الشاعر ابو القاسم الفردوسي.. حارس الحضارة الايرانية العريقة
ولد "أبو القاسم الفردوسي الطوسي"، عام 329 هـ ق في منطقة طوس في خراسان شمال شرق إيران، وتوفي عام 416 هـ ق.
الحكيم الفردوسي، اكبر شاعر ملحمي فارسي، و احد المع وجوه الادب في العالم وابرز شعراء الفارسية في نظم الملاحم الشعرية الحماسية ويُعتبر من ألمع شعراء الملاحم البطولية والأساطير التراثية والتاريخية على المستوى العالمي حيث يصف العديد من الأدباء والباحثين في مجال الادب، الفردوسي الذي ذاع صيته عالميا بانه هوميروس ايران (الشاعر الملحمي الاغريقي الكبير).
ان ملحمته الشعرية (الشاهنامه)، التي لا نظير لها في التاريخ، تحکی القصص والأساطير الوطنية وتتضمن الأحداث التاريخية التي مرت بها ايران منذ بداية الحضارة الإيرانية العريقة، وحتى اضمحلال السلالة الساسانية اذ ان الفردوسي عاش في حكم السامانيين في زمن الخلافة العباسية.
هذا ویعتبر الفردوسي من وجهة نظر الکثیر من أصحاب الدراسات الایرانیة والشرقیة في العالم، الحارس الوحید للحضارة الایرانیة القدیمة الذي ربط بین هذه الحضارة بالحضارة الاسلامیة.
وأقرت الیونسکو، عام 2006 کتاب "شاهنامه بایسنقري" فیما تم توثيق "ألفیة إنشاد الشاهنامه" الذي أقترحته مؤسسة الفردوسي، لدى سجل الاحداث والوقائع الثقافیة والفنیة والعلمیة للیونسکو.
وما یضاعف القیمىة المعنوية لهذه الملحمة الشعرية هو الموضوعات والجوانب الأخلاقية والدينية والاجتماعية المليئة بالعبر والدروس التربوية التی سجلها الشاعر الکبیر الفردوسي في الشاهنامه و اثبت تعلّقه القلبي بالمبادئ والأسس الأخلاقية.
أسلوب نظم الشاهنامة مقتبس من أسلوب القرآن الكريم. وكذلك الكنايات المقبولة التي في أشعار العرب يأتي بها بنفسها أو بترجمتها وقد تكون أحسن من الأصل ومن هنا يعلم أن الفردوسي كانت عنده مادة غزيرة من أشعار العرب ولكنه كان لا يستعمل الألفاظ الخارجة عن اللغة الفارسية.
ویقول الفردوسي في مطلع الملحمة وبعد حمده لله جلّ وعلا:
لابد أن يراقب العقل أعمال الملوك والسلاطين، حيث أن العقل زينة الأبرار، اعلم أيها الإنسان أن العقل يعني الخلود في الحياة والعقل هو أصل الحياة، حيث أن منزلة الإنسان في الدارين ترتبط بالعقل فاتخذ من العقل مرشداً في طريقك، لأنه يصونك من الضلال.
وتقع مقبرة الفردوسي علي بعد 28 كم غرب قرية باج، مسقط رأس الفردوسي، وقد تم إدراجه في المعالم الوطنية الإيرانية منذ 1 نيسان/أبريل 1962 وهو مكان يجذب العديد من محبي الثقافة واللغة الفارسية. وتم بناء متحف ومكتبة بجانب مقبرة الفردوسي.
نهاية المقال