نائب رئيس المجلس الإسلامي الشّيعي : لن نسمح بالنيل من المقاومة وكفى مشاريع عنصرية وتقسيمية
لفت الشّيخ علي الخطيب، إلى أنّ “الصّهيونيّة العالميّة تتخبّط في الظّلمات وتتمادى في ظلمها بلا سداد، فهذا نتاج طبيعي للحضارة المادّيّة، فليس للرّحمة محلّ في قلوبهم، لأنّ مصدر الرّحمة هو الإيمان؛ ومن دون الرّحمة يصبح المرء وحشًا كاسرًا يستحلّ كلّ الحرّمات”.
واعتبر، في رسالة الجمعة، أنّ “ما نراه من الصّهيونيّة من توحّش ليس مثار تعجّب، وليس بالأمر الجديد في حياة الشعوب، فلسنا ننتظر منهم أن تسعفنا مؤسّساتهم الّتي طالما نبّهنا من هذه الحقيقة، فهي لم توجد لتنصف شعوبنا؛ وإنّما لتخدم مصالح القوى الغاشمة الّتي أنشاتها لِتَعمى قلوبنا عن اِبصار حقيقتهم. ولكن مثار السّؤال والتّعجّب، هو تصرّف المسلمين والعرب أمام ما يجري تحت أعينهم كأنّما سكرت أبصارهم، وهم يرون إخوانهم الفلسطينيّين يُجزّر بهم كالأضاحي”.
وركّز الشيخ الخطيب على أنّ “كلًّا من الشعب الفلسطيني وأبناءه المقاومين والمقاومة اللبنانية وأبناء الجنوب والبقاع وبيئة المقاومة، يقفون كالصّناديد في وجه العدو يخوضون غمار الملاحم بكلّ جبروت واقتدار دون خوف أو وجل، وهم يرون آباءهم وأبناءهم يذبحون بقذائف المدافع وصواريخ السّلاح البرّي والجوّي، ويُسحقون تحت جنازير الدّبابات جوعى وعطاشى، يتفرّج عليهم العالم منذ سبعة أشهر، فلله دركم وهو ناصركم لم تستجدوا أحدًا في هذا العالم، وعلى الله أجركم”.
ووجّه تحيّة إلى “أهلنا في الجنوب وإلى كلّ حماة المقاومة في لبنان وفي كلّ العالم، من الشّرفاء الّذين لم يضيعوا البوصلة ولم يتآمروا على المقاومة ولم يخونوا شرفهم، فالمقاومة شرف للشّرفاء، فهم حماة الأرض والعرض والكرامة”.
كما أشار إلى أنّ “في الذّكرى السّنويّة لأحداث 13 نيسان عام 1975، نستحضر مشاهد الدّمار والتّشريد والقتل الّتي عاشها لبنان، وكان للكيان الصّهيوني وعملاؤه اليد الطولى فيها. ونتذكّر مواقف الإمام المغيّب السيّد موسى الصدر الّذي تصدّى لها واعتصم في مسجد الصفا في العامليّة، محذّرًا اللبنانيّين من أهدافها الخطيرة الّتي تخدم الكيان الصّهيوني بإنهاء القضية الفلسطينية وتوطين اللاجئين الفلسطينيين وتقسيم المنطقة العربيّة ابتداءً من تقسيم لبنان. وبذل الإمام الصّدر جهودًا سياسيّةً مضنيةً مع القوى الدّاخليّة والخارجيّة، لوقف الحرب الّتي تسبّبت بالخراب والدّمار والقتل والتّهجير”.
ودعا الشيخ الخطيب، القوى السّياسيّة اللّبنانيّة إلى “أخذ العبر والدروس حتى لا تعاد التجربة الاليمة التي دمرت بلدنا”، وطالبهم بـ”التصدي لأي دعوة مشبوهة تثير النعرات الطائفية والمذهبية، وبالاحتكام الى القانون والقضاء في كل ما يحصل من قتل واعتداءات وحوادث شغب، تقف خلفها جهات متآمرة على بلدنا، تتماهى مع مشغليها الصهاينة الذين يعتدون على الجنوب ويدمرون المنازل والبنى التحتية والقطاعات التجارية والزراعية والصناعية”.
وأكّد أنّ “خلاص لبنان لن يكون الا بالتخلي عن الذهنية الطائفية التي أنتجت هذه الصيغة الطائفية للحكم، ونطالبهم بالعمل لإقامة دولة المواطنة التي يتساوى فيها اللبنانيون جميعا ودون استثناء بالحقوق والواجبات. فدولة المواطنة هي التي تصنع الانتماء الوطني وتصهر اللبنانيين في بوتقة الوحدة الوطنية، المطلوب تحصينها بالتمسك بالمعادلة التي حمت وما تزال تحمي لبنان من جيش وشعب ومقاومة، فهي الضمانة التي تحفظ أمن واستقرار لبنان، وتحرر ما تبقى من ارضى محتلة؛ وتعيد للبنان حقوقه في استخراج ثرواته الغازية والنفطية”.
وخاطب اللبنانيين بالقول: “انتم المطالبون وانتم الأساس، لانكم من يدفع الثمن، اما من يدعون السيادة فهم كانوا على الدوام من يغتصب السيادة”، متسائلًا: “هل كانت المقاومة سببا للاقتتال بينكم وتخريب بيوت اللبنانيين وتدمير مصادر عيشهم؟ من افتعل معارك الجبل في ظل الاحتلال الاسرائيلي، وأنشأ دويلة سعد حداد، وقتل اللبنانيين بالقصف وخطفهم على الحواجز؟”.
إلى ذلك، شدّد الشيخ الخطيب على أنّ “فخر المقاومة انها حررت لبنان بدمائها واهدته للبنانيين. كفى فجورا وعنصرية وادعاءات كاذبة واستغلالا واحيانا لأتفه الامور، لتنالوا من المقاومة ومن اللبنانيين الصادقين مع مواطنيهم ومع وطنهم، وكفى تحرشا لـ”فشّ الخلق” بالنازحين السوريين، فقد سبق للجهات نفسها ان ادخلت القوات السورية الى لبنان لمساعدتكم، ثم انقلبتم وتواطأتم عليهم بالتوافق مع الاسرائيلي، وتعيدون اليوم السيناريوهات نفسها، فانتم تواطأتم على الشقيقة سوريا في الحرب الارهابية التي شنت عليها، بالتعاون والتوافق مع الصهيونية العالمية، ثم اعتديم عليهم تقتلونهم وتنزلونهم من السيارات وفي مظهر من المظاهر الداعشية التي حسبنا انها انتهت، فتبين انها مختزنة ومطوية في الصدور، حتى إذا ظننتم ان الفرصة قد سنحت سحبت خناجركم لتطعنوا هؤلاء في ظهورهم”.
وأضاف: “كفى مشاريع عنصرية وتقسيمية وتكبر، فالتصاقكم بالصهيونية العالمية يسقطكم ولا يرفعكم. كفوا عن هذا اللعب بمصير الوطن. تستخدمون اسم المسيحية والمسيحية والمسيحيون براء، فانتم بأفعالكم تصلبون السيد المسيح معنويا حقا بما تسيؤون اليه والى اخواننا المسيحيين، بمحاولة شحن النفوس بالحقد والبغضاء على إخوانهم من الطوائف الاخرى؛ فلن تستطيعوا ذلك. وعودوا إلى الواقع فقد أصبتم بالانفصام، واذا كنتم على خصومة سياسية مع حزب سياسي أو لديكم مشكلة معه، فهذا لا يعطيكم الحق في التآمر على البلد”.
/110