ولم يسع مأتم السنابس، حيث أقيم استقبال الأهالي الذين قدموا من مختلف المناطق في البحرين، وظلّوا يتوافدون لساعات إليه، مؤكدين تضامنهم مع مواقف خطيب مسجد الامام الصادق (ع)؛ وكان في مقدّمتهم كبار العلماء، وآباء الشهداء والمعتقلين وناشطون ورجالات الصمود، ولم يتوانَ حتى الصغار عن القدوم للاحتفاء بسماحته؛ حسب ما افد به موقع "ائتلاف شباب 4 فبراير" الاخباري المعارض.
يذكر أنّ الشيخ محمد صنقور عانق الحريّة بعد 4 أيّام على اعتقاله بسبب مواقف التي يظهر عنها عبر خطبه في صلاة الجمعة، ولا سيّما الأخيرة بتاريخ 19 مايو/ أيار 2023 التي استنكر فيها التطبيع مع الكيان الصهيونيّ، وطالب بالإفراج عن المعتقلين السياسيّين وتبييض سجون البحرين، وهو ما دفع النظام إلى استدعائه واعتقاله بزعم أنّه «يكرّر خاطابات تحريضيّة تتضمن مخالفات قانونيّة، ومن بينها إهانة السلطات والتحريض علانية على بغض طائفة من الناس والازدراء بها».
وقضت النيابة العامة في البحرين، بتوقيف امام مسجد الامام الصادق، لفترة 7 أيّام على ذمّة التحقيق، بيد أنّه نتيجة الضغط الشعبيّ والمواقف الحقوقيّة والعلمائيّة المستنكرة هذه الخطوة، على المستووين المحلي والدولي، اضطرّ النظام إلى الإفراج عن سماحته بعد 4 أيّام.
وكان الامين العام لحزب الله لبنان "السيد حسن نصر الله"، قد تطرق الى خبر اعتقبال الشيخ صنقر من قبل السلطات البحرينية، حيث قال معلقا في خطابه يوم الخميس 25 مايو/ أيار 2023 بمناسبة الذكرى الثالثة والعشرين لعيد المقاومة والتحرير : ان النظام (البحريني) استدعى خطيب الجمعة في البحرين «سماحة الشيخ محمد صنقور» وزجّ بسماحته في السجن على خلفيّة خطاب هادئ انتقد فيه التغييرات في المناهج التعليميّة وبعض خطوات التطبيع في البحرين مع العدو الإسرائيلي، ولم يحمل السلاح ولم يطلق النار ولم يقم بعصيان مدنيّ، فقط وقف في خطبة الجمعة وانتقد، لكنّ حكومة البحرين لم تتحمّل واستدعته وزجّت بسماحة الشيخ في السجن.
واعتبر السيد "نصر الله"، ان كلام "الشيخ صنقور" جزء من معركة الأمّة، وموضوع المقاومة والتطبيع والاحتلال ومواجهة المشروع الصهيوني، وليس مسألة بحرينية داخلية؛ مشددا على أنّ "النظام (البحريني) يستطيع أن يُجري تطبيعًا رسميًّا (مع العدو الصهيوني) ولكن لا يستطيع أن ينقله إلى التطبيع الشعبيّ، لا بالإقناع لأنّ هذا باطل وظالم ولا بالقوّة.
الى ذلك، اصدر تجمع علماء المسلمين في لبنان بيانا، استنكر فيه اعتقبال امام مسجد الامام الصادق (ع) في منطقة السنابس البحرينية، الشيخ محمد صنقور؛ واصفا هذا الاجراء بانه "شكل اعتداء على حرمة علماء الدين أولاً، وعلى حرية التعبير ثانياً، وعلى خيار الجماهير ثالثاً".
وجاء قي بيان "التجمع" بالمناسبة ايضا، "إننا في تجمع العلماء المسلمين إذ نستنكر هذا العمل وندينه لأنه تطاول على قامة دينية ووطنية لا في البحرين فحسب بل في العالم الإسلامي ككل، فهو باحث ومفكر إسلامي وذو خطاب إصلاحي وسياسي معتدل، وإن عدم قدرة السلطة في البحرين على احتمال هذا الخطاب المعتدل يعني أنها وصلت إلى حالة من التخبط لم تعد تميز حتى ما هو في مصلحتها".
نهاية الخبر