كشف صباح الثلاثاء المنصرم عن صاروخ "فتاح" الفرط صوتي من القوة الجوية للحرس الثوري بحضور رئيس الجمهورية والقائد العام للحرس الثوري وقائد القوة الجوية في الحرس، مما جعل إيران خامس دولة بعد امريكا وروسيا والصين وكوريا الشمالية التي حققت تكنولوجيا صنع هذه الأنواع من الصواريخ.
ان ازالة الستار عن صاروخ فتاح بمدى 1400 كم وسرعة تعادل 13 ماخ والقدرة على استخدام جيل جديد من الوقود الصلب ورأس حربي مخروطي متفجر مع زيادة الدقة والقدرة التشغيلية العالية، مع القدرة على المناورة واختراق أنظمة الرادار، كما انه قادر على تدمير جميع أنظمة الدرع الصاروخي اختراق هذه الأنظمة وتدميرها، يحمل عدة رسائل خاصة إلى العالم :
أولاً : هذا الصاروخ مثل العديد من المنتجات الدفاعية للبلاد، تم تصنيعه في ظل ظروف "الحظر" والضغط الشديدين من قبل امريكا وشركائها وبالاعتماد على القوة الداخلية وقوة الشباب الإيرانية ، واتباع المثال العملي للمبدأ. من "الأمل والإيمان"، فقد نقلت رسالة مفادها أنه لا يوجد ضعف أو مشكلة يمكن أن تقف ضد قوة الإرادة.
ثانياً : بالرغم من أن الغرب يسعى لإضعاف وتقليص القوة الدفاعية لإيران بادعاءات كاذبة ومحاولة شيطنة صاروخ "فتاح" والزعم بأنه ينتهك القوانين الدولية والقرار رقم 2231، إلا أن الكشف عن "فتاح" نقل رسالة تغص بالقوة والإرادة مفادها أنه لن يكون الشباب الايراني ابدا مقيد وخاضع للقوى السلطوية، بل سينتهز فرصة العقوبات الجائرة لتطوير بلاده والنهوض بها الى مصافي البلدان المتقدمة.
ثالثا : جاء هذا الكشف رداً على بعض التخرصات الأخيرة للكيان الصهيوني وراعيته أمريكا، والتي ادعت أنها مستعدة لعمل عسكري ضد إيران، ورغم أن إيران لن تقوم بعمل عسكري ضد الآخرين أبدًا، إلا أنها تعتبر الدفاع عن النفس والرد على أي تهديد حقًا لها ولن تتردد في ذلك.
رابعاً : صاروخ "فتاح" هو بعد آخر من طمأنة إيران لأصدقائها ودول المنطقة بأنها مستعدة لتوفير الأمن في المنطقة، لأن الجمهورية الاسلامية لطالما اعتبرت أمن المنطقة من أمنها وشددت على الحاجة للتناغم الإقليمي لإنهاء التدخل الأجنبي.
وبتعبير أدقّ في المرحلة الحالية التي تتوسع فيها العلاقات السياسية والاقتصادية بين إيران ودول المنطقة، ينقل "فتاح" رسالة الوحدة والتعاطف والأمن الإقليمي دون الاعتماد على القوى الأجنبية في المنطقة.
خامساً : إن الكشف عن هذا الصاروخ هو دليل آخر على تسارع تدهور النزعة الأحادية والتدخل الغربي في الساحة العالمية، والتي تقوم على النظام العالمي الجديد متعدد الأطراف.
نهاية المقال