رئيس مجلس الشورى الإسلامي : احتلال فلسطين إهانة للإنسانية جمعاء وللمجتمع الدولي
تنناا
قال رئيس مجلس الشورى الإسلامي "محمد باقر قاليباف" : ان قضية فلسطين واحتلال ارضها الإسلامية منذ 75 عاما وتهجير سكانها الأصليين وقمع وإذلال الفلسطينيين الذين يعيشون في الضفة و غزة، هي ليست قضية تتعلق بفلسطين والكيان الإسرائيلي المزيف أو أنها مشكلة بين المسلمين والكيان الصهيوني فحسب، انما هي من حيث القيمة والضمير إهانة للإنسانية جمعاء وللمجتمع الدولي.
شارک :
وفي كلمته اليوم الأربعاء بطهران، خلال الاجتماع الطارئ للجنة فلسطين الدائمة لاتحاد مجالس الدول الأعضاء بمنظمة التعاون الاسلامي، اضاف رئيس البرلمان الايراني انه "لا يمكن لأي ضمير حي أن يكون غير مبال تجاه الجرائم ضد الإنسانية التي يرتكبها الكيان الصهيوني في غزة".
واعتبر قاليباف، أن تحليل الأوضاع الحقيقية لفلسطين والتخطيط لأي عمل لتحرير شعب هذا البلد من براثن الصهاينة يجب أن يتم وفقا للواقع و الحقائق، مضيفا بأنه مما لا شك فيه ان للأمة الفلسطينية حق اصيل في الدفاع ومقاومة الاحتلال والعدوان،ويحق لها ان تمارسه دون أن تستأذن أحدا في هذا الصدد.
كما صرح رئيس مجلس الشورى الاسلامي الايراني بأنه يجب ان تستمر المواجهة الحازمة للسياسات العنيفة واللاإنسانية الصهيونية الكاذبة، ويجب ألا نسمح للمحاولات الصهيونية البائسة والمضطهدة والمضللة بأن تحبط من عزيمتنا و تصميمنا على مواجهتها.
وذكّر قاليباف انه وفي الوضع الراهن، لا ينبغي لأحد منا أن يتجاهل حقيقة أن عملية طوفان الأقصى هي تحرك عفوي للشعب الفلسطيني للدفاع عن حقوقه الأصيلة و رد فعل طبيعي على الظلم والعدوان الذي يمارسه المحتلون ضد شعب فلسطين الأعزل.
واضاف بأن إن تجربة التاريخ الثمينة تعلمنا أن السلام لا يمر إلا من خلال تحقيق العدالة وحماية حقوق ضحايا الجرائم الفظيعة، معتبرا ان ما نشهده في فلسطين هذه الأيام هو مثال واضح على السياسة المنحرفة والمنافقة التي تنتهجها الولايات المتحدة وحلفاؤها الغربيون في دعم العدوان وسفك الدماء والدفاع المطلق عن الظلم والإنكار الحتمي للحقائق التاريخية والحضارية لفلسطين.
ولفت رئيس مجلس الشورى الاسلامي الى انه لا يمكن لأي ضمير يقظ او حي أن يتجاهل الجرائم الدموية الشنيعة التي ترتكبها آلة الحرب الصهيونية في غزة وآثارها وعواقبها الفظيعة على سلم وأمن المنطقة والعالم ككل.
كما ذكر انه على مدى أكثر من سبعة عقود،شهدت الامة الفلسطينية العظيمة والمتجذرة تاريخيا في ارض فلسطين احتلال موطنها الام وكانت ضحية حتمية وواضحة للسياسات الاستعمارية التي حرمتها من أبسط حقوقها بما حق تقرير المصير وغيره من حقوق الإنسان الأساسية.
وفي اشارة الى الفترة الطويلة التي حولت فلسطين إلى أقدم أزمة في العصر المعاصر،اوضح قاليباف بأن كيان الاحتلال الصهيوني،الذي يستفيد بشكل مطلق من الدعم الشامل من الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها الغربيين، لم يكتف فقط بإرتكاب أبشع الجرائم ضد الانسانية، بما في ذلك التطهير العرقي والتمييز العنصري و الإبادة الجماعية ضد شعب فلسطين المضطهد، انما و باعتباره كيانا مدللا بدعم سياسي غربي بات مركز الأزمة في المنطقة بمنأى عن أي محاسبة وعقاب.
