قالت الباحثة والاكاديمية اللبنانية الدكتورة راغدة المصري، ان المراة لعبت دورا مهما على مدى التاريخ الاسلامي وقامت بحماية الاسلام ونصرته ونشره ونشر العلم والثقافة، كما في عصرنا الحاضر حيث تجلت المراة المسلمة في محور المقاومة والصمود؛ مؤكدة ان "تعظيم القران الكريم نحو المرأة يتجلى بانه جعل منها قدوة ونموذجا للانسان الصالح".
الدكتورة المصري، قالت ذلك خلال ندوة "كرامة المراة"، التي اقيمت عبر الفضاء الافتراضي برعاية المجمع العلمي للتقريب، احتفاء بذكرى "عشرة الكرامة" المباركة التي تضم بين ولادتي السيدة فاطمة المعصومة (س) واخيها الامام الرضا (ع).
ولفتت الى ان القران الكريم يعطينا صورة واضحة المعالم لتكريم المراة من خلال اياته التي كلف فيها الانسان المسلم، الرجل والمراة على السواء، بنفس المهام والتكاليف، للعمل على بناء مجتمع صالح واعمار الارض.
واضافت الباحثة اللبنانية انه، في الاية الكريمة [وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ] التوبة 71، يتبين لنا مدى اهمية العمل الصالح الذي يخدم المجتمع، واهمية تظافر الجهود بين المؤمنين والمؤمنات مع بعضهم البعض في احياء هذا الامر؛ وقد ذكر القران الكريم ايضا بان عمل الانثى تؤجر عليه كما ان الذكر يؤجر على عمله [أَنِّي لَا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى ] ال عمران 195.
وتابعت : ان عظمة القران الكريم نحو المرأة يتجلى بانه جعل منها قدوة ونموذج للانسان الصالح، كما ان هناك نساء قدوة ونموذج للانسان الفاسد، وعلى سبيل المثال فقد جعل القران من السيدة مريم (س) والسيدة اسية بنت عمران (س) قدوة للمؤمنين من اجل الاقتداء بهما في سبيل الله والعمل من اجله.
ونوهت السيدة المصري في هذا السياق بسيرة بنت رسول الله (ص) سيدة نساء العالمين فاظمة الزهراء (س)، مؤكدة انها قامت باول ثورة حقوقية سياسية في التاريخ الاسلامي.
واستطردت : ان عظمة السيدة الزهراء (س) في القران الكريم تتجلى بادوارها مختلفةً، من دورها ومقامها الديني، ومن دورها السياسي خاصة في اية المباهلة التي جعلت من سيدة نساء العالمين توازي كافة النساء، بذكره عزوجل كلمة [نساءنا] ليخص بالذكر السيدة الزهراء (س).
وتابعت : كذلك دوره بنت رسول الله (ص) الريادي كالرعاية الاجتماعية في اطعام المساكين والفقراء والاسير واليتيم، [إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورا ]النساء – 9، اضافة الى العديد من التي تذكر اهمية السيدة فاطمة الزهراء وعضمتها.
ثم انتقلت الاستاذة الجامعية في لبنان، الى محطات لبعض النماذج النسائية اللواتي مررن في التاريخ الاسلامي، بما في ذلك ام المؤمنين السيدة خديجة بنت خويلد (س) زوجة رسول الله (ص).
ومضت الى القول : منذ بداية الدعوة الاسلامية لا يمكننا ان نغفل عن دور السيدة خديجة (س) وعظمتها ودورها الاقتصادي في دعم الرسالة الاسلامية، اذ جاء في الحديث "لقد قام الاسلام على سيف علي (ع) ومال خديجة (س)"، حيث بذلت كل مالها في سبيل الاسلام.
كما اشارت الى التاريخ النضالي للسيدة زينب (س) اخت الامام الحسين (ع) ودورها البطولي الريادي في حمل رسالة واقعة الطف وثورة عاشوراء الحماسية على مدى التاريخ.
وتابعت القول : لابد من الالتفاتة ايضا الى دور السيدة فاطمة المعصومة (س) التي هاجرت في سبيل الاسلام وكان لها دور حضاري وتوعوي في نشر الثقافة، فكان دورها اخباريا واعلاميا كما دور السيدة زينب (س)، ولاننسى ايضا دور السيدة حكيمة (س) والسيدة نرجس (س) التي قضت معظم اوقاتها داخل السجون لتدافع عن مولانا امام العصر والزمان (عج).
ومن ثم انتقلت الى "نساء عظيمات" في التاريخ الاسلامي اللواتي لعبن دورا رياديا في مجال التنمية الاجتماعية، منهن "السيدة الجليلة فاطمة بنت محمد الفهرية" من احفاد "عقبة بن نافع الفهري القرشي" فاتح تونس، واوضحت ان هذه المراة الشهيرة اسست اول جامعة اسلامية في المغرب الاسلامي عام 859 م.
واوضحت ان هذه المراة الشهيرة، كانت ملقبة بام البنين، وكان لديها العديد من الاموال منها ماورثه عن والدها ومنه ما ورثته عن زوجها، الذي استخدمته لتاسيس اول جامعة اسلامية كبيرة في المغرب الاسلامي، ومازال اسمها حاضرا الى وقتنا الحالي، حيث هناك جائزة سنوية اطلقت في السنوات الاخيرة تحليدا لذكراها في المغرب العربي.
وخلصت "الدكتورة راغدة المصري" في كلمتها الى القول : لقد لعبت المراة دورا مهما على مدى التاريخ الاسلامي، لقد ظهرات من جديد في وقتنا الحاضر وانتفضت وصحت مع الصحوة الاسلامية والثورة الاسلامية المباركة في ايران التي يقول فيها الامام الخميني (رض)، "اننا ندين بهذه الثورة للنساء "، ومن هنا يتبين لنا مدى الدور العظيم لهذه المراة التي قامت خلال التاريخ الاسلامي بحماية الاسلام ونصرته ونشره ونشر العلم والثقافة ومن هنا يتبين لنا اهمية المراة المسلمة في محور المقاومة والصمود ومدى وعيها ودورها الرسالي والعلمي في بناء المجتمعات والسلام .
نهاية الخبر