تجمع العلماء يستنكر إقدام الحكومة الألمانية على إقفال المركز الإسلامي في هامبورغ
تنا- خاص
استنکر تجمع العلماء المسلمين فی لبنان إقدام الحكومة الألمانية على إقفال المركز الإسلامي في هامبورغ ويدعوها للمسارعة في إعادة الأمور إلى ما كانت عليه، لأن هذه المراكز لا تسعى إلا لخدمة المجتمع الألماني، وأن تكفل للمسلمين التعبير عن رأيهم وممارسة طقوسهم وشعائرهم الدينية.
شارک :
تعليقاً على قيام الحكومة الألمانية بحظر المركز الإسلامي في هامبورغ والمراكز التابعة له في أنحاء ألمانيا والمساجد التي يديرها، أصدر تجمع العلماء المسلمين البيان التالي:
" ليس غريباً على الحكومة الألمانية التي انتهجت منذ فترة طويلة العداء للإسلام ومحاربتها لكل ما يدعو للوعي الإسلامي تحت عنوان معاداة السامية والتي هي مجرد شماعة يعلقون عليها مهاجمتهم للإسلام المحمدي الأصيل، ورغبتهم في أن يكون معنى الإسلام بالنسبة إليهم هو ما تحاول دوائرهم المخابراتية أن تشيعه في العالم عبر الإسلام المتطرف الذي أسس في دوائرهم المخابراتية، فقامت هذه الحكومة بإغلاق المركز الإسلامي في هامبورغ، إضافة إلى أربعة مساجد تابعة لهذا المركز في ألمانيا، إضافة إلى دهم مناطق واسعة وصلت الى حد 7 ولايات من أصل 16 ولاية في ألمانيا ودهمت خلالها 53 موقعاً يعتقدون أنها تابعة للمركز في مناطق مختلفة من ألمانيا.
عمليات المداهمة هذه هي مثال واضح على مشروع العداء للإسلام الذي تنتهجه الدول الغربية في أوروبا وعلى رأسها ألمانيا، وبشكل همجي لا يقيم وزناً لمعاني القيم الإنسانية، فهذا المركز نحن نعرفه جيداً، هو مركز يدعو للإسلام المحمدي الأصيل، ويدعو لسماحة الإسلام، ويدعو المواطنين من أجل أن يكونوا في دائرة النفع للبلد الذي يعيشون فيه، ولا يخرجون عن قوانينه المعتمدة، إلا أن العداء للإسلام الذي تروج له المؤسسات الاستخباراتية هو الذي دفع هذه الدولة للقيام بهذا العمل العدائي ضد المركز الإسلامي في هامبورغ، كل ذلك بسبب الجو الذي أشاعته المجازر التي يرتكبها العدو الصهيوني، والتي دفعت ليس فقط المسلمين بل كل إنسان حر وكل إنسان شريف للتظاهر والتعبير عن رأيه في وقوفه بوجه المجازر التي يرتكبها العدو الصهيوني في غزة.
في حين اعتبرت هذه الدولة الظالمة أن كل من يقوم بهكذا عمل فإنما هو معادٍ للسامية، وهو يخرج عن قوانين الدولة، هذه القوانين التي دائماً ما كانوا يروجون لها أنها تدعو لحرية التعبير وحرية التظاهر وحرية أن يكون للإنسان موقف من قضايا المجتمع الذي يعيشون فيه. واعتبروا أن المركز الإسلامي في هامبورغ منظمة إسلامية متطرفة لها أهداف مخالفة للدستور كما جاء في قرار وزارة الداخلية، وهذا اتهام باطل وعارٍ عن الصحة جملة وتفصيلا، فنحن نعرف ما هو المركز الإسلامي في هامبورغ ونحن نعرف ما الذي يدعو إليه، ومن المؤسف والغريب أن يقولوا أن هذا المركز يسعى لنشر فكر طهران بأسلوب عدائي ومتشدد، فمن أين جاؤوا بهذه التهمة الباطلة والتي لا معنى لها أبداً، وأن هذا المركز يسعى لإقامة حكم استبدادي وديني، ويدعم البعد العسكري والسياسي للتنظيمات مثل حزب الله، وكأنهم يريدون أن يقولوا أن كل من يدعم قضية فلسطين وكل من يدعم الحرية لشعب فلسطين وكل من يدعم حق الفلسطينيين في تقرير مصيرهم هم جماعة عدائية ومتشددة وتنظيمات إرهابية، إن هذه الحيلة لم تعد تنطلي على أحد ومن المعروف أن الحكومة الألمانية تنطلق في ذلك محاباة للصهيونية، وأنهم يريدون أن يسعوا للوقوف في وجه حرية التعبير لهذه المراكز الإسلامية التي أثرت في الشعب الألماني والذي جعلته يخرج إلى الشوارع مطالباً بإيقاف الحرب الهمجية على غزة والمجازر التي يرتكبها العدو الصهيوني. وهم قالوا أنه من الأمور التي دعتهم للقيام بإغلاق المركز الإسلامي في هامبورغ هو ازدياد معاداة السامية في أعقاب الحرب الإسرائيلية في غزة، يعني أنهم يقولون وبشكل واضح أنهم يعملون ذلك خدمة للكيان الصهيوني ومنعاً للمسلمين ومنعاً للأحرار من التعبير عن رأيهم في هكذا أعمال، وما إدعاء الحكومة الألمانية بأن هذا لا يشمل على الإطلاق الممارسة السلمية للمذهب الشيعي، فليدلونا أين مارس هذا المركز العداء وكيف؟ وما هو تقييمه للممارسة العدوانية؟ إنهم يعملون من أجل تشويه الحقائق، ومن أجل أن يبرروا أفعالهم التي تنافي ما يدعونه من حقوق الإنسان وحق التعبير وحقوق المجموعات أن يكون لها رأي تعبر عنه بطريقة سلمية.
إن هذا الذي حصل في ألمانيا هو مثال واضح على الإسلاموفوبيا وهو تحدٍ للقيم الدينية والتعاليم التي يسعى من أجل نشرها الدين الإسلامي الذي يبتني على مبدأ الحوار والتسامح الديني ومكافحة التطرف، كما يعرف الجميع في ألمانيا عن المركز الإسلامي في هامبورغ، لذلك فإن تجمع العلماء المسلمين يستنكر إقدام الحكومة الألمانية على إقفال المركز الإسلامي في هامبورغ ويدعوها للمسارعة في إعادة الأمور إلى ما كانت عليه، لأن هذه المراكز لا تسعى إلا لخدمة المجتمع الألماني، وأن تكفل للمسلمين التعبير عن رأيهم وممارسة طقوسهم وشعائرهم الدينية."