المقاومة رؤية ومسار تكميلي للمنظومة الدفاعية، إنها روح وبناء، وتربية على الجهاد والتعبئة والشهادة والعز، هي بناء إنسان شريف يعيش الشرف في صميم روحه ".
الشيخ نعيم قاسم
المقاومة جزء لا يتجزأ من كل جنين يولد على أرض تقدست بدماء الشهداء
تنا بيروت
11 Aug 2011 ساعة 18:40
المقاومة رؤية ومسار تكميلي للمنظومة الدفاعية، إنها روح وبناء، وتربية على الجهاد والتعبئة والشهادة والعز، هي بناء إنسان شريف يعيش الشرف في صميم روحه ".
قال نائب أمين عام حزب الله الشيخ نعيم قاسم : "نحن لا ندعو إلى العصبية، ولا إلى فئوية و إلى طائفية، هؤلاء الذين يدعون إلى عصبية ليسوا منا ولسنا منهم، لأن العصبية مستنكرة وتدفع الإنسان إلى ارتكاب السيئات باسم الانتماء إلى القبيلة أو المذهب .
اضاف: "نحن اليوم في أجواء ذكرى الانتصار الإلهي الكبير الذي حققته المقاومة في لبنان من ضمن منظومة الشعب والجيش والمقاومة، خيرات المقاومة في لبنان لا تحصى لكثرتها: التحرير عام ٢٠٠٠، الانتصار عام ٢٠٠٦، الحماية التي جعلت إسرائيل تقف عند حدها وتحسب ألف حساب إذا أرادت أن تعتدي على لبنان، إعمار الجنوب وعودة الأهالي إليه بعد أن كان تحت الاحتلال لسنوات طويلة، استقرار البلد السياسي الذي أدَّى إلى نهضة وحركة حيوية سياسية معينة وعمل باتجاه الاعمار أعاقته بعض النفوس المريضة، ولكن هناك استقرار نتج عن كف الأيادي الأجنبية عن لبنان، مكانة لبنان في العالم أصبحت محترمة، وبالتالي الدول تأتي إلى لبنان وتسأله ماذا يريد؟ بينما كانت في السابق تأمر لبنان بما تريد، وهذا ببركة قوتنا ومقاومتنا ومنعتنا التي تحققت في هذا البلد".
واعتبر انه "لم تعد المقاومة فكرة لنناقشها، ولم تعد مشروعا يقبل النجاح أو السقوط، ولا خيارا من خيارات نريد أن نرى إن كنا نختارها أو لا نختارها، المقاومة اليوم أصبحت جزءا لا يتجزأ من حاضر لبنان ومستقبله، هي جزء لا يتجزأ من كل جنين يولد على أرض تقدست بدماء الشهداء والأحرار الذين أعطوا في سبيل الله تعالى. نحن اليوم أمام ثلاثي القوة، وثلاثي الدعائم الثابتة للبنان الحديث، الشعب نسيج الوطن، والجيش سياجه، والمقاومة قلبه النابض بالحياة، ولا يمكن الاستغناء عن أي من هذا الثلاثي لمصلحة لبنان مهما حاولوا ومهما قالوا، لأن الأدلة الموضوعية تثبت حاجتنا إلى هذا الثلاثي لقوة ومنعة لبنان. ألا ترون ماذا يفعل الإسرائيلي، الإسرائيلي يحتل، ويعتدي، ويستعد، ويتجهز، ويناور، ويهدد، ويخترق الحدود، ويتحدث عن الحروب، والكل يسمع ولا أحد يوجه للاسرائيلي كلمة اعتراض واحدة على المستوى الدولي وعلى مستوى بعض الجماعات الحريصة على لبنان في الداخل اللبناني".
وتوجه الى قوى ١٤ آذار بالقول: "هل تخشون إزعاج إسرائيل؟ هل ترون أن إسرائيل يمكن أن تؤذيكم؟ نحن إلى جانبكم ضد إسرائيل، وصدقوا أنها لا تمس ظفرا واحدا منكم عندما نكون معا في وطن واحد يريد الاستقلال والحرية والسيادة. أم أن الأمر أبعد من الخوف، هل تريدون شيئا آخر؟ بالله عليكم: لماذا تطالبون بالتخلي عن المقاومة، وإسرائيل تتحدث في كل يوم أنها تريد أن تهاجمنا وتقتلنا وتحتل بلدنا، لماذا تتخلون عن المقاومة وأنتم تعلمون أن عزنا وشرفنا وكرامتنا هو هذه المقاومة؟ كيف يمكن أن يتم الدفاع عن لبنان؟ عندما تطالبون بالتخلي عن المقاومة يعني أنكم تطالبون بتعرية لبنان من قوته وبرفض الدفاع عنه، والحماية له، وترك الساحة مفتوحة لإسرائيل وأميركا ومن معهم، لعل البعض يتصدر للاجابة فيقول: لكننا نريد المقاومة أن تبقى بصيغة أخرى، بأن تعطي سلاحها للجيش اللبناني وعندها يتحقق الهدف. أعلم جيدا أنكم غير مقتنعين بما تقولون ولكنكم لا تريدون المقاومة، ولعلمكم المقاومة ليست مستودعا للأسلحة تنقل من مكان إلى مكان إنها رؤية ومسار تكميلي للمنظومة الدفاعية، إنها روح وبناء، وتربية على الجهاد والتعبئة والشهادة والعز، هي بناء إنسان شريف يعيش الشرف في صميم روحه ويرفض أن تكون أرضه محتلة، هذا الأمر لا يمكن أن ينقل من مكان إلى مكان وإنما يتكامل مع الجيش والشعب والمقاومة".
وعن الوضع في سوريا قال: "نحن مع حرية التعبير السياسي لأي طرف أراد أن يوافق أو أن يخالف ما يجري في سوريا هذا شأنه، لكن أن يستخدم لبنان منصة للتحريض والتمويل والتسليح فهذا أمر مرفوض وهو عمل ينتهك السيادة اللبنانية وليس فيه من الوطنية شيء، لأنه عبث يؤدي إلى الإضرار بلبنان كما يؤدي إلى الإضرار بسوريا وهذا مخالف لدستورنا وقوانينا واتفاق الطائف وكل الأعراف التي بني عليها الواقع اللبناني، تهريب السلاح عمل مؤذ وخطير في آن معا، نحن ندعو الحكومة اللبنانية إلى التدقيق، والأجهزة المختصة إلى ملاحقة الخارجين عن القانون والمرتكبين الذين يسيئون إلى العلاقة مع سوريا ومع الشعب السوري والحكومة السورية، ويسيئون إلى لبنان ويعملون على تخريب هذه العلاقة. بإمكان سوريا أن تعالج شؤونها بالحوار، ونحن نعتبر أن لا بديل في سوريا عن أن يتفاهم الناس مع بعضهم هناك من خلال الحوار وهذا هو الحل".
رقم: 59407