جاء ذلك خلال احتفال حاشد نظمه تجمع علماء المسلمين في لبنان تحت شعار "وانتصرت جنين".
واضاف المدلل : إن الفلسطينيين يمتلكون وعياً حقيقياً بثقافة المقاومة؛ لذلك كان حقاً على جنين أن تنتصر على الاحتلال، باعتبارها منبعاً للمقاومة منذ زمن عز الدين القسام الذي استشهد على أرضها.
وأشار إلى أن "جنين كانت الشعلة والحاضنة لكافة حركات المقاومة منذ سنين الصراع مع الاحتلال"، مستشهداً بزمن الثورة التي قادها الراحل ياسر عرفات، وحتى المكانة التي تميزت بها جنين في منطلقات الشهيد فتحي الشقاقي".
ولفت هذا القيادي في حركة الجهاد الاسلامي، الى أن "الاحتلال يعمل جاهداً على تحويل الضفة الغربية والقدس إلى أرض إسرائيل التوراتية التلمودية النقية، عبر تفريغ الفلسطينيين وطردهم من أرضهم، من خلال ممارسة كل أنواع الجرائم بحقهم".
وشدد على أن "دحر الاحتلال من الضفة لا يمكن أن يتم إلا إذا استخدم الفلسطينيون نفس الأساليب التي اتبعتها المقاومة في غزة، والتي استطاعت من خلالها دحر المحتل بقوة السلاح والإرادة، فضلاً عن شدة الضربات والعمليات الفدائية التي نُفذت ضد المستوطنين والجيش الصهيوني المدجج بالسلاح وأسقطت المقاومة عبرها هيبة شارون وجيشه".
وبين عضو المكتب السياسي في الجهاد الإسلامي، أن "العلاقة القائمة بين الاحتلال والشعب الفلسطيني مبنية على استمرار حالة الاشتباك والصراع حتى تحرير فلسطين"، مشدداً على أن هذا الخيار لن تتراجع عنه المقاومة في فلسطين وفي لبنان".
ويرى المدلل أن "الأمل في تحرير فلسطين معقود على علماء الأمة باعتبارهم مَشعلاً للنور والعلم والدين والجهاد والمقاومة"، مطالباً بغرس فلسطين والقدس والأقصى في قلب كل مسلم على وجه الأرض، كونها جزءاً أساسياً من عقيدة المسلمين التي لا تكتمل إلا بالجهاد من أجل تحريرها.
كما جدد التأكيد على أن كل الخيارات الزائفة ومحاولات كي الوعي التي تُمارس ضد الشعب الفلسطيني ليُعطي الشرعية للاحتلال فشلت أمام إصراره على المطالبه بحقوقه، قائلاً: "لقد أدرك الفلسطينيون أن التحرير والعودة واستعادة الأرض من المحتل لا يمكن أن تأتي إلا باستمرار المقاومة".
وتابع: "لا تستيطع أمريكا ومعها الغرب وكل الأعداء والداعمين لهم، أن يجبروا الفلسطينيين على التراجع عن مقاومتهم أو التنازل عن حقهم وسلاحهم، مهما بلغت حجم الجرائم التي يرتكبها الاحتلال".
ولفت إلى أن "حركة الجهاد الإسلامي ومعها كل قوى المقاومة حريصة على أن تستنهض الشعب الفلسطيني في الضفة وفي كل مكان على أرض، فمعادلة (وحدة الساحات) حاضرة بكل تفاصيلها".
ودعا المدلل إلى "ضرورة أن تبقى الجماهير الفلسطينية في حالة مقاومة مستمرة ضد الاحتلال، من خلال تعزيز الحالة المقاومة القائمة في مخيم جنين لتمتد لكل أنحاء الضفة، باعتبراها خياراً مهماً تعمل عليه سرايا القدس بقيادة رئيس دائرتها العسكرية، والتي نجحت بتأسس كتيبة جنين كأولى التشكيلات العسكرية".
وحول الانجاز الذي حققته المقاومة، أكد المدلل أن "جنين صنعت المعجزات، وأذاقت الجيش المدجج بالأسلحة الويلات بأقل الإمكانيات، ورغم كل أدوات القتل والبطش، أصبح المخيم رمزاً للمقاومة، لذلك أراد العدو أن يكسر إرادة المقاومة وأن يدمر المخيم ؛ لكن أمام عزيمة ووحدة المقاومة والالتفاف الجماهيري حولها لم يتمكن من تحقيق ذلك، بل أصبح الشعب الفلسطيني كله أكثر انحيازاً لخيار المقاومة بعد معركة (بأس جنين)".
/110