وحمّل "حمدان" حكومة العدو الإسرائيلي وإدارة بايدن المسؤولية عن المجازر التي يتعرض لها شعبنا، داعيًا في الوقت ذاته المنظمات الدولية إلى إعلان شمال غزة منطقة مجاعة.
كما دعا منظمة التعاون الإسلامي والجامعة العربية إلى التدخل الفوري لفتح المعابر وإدخال المساعدات.
وقال في التفاصيل: "لليوم الثامن بعد المئة، يواصل الاحتلال النازي عدوانه الهمجي وحرب الإبادة الجماعية ضد شعبنا الفلسطيني في قطاع غزَّة، ارتكب خلالها أبشع الجرائم البشعة والمجازر المروّعة بحق المدنيين العزّل، أغلبهم من الأطفال والنساء، عبر القصف العشوائي المتواصل، والتدمير المُمنهج لكل مقوّمات الحياة الإنسانية، في كل مناطق قطاع غزّة.
وأكد القيادي الحمساوي، أنّه لم يعد هناك مناطق آمنة في قطاع غزَّة، كما يدّعي الاحتلال والإدارة الأمريكية، ولم يعد خافياً طبيعة المرحلة الثالثة التي يسوّق لها هذا العدو النازي بالشراكة والدعم الأمريكي والغربي، ففي كل هذه المراحل المعلنة ما هي إلا استمرارٌ وتصعيدٌ لحرب الإبادة الجماعية والتطهير العرقي والانتقام الهمجي من أهلنا في قطاع غزَّة.
وتابع : إن الاحتلال يواصل حربه الفاشية في شمال القطاع كما في جنوبه، ليرتكب مجازر جماعية في خان يونس، مع تصعيد وحشي لكل أشكال القصف والتدمير والإبادة ضد المؤسسات المدنية والبنى التحتية، والجامعات والمساجد والمستشفيات ومراكز الإيواء والأبراج والمنازل.
وأضاف بالقول: بعد 108 أيام من هذه الحرب الصهيوأمريكية ضد قطاع غزَّة، يتعزَّز مشهد فشل العدو في تحقيق أيّ من أهدافه العدوانية؛ فلا هو قادرٌ على كسر إرادة شعبنا العظيم الصابر المرابط المضحّي، ولا هو قادرٌ على هزيمة المقاومة، فلا شعبنا رحل عن أرضه، ولا المقاومة رفعت الراية البيضاء، ولا أسراه عادوا إليه أحياء، سوى من أطلقتهم المقاومة بشروطها.
وقال حمدان: إنّ ملامح الفشل تبدو واضحة في الاشتباك بين شركاء عملية الإبادة الجماعية، حدّ التضارب بالأيدي، وصولاً بالتهديد باستدعاء قوات تحت إمرتهم للمشاركة في هذا الاشتباك.
وشدد على أنّ عملية طوفان الأقصى، كانت خطوة ضرورية واستجابة طبيعية، لمواجهة ما يُحاك من مخططات إسرائيلية تستهدف تصفية القضية الفلسطينية، والسيطرة على الأرض وتهويدها، وحسم السيادة على المسجد الأقصى المبارك والمقدسات، وإنهاء الحصار الجائر عن قطاع غزَّة، وخطوة طبيعية في إطار التخلّص من الاحتلال، واستعادة الحقوق الوطنية، وإنجاز الاستقلال والحريَّة كباقي شعوب العالم، وحقّ تقرير المصير، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس.
وتابع حمدان: قدمنا وثيقة (هذه روايتنا لماذا طوفان الأقصى) أمام الرّأي العام العربي والإسلامي والعالمي لتوضيح حقيقة ما جرى يوم السابع من أكتوبر 2023م، ولماذا كان وما هو سياقه المرتبط بالقضية الوطنية الفلسطينية، ودحض زيف المزاعم الصهيونية، ووضع الحقائق في نصابها الصحيح.
