وزير الخارجية : الفارق الحقيقي بين الاحزاب الامريكية يكمن في اسلوب وتعامل الادارة الحاكمة
وقبل مغادرته نيويورك، اجرت هيئة الإذاعة الوطنية الامريكية NBC مقابلة مع وزير الخارجية الايرانية "حسين امير عبد اللهيان" تطرقت فيها الى الانتخابات الامريكية والمستجدات في الشرق الاوسط.
ننظر الى اسلوب الادارة الامريكية
وفي اشارة الى الانتخابات الامريكية المقبلة وردا على سؤال حول افضلية التعامل والتفاوض مع ترامب او بايدن ، صرح امير عبد اللهيان بأن الانتخابات الامريكية متعلقة بالشعب الامريكي وحده فهو من يختار وفقا لوجهات نظره وطبعا سيتم احترام ذلك.
وتابع ، اما بالنسبة لإيران فهناك مبادىء معروفة في سياستها الخارجية ، وانه لا فرق بين الديمقراطيين والجمهوريين وانما الفارق الحقيقي يكمن في اسلوب وتعامل الادارة الأمريكية وعليه يمكن لإيران ان تحكم على ما إذا كان اسلوب أمريكا يعتمد على عدم التدخل واحترام الشعب الإيراني واحترام سيادة إيران ووحدة أراضيها.
واوضح امير عبد اللهيان، بأن الواقع يشير الى ان أساليب بايدن وترامب قد تكون مختلفة في تطبيق السياسة الخارجية، لكن خلال فترة رئاسة بايدن، لم نشهد أي تقدم ملموس في القضايا المطروحة على الطاولة بين إيران والولايات المتحدة، بما في ذلك قضية خطة العمل المشترك الشاملة( JCPOA) مضيفا بأن ايران أظهرت الكثير من حسن النية في هذا الصدد، لكن بايدن واصل سياسة العقوبات القصوى التي فرضها ترامب بطريقة مختلفة.
واضاف : لذلك فإن حكمنا ليس على أساس من هو الحزب الذي سيحكم في أمريكا ومن هو الشخص الذي سيكون الرئيس إنما حكمنا يستند الى اسلوب وتعامل ادارة البيت الأبيض و إذا تم التعامل مع إيران وشعبها باحترام، سيكون ردنا متبادلا ومحترما.
حادثة اصفهان كانت بمثابة تحليق طائرات تشبه الالعاب
وردا على سؤال حول "اسقاط مسيرات صغيرة فوق اصفهان ومزاعم الهجوه الصهيوني على ايران"، صرح امير عبد اللهيان، بأن الادعاءات الواردة في وسائل الإعلام ليست دقيقة بناء على المعلومات المتوفرة لدينا، بل إن الكيان الصهيوني يسعى لخلق انتصار من هزيمته المتكررة .مضيفا انه إذا اتخذ الكيان الصهيوني اي إجراء ضد ايران وثبت أنه صحيح بالنسبة لنا، سيكون فوريا وحاسما وعلى أقصى مستوى وسيجعله يندم على فعلته.
وتابع وزير الخارجية موضحا بأن ماحدث في اصفهان لم يكن بهجوم انما كان بمثابة تحليق طائرتين او ثلاثة في سماء اصفهان تشبه الالعاب التي يستخدمها اطفال ايران وتم استهداف هذه الطائرات واسقاطها من قبل الدفاعات الجوية الايرانية اليقظة والتي هي دائما على اهبّة الاستعداد.
قلق من حرب مقبلة بين ايران والكيان الصهيوني
وعن القلق من وقوع حرب كارثية بين إيران والكيان الصهيوني، اشار امير عبداللهيان الى انه ومنذ اندلاع حرب غزة اعلنت ايران مرارا وتكرارا عدم ترحابها أبدا بتطور الحرب والتوتر في المنطقة مؤكدا على ان ايران تقف في الجانب الإيجابي من التطورات الإقليمية، سواء في الحرب ضد الإرهاب في السنوات الأخيرة أو في الجهود المبذولة لوقف الحرب في غزة وإعادة الأمن والهدوء الى المنطقة من ساحل البحر الأبيض المتوسط الى البحر الأحمر.
