" أين هي منظّمة التّعاون الإسلامي، الّتي غيّرت اسمها من دون أن تتخلّى عن حركتها السّلحفاتيّة الّتي تهتمّ بأمور المسلمين، إلا على مستوى البيانات الحييّة الخجولة، ولا تؤدي الدّور الّذي يفترضه اسمها لجهة التّعاون الحقيقيّ "
السيّد علي فضل الله
المليارات العربيّة والإسلاميّة بفوائدها في البنوك قادرة على حلّ مأساة الصومال
تنا بيروت
11 Aug 2011 ساعة 17:11
" أين هي منظّمة التّعاون الإسلامي، الّتي غيّرت اسمها من دون أن تتخلّى عن حركتها السّلحفاتيّة الّتي تهتمّ بأمور المسلمين، إلا على مستوى البيانات الحييّة الخجولة، ولا تؤدي الدّور الّذي يفترضه اسمها لجهة التّعاون الحقيقيّ "
دعا العلامة السيّد علي فضل الله المنظّمات الأهليّة والشّعبيّة، في العالمين العربي والإسلامي والجاليات الإسلاميّة، إلى تنسيق الجهود لإعداد ورشة تكافلٍ اجتماعيّ سريعة، تعمل لإنقاذ الأرواح الصّوماليّة البريئة من زحف المجاعة المتواصل، متسائلاً عن دور الجامعة العربيّة ومنظّمة التّعاون الإسلامي، التي غيّرت اسمها ولم تغيّر حركتها السّلحفاتيّة، مؤكّداً أنّ المليارات العربيّة والإسلاميّة بفوائدها في البنوك الغربيَّة، قادرة على حلّ هذه المأساة.
وقال :"لقد تُرك الصّومال منذ أوائل التّسعينات، ومنذ خروج القوَّات الأمريكيَّة والدَّوليَّة منه، في دائرة الإهمال، وأُريد له أن يكون مستودعاً للفوضى، الّتي يُصار من خلالها إلى استدعاء أكثر من حالةٍ من حالات العبث الأمني والسّياسي، ليكون القرن الأفريقي ساحةً من ساحات الصّراع المستمرّة التي تفتح النّوافذ على كلّ حالات التّدخل الخارجي، وتُشرّع الأبواب للتّطرّف الباحث عن ساحة مثاليّة للنّشاط المتعدّد والأساليب والطّرق".
لافتاً الى أن ما يتهدّد الشّعب الصّومالي من إبادةٍ قد تطاول مئات الآلاف، بفعل المجاعة التي تتفرّج عليها الدّول العربيّة والإسلاميّة، ولا تداويها إلا بما يُشبه المسكّنات. وسأل :" أين هي الجامعة العربيّة، وهل قرّرت أن تترك السّاحة الصّوماليّة في مهبّ الرّياح الدوليّة، لتكون المدخل لحركةٍ دوليّةٍ قادمةٍ على مستوى القرن الأفريقي كلّه؟!
و أين هي منظّمة التّعاون الإسلامي، الّتي غيّرت اسمها من دون أن تتخلّى عن حركتها السّلحفاتيّة الّتي تهتمّ بأمور المسلمين، إلا على مستوى البيانات الحييّة الخجولة، ولا تؤدي الدّور الّذي يفترضه اسمها لجهة التّعاون الحقيقيّ لإنقاذ مئات الآلاف من الأرواح المسلمة والعربيّة التي يتهدّدها الموت المحتّم، وخصوصاً الأطفال منهم؟!"
كما نتساءل عن مئات الآلاف من المليارات العربيّة والإسلاميّة المحفوظة في البنوك الغربيّة، والّتي يُراد لها أن تدعم الاقتصاديّات الغربيّة، والّتي كان من الممكن أن تحدث فوائدها تغييراً جذريّاً في الوضع الاجتماعيّ والاقتصاديّ العربيّ والإسلاميّ، وليس على مستوى الصّومال وحدها..
وختم بالقول :"أمام صمت المنظّمات والهيئات الرّسميّة والدّول العربية والإسلاميّة، وتراخيها حيال هذه المأساة التي اتّسع نطاقها وازدادت فظاعتها بفعل حالات الاغتصاب التي جعلت على هامشها. وأمام لا مبالاة ما يُسمّى بالمجتمع الدّوليّ، ندعو المنظمات الأهليّة، والحركات والجمعيّات الشعبيّة في الوطن العربي والإسلامي، والجاليات العربيّة والإسلاميّة في الخارج، إلى تدارك الأمر وتنسيق الجهود، لإعداد ورشة تكافلٍ اجتماعيّ سريعة تعمل لإنقاذ هذه الأرواح البريئة والمستضعفة قبل فوات الأوان، ولأنّ في التّداعي لحلّ هذه القضيّة ما يؤكّد المعنى الحقيقيّ للصّوم الّذي دعا إليه الإسلام، أمّا بقاء المسألة على ما هي عليه، فيمثّل خيانةً للأمّة وقضاياها، وللإسلام ولرسالة الصّيام الّتي أرادها الله تعالى أن تتجسّد في العلاقات الإنسانيّة، وفي التفاعل الرّوحيّ على أعلى المستويات".
رقم: 59386