ونوه إلى أنّه ومع ارتفاع أعداد النازحين، وعدم توفّر أماكن إيواء صالحة للحياة، وندرة وصول المساعدات الغذائية الكافية وانعدامها بشكل كامل في كثير من المناطق في شمال قطاع غزَّة، يواجه أكثر من نصف مليون من أبناء شعبنا في شمال قطاع غزَّة خطر الموت الحقيقي، وهم يتضوّرون جوعاً يومياً، تمرّ عليها الأيام تلو الأيام دون أن يدخل جوفهم طعام، لانعدام المواد الغذائية وكل أنواع الطعام أو الخضراوات أو المعلبات أو اللحوم أو غيرها من أدنى متطلبات بقاء إنسان على قيد الحياة.
ودعا حمدان منظمة الصحة العالمية إلى التحرّك الفوري وإعلان غزَّة منطقة مجاعة، والضغط لاتخاذ كل التدابير الحقوقية والإنسانية لمنع استمرار وتفاقم هذه الكارثة الإنسانية الحقيقية.
كما دعا وكالة الأونروا إلى تحمّل مسؤولياتها الإنسانية، والقيام بدورها المنوط بها، في إغاثة شعبنا وإدخال وتوزيع المساعدات إلى كامل مناطق قطاع غزَّة، وخاصة في الشمال، وعدم الرّضوخ لضغوط الاحتلال واملاءاته وتهديداته.
ودعا إلى إطلاق نداء استغاثة عاجل لكل الدول والحكومات عبر العالم، بالتنسيق مع المؤسسات الأممية المعنية، للضغط على الاحتلال والإدارة الأمريكية بضرورة إدخال المساعدات الإغاثية برّاً وبحراً وجواً.
ودعا حمدان منظمة التعاون الإسلامي وجامعة الدول العربية، ونناشد قادة وزعماء أمتنا العربية والإسلامية، باسم العروبة والإسلام وقيم النخوة والشهامة والمروءة، إلى التدخل الفوري للضغط الجاد، من أجل فتح المعابر وإدخال المساعدات، عبر تسيير قوافل إغاثية وإنزال جويّ عاجل لمنع وقوع كارثة المجاعة الحقيقية، ضدّ أكثر من مليون مواطن فلسطيني في شمال القطاع.
ووجه حمدان رسالة إلى واشنطن، وإدارة الرئيس بايدن: إنَّ تصريحاتكم التي تدّعي دعمكم لإقامة دولة فلسطينية، أو تتباكى على كارثة إنسانية صنعتها أسلحتكم في قطاع غزَّة؛ ستبقى تصريحاتٍ ومواقفَ بلا مصداقية، ما لم يتوقّف العدوان فوراً، وما لم يتوقف ارسال السلاح والذخائر لجيش العدو، ليواصل قصف المدنيين، وتتوقف سياسة التجويع وحرب الإبادة التي يرتكبها الاحتلال بدعم أمريكي مفتوح.
وفي سياق ذي صلة قال حمدان: ندين في حركة حماس تصنيف الإدارة الأمريكية “أنصار الله ” كجماعة إرهابية، كما ندين استمرار العدوان الأمريكي البريطاني الغاشم على اليمن الشقيق، والتهديد بتصعيده، ونعتبره إصراراً أمريكياً على عسكرة البحر الأحمر، لحماية ظهر الاحتلال، وإسناد جرائمه وعدوانه على شعبنا وأمتنا العربية والإسلامية.
وتابع بالقول: نشدّ على أيدي إخواننا في اليمن ولبنان والعراق، ونبارك عطاءَهم وجهادهم، ونترحّم على شهدائنا وشهدائهم، الذين ارتقوا على طريق القدس والتضامن مع شعبنا الذي يدافع عن المسجد الأقصى، ويواجه احتلالاً نازيًّا متوحشاً، يهدّد أمن واستقرار منطقتنا برمّتها.
وختم حمدان رسائله في المؤتمر الصحفي بالقول: لقد آن الأوان لقطع يد الاحتلال التي تعتدي على أرضنا وشعبنا ومقدساتنا، وعلى المنطقة برمّتها، ونؤكّد هنا، أنَّنا سنواصل صمودنا ونضالنا ومقاومتنا، وأنَّ شعبنا الذي صنع انتصارات مجيدة في تاريخه، سيكلّل هذه المواجهة بنصر حاسم، بإذن الله وقوّته.
/110