وجابت المسيرة شوارع بأسماء رمزية تشير إلى جهاد الجزائريين ضد الاستعمار الفرنسي، مثل حسيبة بن بوعلي بطلة معركة الجزائر، والعقيد عميروش مرعب الاستعمار في منطقة القبائل، وزيغوت يوسف الشهيد البطل في منطقة الشرق، إلى أن وصلت إلى ساحة الشهداء ذات الرمزية العالية في المقاومة، فهي تقع أسفل حي القصبة الذي كان موطن الفدائيين.
ورفع المتظاهرون في مسيرهم لافتات تشير إلى جرائم الحرب التي يرتكبها رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو وأخرى تهاجم الرئيس الأمريكي جو بايدن بسبب دعمه المطلق لإسرائيل في قتلها الأبرياء وصور تبرز فظاعة ما ارتكبته آلة القتل الصهيونية في قصفها المتعمد للمدنيين خاصة المجزرة الأخيرة التي صدمت العالم في مستشفى المعمداني.
وفضلا عن الشعار الطاغي الذي يتميز به الشعب الجزائري “فلسطين الشهداء”، رددت الحناجر شعارات أخرى على غرار “لا لقتل الأبرياء”، “فلسطين تستغيث”، “الأقصى أمانة، التطبيع خيانة”، كما تخلل المسيرة ترديد أناشيد ملحمية جزائرية وفلسطينية.
وفي عاصمة الغرب الجزائري وهران، خرج آلاف المواطنين في مسيرة شعبية حاشدة تضامنا مع الشعب الفلسطيني وتنديدا بالعدوان الهمجي لجيش الكيان الصهيوني الغاشم وما يرتكبه من مجازر في حق الفلسطينيين العزل.
وانطلقت الجموع من مختلف أحياء عاصمة الولاية وبلدياتها إلى ساحة “أول نوفمبر 1954” بوسط المدينة رافعين الرايتين الوطنية والفلسطينية ومرددين شعارات لنصرة الشعب الفلسطيني وقضيته في مواجهة الاحتلال الصهيوني.
وشوهد في المسيرة ممثلو الأحزاب السياسية والمنظمات والجمعيات على غرار الكشافة الإسلامية الجزائرية والهلال الأحمر الجزائري والمجتمع المدني، وهم يحملون لافتات لدعم صمود الشعب الفلسطيني، على غرار “في غزة الصمود المجد والخلود شهداؤكم أسود” و”فلسطين أمانة والتطبيع خيانة” و”بالروح بالدم نفديك يا أقصى”.
كما ترددت شعارات من بينها “يا للعار يا للعار غزة تحت الحصار” و”لا لقتل الأطفال والأبرياء” وغيرها. وطالب المتظاهرون المجتمع الدولي بالتحرك الفوري لمناصرة ومساندة الشعب الفلسطيني ووقف العدوان الصهيوني على قطاع غزة.
ونقلت وكالة الأنباء الجزائرية عن رئيس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين بوهران برادعي مبارك قوله على هامش المسيرة إن ” الكيان الصهيوني قدم أبشع صورة للبشرية لما ارتكبه من جرائم ضد الإنسانية التي طالت خاصة الأطفال والنساء”، لافتا إلى أن “مشاركة المكتب الولائي للجمعية في هذه المسيرة هو واجب ديني لنصرة المسلمين”.
وفي الشرق الجزائري، تدافع الآلاف في مسيرات حاشدة بولاية قسنطينة تضامنا مع الشعب الفلسطيني انطلقت من أمام ملعب بن عبد المالك رمضان مرورا بشارع عبان رمضان إلى غاية ساحة أحمد باي وسط المدينة، بمشاركة مواطنين من مختلف الفئات الاجتماعية والمهنية حاملين العلمين الجزائري والفلسطيني.
وردد المتظاهرون شعارات مناهضة للمجازر التي يقوم بها الاحتلال الصهيوني ضد المدنيين الفلسطينيين في غزة ومدن فلسطينية أخرى ومطالبين المجتمع الدولي بالتحرك الفوري لوقف آلة القتل الصهيونية.
وفي موقف تضامني، قررت الجزائر إلغاء كل التحضيرات الخاصة باحتفالات أول نوفمبر عيد الثورة الجزائرية التي يحضر لها منذ أشهر. وورد في بيان لوزارة الخارجية الجزائرية أنه “بأمر من رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، طلبت وزارة الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج من جميع السفارات والبعثات والقنصليات العامة والقنصليات الجزائرية بالخارج إلغاء كل التحضيرات المتعلقة بالاحتفالات المخلدة لذكرى أول نوفمبر المجيدة لهذه السنة وكل مظاهر الاحتفال المرتبطة بهذه الذكرى”.
كما قرر الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون إلغاء زيارة له كانت مبرمجة لولاية الجلفة في الداخل الجزائري لتدشين عدة مشاريع بعد التطورات الأخيرة في غزة.
/110