الخارجية الإيرانية : فيتو أمريكا ضد وقف إطلاق النار أظهر شراكتها في جريمة الكيان الصهيوني
واضاف "كنعاني" : أود أن أشير إلى الإحصائيات الصادمة التي نشهدها في اليوم السابع والستين للعدوان الوحشي الصهيوني. استشهد 17997 شخصاً على يد آلة القتل التابعة للكيان حتى الآن. بينهم 7875 طفلا، و7760 مفقودا وما زالوا تحت الأنقاض، وغيرها من الأرقام الناجمة عن جرائم الصهاينة بحق سكان غزة المظلومين.
استخدام الفيتو ضد قرار وقف إطلاق النار في غزة، أظهر شراكة أمريكا في جريمة الكيان الصهيوني
وتابع : فيما يتعلق بالقرار فلا بد من الشكر على الخطوة المسؤولة التي قام بها الأمين العام للأمم المتحدة الذي لفت انتباه مجلس الأمن بمناشدته المادة 99 من الميثاق وطالبه باتخاذ إجراءات فورية للحفاظ على السلم والأمن الدوليين. ومن المؤسف أننا شهدنا التصرف المؤسف للولايات المتحدة باستخدام حق النقض (الفيتو) على القرار المقدم ورفض طلب المجتمع الدولي بوقف هذه الحرب الدموية والهجوم الوحشي.
وأوضح المتحدث باسم وزارة الخارجية، أن الولايات المتحدة أظهرت مرة أخرى وقوفها الكامل مع الكيان وتواطئها في الجريمة، وقال: لقد أعلنا مواقفنا. نحن ندين هذا العمل غير المقبول. أظهرت الحكومة الأمريكية أنها ليست طرفا في حل موضوع الحرب المستمرة في غزة، بل أنها جزء من استمرار جريمة الحرب. لقد أظهرت الحكومة الأميركية أنها تقف بمفردها أمام المجتمع الدولي، وأظهرت أنها لا تخشى الوحدة في وقوفها إلى جانب الكيان الصهيوني.
واردف : بهذا التصويت لم تكتف بالتصويت ضد قرار خلق الردع، بل أظهرت أيضاً أنها صوتت لصالح استمرار همجية الكيان ضد الشعب الفلسطيني. وبينت أنها وقفت بمفردها أمام طلب ممثل الأمين العام وصوتت على مواصلة المجزرة.
الفيتو الأمريكي يظهر مأزق مجلس الأمن
وأعرب كنعاني عن أسفه لهذا الموضوع، وقال : ولكن في موضوع مجلس الأمن يظهر أن مجلس الأمن قد فشل في القيام بواجبه وكفاءته في الحفاظ على السلم والأمن الدوليين وفشل في القيام بمسؤوليته. والفيتو الأمريكي يظهر مأزق مجلس الأمن.
وتابع متحدث الخارجية : كما ذكر الأمين العام للأمم المتحدة أنه بعد الفيتو أصبح مجلس الأمن غير قادر على تثبيت وقف إطلاق النار. إن مناقشة الإصلاحات في الأمم المتحدة ومجلس الأمن تمت مناقشتها منذ سنوات عديدة وتم عقد المحادثات في فترات زمنية مختلفة وإيران طرف مهم في المحادثات.
وأوضح، أن هناك أفكاراً مختلفة بعضها يرجع إلى التنافس الجيوسياسي بين أعضاء المنظمة، وقال: إن القرار الأخير في مجلس الأمن أظهر مرة أخرى أن وضع مجلس الأمن مثير للقلق وأن هذه المنظمة لا تستطيع الوفاء بواجبها. نعتقد أن مجلس الأمن ينبغي أن يكون أكثر مسؤولية باعتباره المسؤول عن السلام.
متابعة النشاط الصاروخي في إطار الردع
وفيما يتعلق بالاجتماع الإقليمي والبيان ضد إيران، قال : الدول تعرب عن وجهات نظرها في المجال الإقليمي في مختلف الاجتماعات. الأمر المؤكد هو أن الموضوع المتعلق بالقضايا النووية واضح ويستمر بآليات واضحة وقانونية.
