اعتبر الشيخ عفيف النابلسي إنّ الكثير من المسلمين يعيشون الحيرة والضياع والتذبذب والتناقض, لأنّهم يقفون بين حافتين ولا ينفكون، يزهون أنهم يميلون مع كل ريح وينعقون مع كل ناعق. "فهم مع المستعمر إذا استعمر , ومع أي حاكم مستبدّ إذا استبدّ مما ترك أسوء الآثار وأفدح النتائج على واقع الأمة التي أضحت مسلوبة الإرادة, منهوكة القوى, مشتتة القلوب, ممزقة الصفوف". وتساءل :"ما الذي نراه ونشاهده من تهافت في هذا الموقع أو ذاك وفي تلك المنطقة أو تلك إلا نتيجة الابتعاد الحقيقي عن قيم الحق الكامنة في صميم الإسلام. ولا شك أن الأجنبي قد استفاد من كل التناقضات والخلافات الداخلية بين المسلمين ليزيد من سطوته ونفوذه واحتلاله لمناطق المسلمين".
وتابع: إنّ الحراك الثوري الذي يشتعل حرارة في أكثر من بلد عربي يجب أن يكون حراكاً ملهماً للجماهير العربية لكي يغير الواقع المرير في الأمة, ويجب أن يكون حراكاً منزهاً عن الصلة بالقوى الغربية التي تسعى لسرقة الدماء والتضحيات وإفراغ الثورات من مضمونها السياسي والاجتماعي والتحرري والالتفاف عليها بالمكر والخديعة والابتزاز. وقال إنّ على الشعوب أن تستمر في بناء مداميك الحرية والاستقلالية, وتحافظ على نقاوتها وسلميتها ونظافتها من أن تسقط في دائرة التبعية للغرب مجدداً, أو أن تعجز على تقدير المصالح, أو تخطأ في الأهداف أو تنحرف في السلوك.
ولفت سماحته: إلى أن الهجوم على الجيش اللبناني معروف الأهداف, وأن من يقوم بهذه الحملات الدعائية المغرضة يقصد من ورائها الضغط على المؤسسة العسكرية التي كان لها الدور الأبرز في كشف العديد من الشبكات التي كانت تسعى لتخريب الأوضاع الداخلية في بعض المناطق اللبنانية وفي داخل سوريا أيضاً.
وأكد إلى أن مؤسسة الجيش هي مؤسسة وطنية محترمة وتحظى بالتقدير والإعجاب لدورها الفاعل في تعزيز الأمن وحفظ الاستقرار والدفاع عن لبنان في مواجهة العدو الإسرائيلي ومنع أي فتنة مذهبية وطائفية تعيد لبنان إلى أجواء الصراعات القديمة.
ودعا سماحته اللبنانيين إلى التخلي عن الرهانات الخارجية والابتعاد عن أصحاب المصالح الشخصية الذين لا يهمهم الوطن ولا استقراره ولا أمنه. وقال :"لذلك يجب التنبه من هؤلاء والتمسك بحبل الوحدة الوطنية والحفاظ على المقاومة التي تعتبر سبيل النجاة في كل منعطف خطير يمر على لبنان وشعبه".