واعتبر قاليباف بأن المنظومة الفكرية الغربية ، التي تعتبر العبودية والاستعمار والاغتصاب والتمييز العنصري والابادة الجماعية امرا مباحا بحق الشعوب غير الغربية، هي من انتجت بذرة الكيان الصهيوني غير الشرعي والذي اتبع منذ بداية تشكيله نفس السياسة والمواقف المبتذلة الأنانية والتمييزية تجاه شعب فلسطين الضعيف والمضطهد والدول الإسلامية الأخرى في منطقتنا.
ومن هذا المنطلق، ومن أجل التوصل الى توافق في الآراء لتنظيم حركة جماهيرية متماسكة للرد بجدية على جرائم الصهاينة في فلسطين وخاصة في غزة، ينبغي إيلاء الاهتمام الكافي للقضية الفلسطينية عبرالاهتمام بالمسائل المعينة التالية.
وعليه مما لا شك فيه أن الهدف الأساسي من إقامة الحكومة الصهيونية في المنطقة هو إقامة الدولة الصهيونية الموعودة من النيل الى الفرات من خلال تنفيذ مشروع الشرق الأوسط الكبير الاستعماري الذي يغير بشكل جذري الحدود الوطنية الحالية في غرب آسيا ، الذي هو احد اهدافها الاخرى، بما يتماشى مع مصالح الاستكبار العالمي والصهيونية.
واضاف قاليباف الى ان التجربة التاريخية تؤكد على حتمية إرادة وخطة الكيان الإسرائيلي المزيف في رفض أي إجراء لإقامة دولة فلسطينية في الأراضي المحتلة، وتغيير التركيبة السكانية في الأراضي الفلسطينية المحتلة لصالح الصهاينة، بما في ذلك نقل الفلسطينيين الذين يعيشون في الأراضي الفلسطينية المحتلة الى مناطق أخرى في المنطقة.
وفي اشارة الى وجهة النظر الصهيونية الصادرة عن الجهات الرسمية ورجال الدين الصهاينة المتطرفين مرارا وتكرارا والتي تعتبر أن كل فلسطيني سواء كان طفلا أورضيعا أو امرأة أو رجلا أو شابا أومسنا هو عدو أكيد للكيان الإسرائيلي المزيف ومحكوم عليه بالقتل، اعتبر قاليباف انه ينبغي اعتبار وجهة النظر هذه المصدر الرئيسي لكل السياسات الشريرة التي ينتهجها هذا الكيان الشرير تجاه فلسطين ومسلمي المنطقة.
وصرح قاليباف بان تجربة الدول الإسلامية في التعرف على كيان إسرائيل المعتدي والتفاعل معه، وخاصة خطط التطبيع مثل ميثاق إبراهيم، قد اثبتت عدم جدوى وضرر مثل هذه التدابير على الهوية الوطنية والثقافية والسيادة السياسية لهذه الدول.
وذكر بأن الكيان الصهيوني باعتباره العدو الأصيل للإسلام والأمة الإسلامية يعتبر في الاساس إقامة العلاقات مع كافة دول المنطقة مجرد أداة للتأثير عليها وإضعافها لدفع السياسة الدائمة والأساسية المتمثلة في اغتصاب الأراضي الإسلامية قدما وتغيير طبيعة وخارطة العالم الإسلامي.
وفي اشارة الى ميثاق إبراهيم، اعتبر قاليباف بأنه نوع من الدعم الخبيث ضد استقلال فلسطين وسيادتها السياسية وإضعاف جبهة أنصار حق تقرير المصير للفلسطينيين، موضحا انه لا يخفى على أحد ان الكيان الصهيوني لا شيء يردعه في ارتكاب الجرائم من اجل الحفاظ على بقائه وتدمير معارضيه لذا فإن نتيجة تنفيذ مثل هذه المخططات كانت خلق طوائف في صفوف وحدة نصرة قضية فلسطين بين الدول الإسلامية .
واشار قاليباف الى ان هذا الكيان القائم على الارهاب والابادة والعدوان يستخدم القنابل الفسفورية المحرمة دوليا ويهدد بإستخدام القنبلة النووية و يسعى لتهجير الفلسطينيين قسرا من منازلهم واغتصاب اراضيهم وبناء المستوطنات فيها من اجل استمرار وجوده، كل هذا يظهر الطبيعة العنيفة واللاإنسانية لهذا الكيان ضد وجود فلسطين ودول المنطقة بأكملها.
