قال العلامة الشيخ شمس الدين شرف الدين مفتي الديار اليمنية رئيس رابطة علماء اليمن، إن اليمن بخير رغم المعاناة الكبيرة جدا، وانه بخير لثقته بالله والتفافه حول رسول الله، وبالأمس شاهد العالم ذلك الاحتفال المهيب للشعب اليمني، وخروجه بالملايين في الساحات تعبيرا لحبهم وولائهم لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فعلى الرغم من التضحيات الجسام والمعاناة ورغم الحصار والعدوان، فمع ذلك لا يزال الشعب اليمني بخير.
وأوضح في مقابلة خاصة مع وكالة أنباء التقريب "تنا" على هامش مشاركته في المؤتمر السابع والثلاثين للوحدة الاسلامية في طهران، الى أن هناك تضحيات جسيمة جدا وهناك ضحايا بعشرات الآلاف وهناك شهداء بعشرات الآلاف وهناك دمار واسع ولكن الشعب يقوم ما بين الركام رافعا رأسه ويقول هيهات من الذلة.
ولفت الى أنه على الرغم من الحرب وتبعاتها فقد استطاع اليمن أن يصبح من الدول المصنعة، فعلى الصعيد العسكري فانه يصنع الأسلحة من الطلقة وحتى الصاروخ ، وهذا ما يحدث في سائر المجالات، كالصناعية والزراعية والثروة الحيوانية والسمكية وكل ذلك يحدث في ظل الحصار، فهناك حاجة ملحة، وكما يقال فان الحاجة أم الاختراع، لذلك فان الشعب اليمني يسعى بفضل من الله وعونه الى الاكتفاء الذاتي في الكثير من المجالات.
وحول أفق انتهاء الأزمة اليمنية وعودة الاستقرارللبلاد، نوه الى أن ما يعانيه اليمن تعانيه الأمة الاسلامية، فمتى رأينا ان الأمة الاسلامية أمة واحدة ولا حدود بينها ولا جوزات سفر و لا تأشيرات عندها يحدث ذلك في اليمن، وهذا يحدث عندما ترفع أميركا يدها عن الوصاية على الشعوب الاسلامية والعربية، بل ان جميع مشاكل وأزمات الأمة الاسلامية تنتهي عندما تنتهي وصاية الغرب الكافر عليها وعندما تعود الأمة الاسلامية الى كتاب الله وسنة نبيه وتتمسك بهما، عندها سيعود المجد والألق والعزة لهذه الأمة، وما ذلك على الله ببعيد.
وبخصوص مؤتمر الوحدة الاسلامية، قال، إن الوحدة الاسلامية ضرورة دينية وانسانية واجتماعية وقومية فلابد من السعي لجمع الكلمة ووحدة الصف، ولكن ينبغي أن يكون للوحدة معطيات ومرتكزات وثوابت، وفي مقدمة هذه المعطيات والمرتكزات هي أن يلتف الناس حول القرآن الكريم بأن تكون هذه الوحدة في اطار كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وآله وسلم، وهناك ثوابت وقواسم مشتركة بين المسلمين عليهم أن يركزوا عليها، وهي أن الله ربهم بل ان رب الجميع واحد ونبي الجميع واحد وقبلة الجميع واحدة وكتاب الله واحد وهو القرآن الكريم، وعلى ذلك ينبغي أن يكون التمحور والوحدة، ولو راعى الناس هذا الجانب لسلموا من الكثير من الأمور، ولا ينبغي التركيز على القضايا الهامشية والجانبية فتكون هي الأصل ثم نترك الأمور الاساسية والأصلية، وهي التوحيد والنبوة والكتاب والقبلة والصلوات الخمسة المشتركة التي تصليها الأمة جمعاء.
وأشار الى ان مؤتمر الوحدة الاسلامية حضره جمع كبير من علماء المسلمين سنة وشيعة على مختلف مذاهبهم والجميع يؤكد على ضرورة الوحدة، وقد قال ربنا جلا وعلا: "لا ينهاكم الله عن الذين يقاتلونكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا اليهم ان الله يحب المقسطين * انما ينهاكم الله عن الذين قاتلوكم في الدين واخرجوكم من دياركم وظاهروا على اخراجكم ان تولوهم ومن يتولهم فاولئك هم الظالمون"، فقد أعطانا الله مساحة للتعامل بالرحمة والانسانية والاحسان الى الغير حتى لو كان كافرا، فمابلك بالنسبة للمسلمين الذين يجمعك بهم أكثر مما يفرقك عنهم، مما ينبغي التركيز على هذه المسائل الجوهرية والقواسم المشتركة، وأعداءنا يسعون الى اثارة الفرقة والشتات والمشاحنات، ومن المؤسف حقا أن يميل البعض الى الغرب الكافر ويتحول الى أداة من أدواته ويصك سمعه عن سماع النصيحة من اخوانه المسلمين.
وفيما يتعلق بتجربة ايران في الوحدة الاسلامية، قال الشيخ شرف الدين، نحن نحكم بالظاهر، والظاهر يشير الى ايران دولة اسلامية تسعى الى جمع شمل المسلمين وجمع كلمتهم بين الحين والآخر، واذا كان الغرض من جمع الناس غرضا صحيحا ويصب في مصلحة الأمة فلا مانع حتى لو كان الهدف هو هدف سياسي والاستغلال استغلال سياسي لأن الهدف هو مصلحة الأمة ووحدة صفها، والأمة بحاجة الى تقوية نفسها اقتصاديا وعسكريا وثقافيا وتحصين نفسها من الغزو الثقافي الغربي الذي يغزو الأمة الاسلامية بكل قوة وهي بأمس الحاجة الى مواجهة هذه التحديات عبر جمع الكلمة، "تأبي العصي اذا اجتمعن تكسرا واذا افترقن تكسرت آحادا".