وأضاف: لقد أثبتت إيران دائما أنشطتها السلمية في إطار الآليات الدولية وهذا الأمر تمت الإشارة إليه والتأكد منه في خمسة عشر تقريرا للأمين العام للوكالة، والنشاط الصاروخي الإيراني يتم في إطار قوة الردع الإيرانية. . لدينا نشاط واضح في هذا المجال وهذا لا يشكل تهديدا لأحد.
وعن مستقبل الحرب على غزة قال كنعاني: لقد أعلنا مرات عديدة أن الشعب الفلسطيني هو الطرف الوحيد الذي يملك الحق ويستطيع أن يقرر مصير أرضه وحكومته. ولن يقبل الشعب الفلسطيني في تنفيذ المخططات السياسية لبعض الدول من خارج المنطقة.
وأشار إلى التجارب الماضية التي أثبتت أن الشعب الفلسطيني سيقاوم ما يخطط له في الخارج ولن يخضع للمخططات الأجنبية الظالمة التي تشكلت لصالح المعتدي، وقال: يجب أن تتشكل الحلول من داخل الأرض الفلسطينية. نحن لا نطرح فكرة لفلسطين. لقد اقترحنا الحل الديمقراطي، وإذا كانت الأطراف المتطالبة تبحث عن حل للأزمة الدولية، فإن الحل الإيراني يمكن أن يكون هو الحل.
أطراف تسعى إلى تحقيق ما لم تكسبه من خلال الحرب
وأضاف المتحدث باسم الخارجية : أطراف معينة، وخاصة الولايات المتحدة، تريد متابعة ما لم تحققه بالحرب في مخططات سياسية جديدة. لن ندخل في هذا المجال ولا يحق للآخرين أن يفرضوا مطالبهم السياسية.
إيران لا ترى ضرورة لخطة عمل شاملة مشتركة ثانية
وبشأن التصريحات المتعلقة بخطة العمل الشاملة المشتركة الثانية، وقال: الأفكار التي طرحها الذين رفضوا الوفاء بالتزاماتهم ولم يفوا بالتزاماتهم في إطار الاتفاق ويسعون إلى التملص من الأفكار المنحرفة، وإيران لا ترى ضرورة لخطة عمل شاملة مشتركة أخرى.
مقاطعة البضائع الصهيونية
وعن الحظر الذي تفرضه إيران على البضائع الصهيونية، قال: في إطار المهام الموكلة، تحرك الجهاز الدبلوماسي في هذا المجال وحدد قائمة الشركات، وتم تسليم هذه القائمة إلى الوزارات المعنية.
وعن تحرك إيران في محاكمة زمرة خلق الإرهابية قال: ستبدأ هذه المحكمة اعتباراً من الغد بالتحضيرات القانونية التي يقوم بها القضاء الإيراني وتعتبر الخطوة الأخرى في مواصلة الإجراءات القانونية الإيرانية لمحاكمة واسترداد من تلطخت أيديهم بدماء الآلاف من المواطنين والمسؤولين الإيرانيين. والتاريخ المخزي لهؤلاء المجرمين لن يمحى، والدعم المخزي لبعض هؤلاء المجرمين لن يكون له أثر في محو تاريخهم المخزي.
وتابع: قد أعلن في وقت سابق أنه بإمكان المتهمين الذين وردت أسماؤهم توكيل محامٍ واتخاذ الإجراءات وإن توقع الشعب الإيراني من الحكومة الإيرانية والسلطة القضائية هو معاقبة المجرمين على أفعالهم وسيتخذ القضاء الإجراءات اللازمة في هذا الشأن.
وفيما يتعلق بالتعاون القضائي الأخير بين إيران والعراق أضاف: التعاون القضائي بين إيران والعراق يعتبر من مجالات التعاون المهمة بين الجانبين، الأمر الذي يتطلب التعاون والتشاور بينهما.
