في حديقة مقرّالجمعية ، الواقع وسط حي سكني بالقرب من شارع الدائري الغربي سووا صفوفهم ورفعوا قاماتهم، وفي مشهد تعبيري مكثف أمسكوا العصا في يد ، بينما اليد الأخرى رفعت العلم الفلسطيني أو اليمني، وانثالوا يهتفون بحماس شعارات «من صنعاء إلى غزة ، تحية شعب العزة»، و»بالروح بالدم نفديك يا أقصى»، وغيرها من الهتافات، التي عكست تضامنهم الكامل مع المعاناة الفلسطينية، وتأييدهم لكل خيارات المقاومة، في سبيل ردع المحتل وتحرير الأرض، ورفضهم واستنكارهم للموقف الأمريكي والأوروبي والدولي من نزيف الدم الفلسطيني، بما في ذلك المواقف العربية، التي جاءت دون الآمال المرجوة منها.
قال إبراهيم المُنيفي، (كفيف)، وهو صحافي وناشط حقوقي في مجال الأشخاص ذوي القدرات الخاصة : «نحن في هذه الوقفة نتضامن مع إخواننا في قطاع غزة بشكل عام، وما يتعرض له الأشخاص ذوو الإعاقة والمكفوفون بشكل خاص هناك».
وأشار إلى أنه تم التواصل «بعدد من الزملاء المكفوفين داخل القطاع، وأكدوا لنا أن العديد والمراكز والمؤسسات الخاصة بهم، قد تعرّضت للقصف الكامل، وأن عددا من الأشخاص ذوي القدرات الخاصة قد فُقدوا».
وأضاف: «نُحمّل العدو الصهيوني، ومَن يقف إلى جواره، كامل المسؤولية بموجب القانون الدولي الإنساني، الذي يكفل للمدنيين الحماية الكاملة، وكذلك الاتفاقية الدولية للأشخاص ذوي الإعاقة، التي تحمي الأشخاص ذوي القدرات الخاصة في ظروف الحرب والنزاع، ونضع المجتمع الدولي أمام المسؤولية الكاملة فيما يتعرضون له».
وفي بيان الوقفة، أدان المكفوفون اليمنيون «بأشد العبارات العدوان الصهيوني على قطاع غزة، والذي تسبب في جرائم مروّعة ضد الإنسانية»، مؤكدين تضامنهم الكامل مع الأشخاص ذوي الإعاقة والمكفوفين خصوصًا، وعموم فلسطين، مُنددين «بما يتعرضون له من جرائم قتل وإبادة متعمدة وممنهجة من العدو الصهيوني بأحدث أدوات القتل والإجرام».
واستنكروا ما يقوم به «العدو الصهيوني من ممارسات احتلالية انتقامية قمعية في الضفة الغربية والمسجد الأقصى والداخل الفلسطيني، ضاربًا بالمواثيق الدولية عرض الحائط».
وأكدوا دعمهم الكامل «للكفاح الفلسطيني ومقاومته للاحتلال بكافة الوسائل الممكنة والمتاحة حتى التحرير»، مباركين جميع خيارات المقاومة، مُعتبرين «طوفان الأقصى» «بارقة أمل لاستعادة أمجاد الأمة».
كما أكدوا رفضهم «لمحاولات تصفيه المقاومة الفلسطينية عبر تهجير أبناء قطاع غزة، وصناعة نكبة أخرى تحت اشراف وتواطأ أمريكي وعربي مفضوح» .
وحمّلوا «الدول التي تقف إلى جانب العدو الصهيوني، وتُشرعن له جرائمه، وتمده بالسلاح والمال، كامل المسؤولية عما يرتكبه من جرائم خطيرة، بما في ذلك الجرائم المروعة ضد الأشخاص ذوي الإعاقة».
وناشدوا «الضمير الإنساني ووسائل الإعلام الحرة التحلي بالوضوح الأخلاقي، وإدانة ما يتعرض له المدنيون وذوو الإعاقة في غزة بشكل واضح، وتسليط الضوء على مؤسسات ومستشفيات ومراكز الأشخاص ذوي الإعاقة، التي تعرضت للقصف الصهيوني بشكل متعمد».
/110