغزو الفكري والاخلاقي الذي يقوده الاستكبار العالمي.
وحول مؤتمر بغداد الدولي للوحدة الاسلامية، لفت بان تنظيم هذا المؤتمر، جاء بعد جهود حثيثة من قبل عدد من المؤسسات الاسلامية التقريبية في العراق، وبرعاية من ديوان الوقف السني؛ "ادراكا من هذه المؤسسات لحاجة الظرف الذي يمر به العراق والمنطقة الى مثل هكذا مشاريع تقوي من اواصر الاخوة والمحبة فيما بين المسلمين".
وتابع : لقد شكّل مؤتمر بغداد خطوة في محلها واتاح فرصة جيدة للتعارف والتآلف وتبادل الافكار بين المشاركين في هذا المؤتمر، الذي ضم عددا كبيرا من العلماء المسلمين والوجهاء والنخب الثقافية والاساتذة الاكاديميين.
واوضح، انه من جملة اهداف مؤتمر بغداد، هو ان يوفر ارضية لمشروع الوحدة الاسلامية لدى الدول الاقليمية بما في ذلك سوريا ولبنان، ليتم من خلالها دعم هذه الجهود، وان لا يقتصر العمل على رصّ الصفوف داخل العراق فقط، وانما التقريب بين الدول وشعوب المنطقة بشكل عام؛ فالمنطقة تواجه اخطارا وتحديات كبيرة مشتركة من قبل الاعداء وعلى راسهم امريكا والصهيونية.
وحول السبل الكفيلة بتحقيق الاهداف المنشودة لمؤتمر بغداد وسائر الملتقيات التي تهدف الى رص صفوف المسلمين وتاليف القلوب فيما بينهم، قال ممثل مجمع التقريب في العراق : من الواضح ان مثل هذه المؤتمرات لا تحقق هدفها المنشود ما لم تنبثق عنها لجان تقوم بمتابعة التوصيات التي يخرج بها المؤتمرون.
واستطرد : مؤتمر بغداد خرج بمجموعة من التوصيات في بيانه الختامي وقد رسم مسارا مهما لحركة التوحيد وتحديد الاهداف والاعداء، كما اعلن بشكل واضح ان القضية الفلسطينية هي القضية المركزية للامة الاسلامية وان بوصلة الجميع يجب ان تتجه الى فلسطين ومواجهة مشاريع التطبيع والمشاريع "الصهيو امريكية" في المنطقة.
ونوه بان المؤتمر، "ترك انطباعا طيبا في نفوس كل من حضر وكانت له انعكاسات اعلامية جيدة بفضل الله تعالى؛ خصوصا وان المؤتمر تميز بحضور عدد كبير من العلماء والنخب من خارج العراق بما فيها مصر وسوريا ولبنان وايران ونيجيريا وبلدان اخرى".
واستدرك الجابري، ان "هاجس المشاركين في مؤتمر بغداد الدولي للوحدة الاسلامية، تركز على ان لا يتم الاكتفاء بمجرد الحضور والتعارف والاستماع الى الكلمات"؛ مشيرا الى ضرورة استمرار العمل بتوصياته، وموضحا بانه تقرر في سياق توصيات المؤتمر، تشكيل لجنة متابعة وتاسيس موقع للتواصل الاجتماعي بين المشاركين، وان يتم تنظيم هذا الاجتماع سنويا في العراق وبما يسهم في تعزيز جهود ومساعي التقريب بين المسلمين على صعيد العالم.
واكمل رجل الدين العراقي البارز : ان حضور النخب الاسلامية من بلدان مختلفة بالاضافة الى حضور العراقيين اجمع من شماله الى جنوبه ومن كل المحافظات بمختلف المذاهب والقوميات، اعطى للمؤتمر قوة ورونقا؛ سائلا الباري سبحانه وتعالى ان "تستمر مثل هذه الجهود التي تعزز من وحدة وتماسك الامة".
نهاية الحوار