واضاف "المجمع"، في بيانه الصادر لمناسبة يوم القدس العالمي (الجمعة - 25 رمضان 1445هـ ق)، انه "انطلاقا من هذا الاهتمام وقفت الجمهورية الإسلامية الايرانية إلى جانب المقاومين للعدو الصهيوني منذ أول قيامها ولا تزال تقف بقوّة إلى جانب المقاومين وتدعمهم بكل ما أوتيت من قوة".
وفيما يلي نصّ هذا البيان :
بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
بيان المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية/
بمناسبة (يوم القدس العالمي)
﴿سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إلى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ﴾.
اقتران المسجد الحرام بالمسجد الأقصى في كتاب الله العزيز، والاشارة إلى أن ما حوله من أرض هي أرض مباركة، يجعل المسجد الأقصى والقدس الشريف من أهم مقدسات المسلمين.
والمقدّس يرمز إلى مكانة كبيرة في نظر الأمة، فكل رفعة له هي رفعة للأمة، وكل إهانة له هي إهانة لكل الأمة.
وهذه المكانة هي التي جعلت الأمة الإسلامية ترى في القدس رمزًا لكرامتها وعزّتها، وأي تدنيس لتربة الأرض المقدسة إنما يشكل تحديًا للأمة واستهانة بها.
أكبر انتكاسة للعالم الإسلامي في العصر حدثت يوم أن اغتُصبت فلسطين وتكرست هذه الإساءة يوم أن احتُلت القدس.
وإحتلال القدس أنزل جرحًا عميقًا في أمتنا الإسلامية وفي وجدان كل أحرار العالم من الذين يرفضون إهانة المقدسات والاستهانة بالكرامات.
الثورة الإسلامية في إيران وضعت مسألة الدفاع عن عزّة الأمة وكرامتها في رأس قائمة أولوياتها، ومن الطبيعي أن تكون مسألة فلسطين عامّة والقدس خاصة تحتل مساحة كبيرة من اهتماماتها الدولية.
انطلاقا من هذا الاهتمام وقفت الجمهورية الإسلامية إلى جانب المقاومين للعدو الصهيوني منذ أول قيامها ولا تزال تقف بقوّة إلى جانب المقاومين وتدعمهم بكل ما أوتيت من قوة.
وانطلقاً من هذا الاهتمام اتخذت خطوات رحبة لدعم جبهة المقاومة واستئصال الوجود الصهيوني الذي كان متجذرًا على عهد الشاه من إيران.
وفي هذا الاتجاه أعلنت منذ الأيام الأولى للانتصار (يوم القدس) وأهابت بالشعوب الإسلامية أن يرفعوا صوتهم بادانة العدوان ودعم الشعب الفلسطيني في جهاده لتحرير الأرض المقدسة من البحر إلى النهر.
منذ ذلك الوقت والشعوب الإسلامية والشعوب المحبة للسلام تخرج في آخر جمعة من شهر رمضان المبارك كل عام في مسيرات للاعلان عن ارادتها في إدانة العدوان ومساندة الشعب الفلسطيني المظلوم.
الإمام الخميني (رضوان الله تعالى عليه) حين أعلن يوم القدس، صرّح في اعلانه أن يوم القدس هو يوم الإسلام، وهو يوم انتصار المستضعفين على المستكبرين، وهو يوم المواجهة بين احرار العالم والطغاة السفاحين العابثين بمقدرات الشعوب.
ربما لم يكن هذا التأكيد على هذا اليوم واضحًا يوم اعلانه ولكن اليوم حيث نرى وحشية العدو الصهيوني ومن ورائهم من المستكبرين في غزّة، فإننا نستطيع أن نفهم بوضوح ما عناه الإمام الراحل(رض) من تلك العبارات.
وفي هذا الأجواء التي انكشف بها الوجه الاجرامي الدموي الغادر للعدو الصهيوني وحماته، نهيب بأمتنا الإسلامية أن تعلن وقوفها بجدٍ إلى جانب المظلومين في فلسطين عامة وفي غزّة خاصة، وأن تدين ما تمارسه قوى الطغيان العالمية بحقّ أهلنا في الأرض المحتلة.
﴿وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ﴾
د.حميد شهرياري
الأمين العام للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية
انتهى