وتابع كنعاني: الملاحقة القضائية والجنائية للمجرمين الذين ارتكبوا جريمة اغتيال الشهيد سليماني وأبو مهدي المهندس في مطار بغداد هي أحد محاور هذا التعاون القضائي بين طهران وبغداد.
وحول إلغاء زيارة الرئيس الإيراني إلى تركيا، صرح : إن هذه الزيارة ألغيت في اطار الاتصال الهاتفي بين رئيسي البلدين وبسبب الأوضاع التي نشهدها في فلسطين. وتقرر أن تتم هذه الزيارة بعد تواجد الوفدين الإيراني والتركي في نيويورك وبالطبع لم تتم الزيارة (الى نيويورك) لأن تأشيرة وزير خارجية بلادنا لم تصدر في الوقت المحدد.
وقال: العلاقات الإيرانية التركية بناءة ومتكاملة، ويتمتع البلدان بتعاون جيد مع بعضهما البعض في مختلف المجالات. ومن المتوقع أن تستخدم بعض الدول الإقليمية والإسلامية أدواتها الرادعة لدعم الشعب الفلسطيني فيما يتعلق بعلاقاتها مع الكيان الصهيوني. وهذا هو التوقع الأخلاقي والإنساني ويعتمد علي رغبة الشعب الفلسطيني. وتابع: إن الشعب الفلسطيني يتوقع من الدول الإسلامية أن تستخدم كل قدراتها ضد الكيان الصهيوني.
كما صرح المتحدث باسم وزارة الخارجية: إن القوات الاستشارية الإيرانية متواجدة في سوريا بناء على طلب رسمي من حكومة هذا البلد. ويأتي هذا التواجد في إطار النهج المبدئي الذي تتبعه إيران في مكافحة الإرهاب ومساعدة دول المنطقة.
وأضاف كنعاني: الضربات الجوية وإطلاق الصواريخ الأمريكية على الأراضي السورية هو عمل عدواني ويجب على المجتمع الدولي الرد على انتهاك السيادة الوطنية والأمن القومي لسوريا.
قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة بوقف إطلاق النار في غزة
وفيما يتعلق بالمشاورات الدبلوماسية الإيرانية لوقف إطلاق النار في حرب غزة قال: إن هذه القضية هي الأولوية الأولى لإيران ويجب وقف الجريمة ضد أهل غزة، وقد تابعنا هذا الموضوع بجدية منذ بداية الاعتداءات وحتى اليوم. وبالطبع فإن قضايا مثل المواجهة مع الهجرة القسرية لسكان غزة وفتح الطرق لإرسال المساعدات لغزة هي أيضًا من أولويات إيران في هذا الشأن
وتابع: غدا وبعد فشل مجلس الأمن في الموافقة على مشروع القرار المقدم لوقف الحرب، ستعقد الجمعية العامة للأمم المتحدة اجتماعا لمراجعة قرار جديد. ونأمل أن تؤدي هذه الجهود إلى وقف إطلاق النار في حرب غزة.
وأضاف المتحدث باسم وزارة الخارجية: "المراكز الرسمية تقدم إحصائيات مثيرة للقلق حول جرائم القتل والجرائم التي يرتكبها الصهاينة بحق أهل غزة". ومن المتوقع أن يتعامل المجتمع الدولي مع هذا الأمر بجدية. وقد أجرت إيران محادثات متعددة مع السلطات المصرية لإعادة فتح معبر رفح، ونأمل أن تتمكن من القيام بذلك للسماح بإرسال المساعدات الإنسانية.
إيران مستعدة للمساهمة في تحقيق السلام المستدام في منطقة القوقاز
وفيما يتعلق بعلاقات إيران مع أرمينيا وأذربيجان وجهود طهران الدبلوماسية لحل التوترات في القوقاز قال: إن إيران ترحب بالبيان المشترك لأذربيجان وأرمينيا بشأن التحرك والتعاون المتبادل، بما في ذلك إطلاق سراح السجناء من الجانبين، وتعتبره خطوة إيجابية للتوصل إلى اتفاق بين البلدين.