وتابع في هذا السياق موضحا، بأن الرد العقابي الايراني كان وفقا للقوانين الدولية في اطار الدفاع المشروع عبر استهداف القواعد العسكرية التي تم منها الهجوم على القنصلية الايرانية في دمشق. وعليه وفور انتهاء هذه العملية الناجحة تم ابلاغ الادارة الامريكية انه لا نية لإيران في مواصلة العملية ضد الكيان الصهيوني.
وقال وزير الخارجية : علاوة على ذلك طلبنا مرارا وتكرارا من امريكا ان تنصح الكيان الصهيوني بعدم توسيع نطاق الحرب وهذا ما يعتمده نتنياهو لبقائه وحكومته في الحكم.
واضاف انه اذا ما اراد الكيان الصهيوني مواصلة مغامراته ضد المصالح الايرانية فسيواجه برد مختلف عن عملية "الوعد الصادق " المحدودة ، مضيفا بأن وسائل الاعلام الداعمة للكيان الصهيوني اثارت ضجة حول حادثة اصفهان مدعية بأن هذا الكيان قد استهدف قاعدة جوية في مدينة أصفهان ، وانما الواقع كان اسقاط الدفاعات الجوية الايرانية لمسيرات صغيرة ربما كانت تقوم بالتجسس وجمع الصور والمعلومات ولم يثبت ان لها صلة بالكيان الصهيوني ولم ولم يتحمل أحد مسؤولية هذا الأمر.
لم يكن لدى ايران خيار سوى الرد العقابي
وردا على سؤال حول ما اذا كان هناك اجراءات اخرى للتعامل مع قضية استهداف الكيان الصهيوني للقنصلية الايرانية في دمشق، اشار وزير الخارجية الايراني الى أنه خلال الأشهر الستة الماضية قام الكيان الصهيوني باستهداف واغتيال مستشاري ايران في مجال مكافحة الإرهاب في سوريا عدة مرات مستغلا بذلك الظروف في غزة. وبالمقابل مارست ايران ضبط النفس لأنها لم نرغب في توسيع نطاق الحرب في المنطقة الا ان نتنياهو ساء فهم هذا الامر وتجاوز الخطوط الحمراء وهاجم القنصلية الايرانية في دمشق بستة صواريخ.
وعليه تابع امير عبد اللهيان، انه كان امام ايران خيارين لمواجهة هذا العدوان ، ان تقوم بالرد الفوري على الكيان الصهيوني او انها تقوم بضبط نفسها وتعطي الفرصة للحلول الدبلوماسية.لذا واحتراما منها لظروف المنطقة وضرورة تركيز الاهتمام على قضية غزة وعدم رغبتها في توسيع نطاق الحرب توجهت ايران الى الامم المتحدة للنظر في هذا العدوان.
وفي هذا السياق صرح الوزير الايراني : لقد كانت ايران تتوقع بأن يصدر بيان في مجلس الأمن يدين الاعتداء على مكان دبلوماسي والذي ينتهك اتفاقيات فيينا. ولكن وللأسف، كسرت أمريكا وبريطانيا وفرنسا ممارسة الصمت تجاه هذا البيان وعارضوا صدوره. وهنا لم يبقى امام ايران سوى خيار واحد الا وهو الرد العقابي الواضح في اطار الدفاع المشروع عبر القيام بعملية الوعد الصادق.
واستطرد امير عبد اللهيان موضحا بأن ايران حددت اهدافا عسكرية وتحذيرية لردها العقابي وقامت بإستهداف القاعدتين العسكريتين اللتين استخدمتا لمهاجمة القنصلية الايرانية في دمشق. وعلى الرغم من انه كان بإمكانها ضرب حيفا ويافا (تل ابيب) واستهداف الموانىء والمؤسسات الحكومية والاقتصادية للكيان الصهيوني الا ان لدى ايران خط احمر وهو عدم استهداف المدنيين.
ومضى الى القول : بذلك تمكنت ايران من إظهار إرادتها الحاسمة واستعدادها التام في للدفاع عن المصالح الوطنية والأمن القومي الايراني، كما انها مستعدة لتحمل العواقب بعد ذلك، علاوة على ذلك نقلت رسالتها الى الكيان الصهيوني بأن الرد سيكون فوريا وحاسما وعلى أقصى مستوى وسيجعله يندم على فعلته.
انتهى