واستطرد مضيفا ان توقع سلوك مسؤول من هكذا كيان ليس أكثر من وهم، لذا لا يمكن ملاحظة أو التنبؤ بأي سياسة عملية للكيان الصهيوني لإنهاء الصراع على المدى الطويل ووقف العنف بشكل دائم، لأن هذا الكيان المزيف اعتمد بشكل أساسي في بقائه على استمرار سياسة العدوان والصراع في المنطقة.
ولهذا السبب، مع استمرار التوتر في جميع حدود وداخل الأراضي الفلسطينية المحتلة، فإنه يجعل من المستحيل عمليا التوصل الى حل مستدام في المنطقة.
وتابع رئيس مجلس الشورى الاسلامي انه من الحقائق المريرة الأخرى في عصرنا هذا عدم جدوى الاعتماد على دور الأمم المتحدة في حل مشكلة العدوان والاحتلال في فلسطين.
واعتبر ان سبب شعور الشعب الفلسطيني بالخذلان واليأس من الاخرين هو تقاعس مجلس الأمن والتجاهل التام للأمم المتحدة لإجراء إصلاحات اقتصادية أساسية وتنفيذ سياسات تنموية جادة في الضفة الغربية وقطاع غزة ونقص الدعم المالي من الدول الغربية لفلسطين على عكس سياستها الداعمة بالكامل للكيان الصهيوني .
كما ذكّر قاليباف بأن الوضع المواتي للكيان الصهيوني في قطاع غزة والضفة الغربية هو استمرار حالة عدم اليقين الحالية فيما يتعلق بتشكيل دولة فلسطينية مستقلة، واستمرار سياسة الاستيطان غير القانونية بهدف زيادة إضعاف وحدة الأراضي الفلسطينية ، واضعاف سيادتها السياسية على الأراضي القليلة المتبقية تحت حكم الفلسطينيين،والعمل على تشتيت وحدة الفصائل الفلسطينية ،و استمرار فرض العقوبات على الشعب الفلسطيني واستمرار تخلفه لتحقيق الهدف النهائي وهو الحيازة الكاملة لهذه الأراضي الفلسطينية.
وفي اشارة الى ان الجمهورية الإسلامية الإيرانية، باعتبارها داعما دائماً للقضية الفلسطينية ونشاطاً مسؤولاً من أجل السلام والأمن الإقليميين والدوليين ، اكد قاليباف على موقف ايران المبدئي في دعم الحق القانوني والمشروع في الدفاع و المقاومة ضد الصهاينة المناهضين للإنسانية وللاسلام في فلسطين.
وعليه دعا داعمي هذا الكيان الى وضع حد لهذا الكيان الشرير في أسرع وقت ممكن ووقف مواصلة جرائمه ضد المدنيين العزل في غزة وغيرها من المناطق الفلسطينية المحتلة، لأن هذا هو السبيل الوحيد لمنع توسع الأزمة والصراع في المنطقة والذي رغم مرارة الأمر، فإنه يمكن أن يؤدي إلى تغييرات جذرية لن تكون بالضرورة لصالح المعتدي.
وختم قاليباف معربا عن امله في ان يتبنى هذا الاجتماع، الذي يدين بشدة جرائم الكيان الصهيوني ويجدد دعمه الجاد للقضية الفلسطينية، موقفا موحدا ويتخذ خطوات عملية فعالة ومنسقة لتفعيل كافة أدوات الضغط على الصهاينة.
وبدأ الاجتماع الطارئ للجنة فلسطين الدائمة لاتحاد مجالس الدول الأعضاء بمنظمة التعاون الاسلامي والاجتماع الأول للجنة فلسطين لجمعية البرلمانات الآسيوية، اليوم الأربعاء في العاصمة الإيرانية طهران.
وتشارك في هذا الاجتماع، شخصيات برلمانية على مستوى رؤساء ونواب رؤساء مجالس النواب، عن 26 دولة إسلامية وآسيوية، بما في ذلك: فلسطين، لبنان، البحرين، تركيا، أذربيجان، ساحل العاج، الجزائر، عمان، الصين، موريتانيا، إندونيسيا، العراق، سوريا، السعودية، طاجيكستان، الكويت، السنغال، مالي، ماليزيا، بوركينا فاسو، تونس وقطر والمغرب العربي والإمارات العربية المتحدة وباكستان وتشاد.