وأضاف: إن تحقيق السلام الدائم يتطلب تعزيز لغة السلام وخلق أجواء الثقة بين الأطراف الإقليمية، ونأمل أن تؤدي هذه الإجراءات إلى السلام والاستقرار بين الطرفين. والجمهورية الإسلامية الإيرانية على استعداد لمساعدة البلدين على تحقيق السلام والأمن الإقليميين.
العلاقات بين إيران وروسيا
وفيما يتعلق بالزيارة الأخيرة لرئيس جمهورية ايران الاسلامية، إلى روسيا وغضب نتنياهو من هذه الزيارة، أضاف المتحدث باسم وزارة الخارجية: نحن لا نهتم إلي تصريحات أطراف معينة في علاقات إيران الثنائية مع الدول الصديقة. ولن تؤثر مثل هذه التصريحات على الجهود المبذولة لتعميق العلاقات بين إيران وشركائها في مختلف المجالات.
وصرح، أن العلاقات الإيرانية الروسية في اطار المصالح المشتركة تشهد منحا تصاعديا وقال: بالإضافة إلى توسع العلاقات السياسية والثقافية، شهدت علاقاتنا في المجالين الاقتصادي والتجاري نموا ملموسا. ويصل حجم العلاقات التجارية بين البلدين إلى أكثر من خمسة مليارات دولار عام 2022، بحسب الإحصاءات الرسمية
واعتبر كنعاني هذه الحالات دليلاً على الأداء الجيد للبلدين في توسيع العلاقات بينهما، وقال: نتابع عدة مشاريع في مجالات مختلفة. وإن الممر الشمالي الجنوبي مدرج على جدول أعمال البلدين. كما بحث الجانبان سبل التعاون بين البلدين في مجالات النقل والطاقة والبنوك والصناعات.
وبخصوص المباحثات المتعلقة ببحر قزوين قال: نحن نعمل تقنيا وقانونيا في هذا المجال وعقدنا عدة اجتماعات وسنتابع هذه القضية في إطار المصالح الإيرانية.
وبشأن الزيارة الأخيرة التي قام بها رئيس هيئة الاركان العامة للقوات المسلحة الايرانية "اللواء محمد باقري"إلى العراق والتأكيد على عملية تنفيذ الاتفاقية الأمنية الإيرانية العراقية قال: توقعات إيران واضحة وما تقوم به الآليات والمؤسسات العسكرية يأتي في إطار المهام الموكلة إليها والجهود في هذا الاتجاه مستمرة ونأمل أن نصل إلى المستوى الذي يتوقعه الجانبان.
وفيما يتعلق بالتعاون بين روسيا وإيران بشأن المفاعل النووي الجديد واتفاقية مجلس الشوري الإسلامي الإيراني للتعاون مع روسيا، قال أيضاً: تم التوقيع على هذه الاتفاقية بالفعل والآن تمت الموافقة عليها ومرت بإجراءاتها القانونية الخاصة. ويعد التعاون بين البلدين في القضية النووية السلمية جزءا من التعاون الثنائي بين إيران وروسيا. ومعلوماتي في هذا الصدد ليس أكثر من ذلك.
وفيما يتعلق بمحاكمة المواطن السويدي في إيران، قال كنعاني: الاتهامات والجرائم التي ارتكبها هذا الشخص واضحة وتم الإعلان عنها. وتم نقل التفاصيل إلى حكومة هذا المواطن ومن الطبيعي أن يقوم القضاء بواجباته .
وحول تصرفات الجيش اليمني ضد الولايات المتحدة في المنطقة، قال: لقد أعلنت إيران مرارا أن عدم اتخاذ إجراءات جدية فيما يتعلق بجرائم الكيان الصهيوني سيثير ردود فعل في المنطقة دعما للشعب الفلسطيني المظلوم.
/110