بزشكيان : الكيان الصهيوني مني بالهزيمة في غزة ويجب ايقاف همجيته الجنونية في لبنان
وفي كلمته التي القاها مساء الثلاثاء، في الدورة الـ79 للجمعية العامة للأمم المتحدة، هنأ الرئيس الايراني مسعود بزشكيان ببدء الدورة الـ79 للجمعية العامة للأمم المتحدة وانتخاب رئيس الجمعية وقال: إن القضية المهمة في هذا الاجتماع هي السلام والتنمية المستدامة والكرامة الإنسانية التي تفتح أفقاً واضحاً للأجيال الحالية والمستقبلية.
وأضاف : في العام الماضي، تحدث إليكم رئيس بلادي الراحل إبراهيم رئيسي من نفس هذا المنبر. لقد استشهد في طريق خدمة الشعب الإيراني، فتحية لروحه الطاهرة.
وتابع الدكتور بزشكيان: أتحدث إليكم الآن لأول مرة من منصب رئاسة الجمهورية الإسلامية الإيرانية. لقد صوّت شعبنا لي على الشعار المركزي وهو الوفاق الوطني، وهذا الشعار يتوافق مع توجيهات الباري تعالى في القرآن الكريم.
وأضاف الرئيس الايراني: وفقا لتعاليم القرآن، فإن خلق البشر جميعهم هو من اصل واحد والأنبياء جاءوا لحل وتسوية النزاعات على أساس الكتاب. ولا يختلف البشر إلا إذا أبعدهم الطمع والانانية عن طريق الحق.
وتابع: لقد خاطب الإمام علي (عليه السلام) أحد الولاة (مالك الاشتر) قائلا: "وَ أَشْعِرْ قَلْبَكَ الرَّحْمَةَ لِلرَّعِيَّةِ وَ الْمَحَبَّةَ لَهُمْ وَ اللُّطْفَ بِهِمْ، وَ لَا تَكُونَنَّ عَلَيْهِمْ سَبُعاً ضَارِياً تَغْتَنِمُ أَكْلَهُمْ، فَإِنَّهُمْ صِنْفَانِ: إِمَّا أَخٌ لَكَ فِي الدِّينِ وَ إِمَّا نَظِيرٌ لَكَ فِي الْخَلْقِ".
*مهمة جميع الأنبياء هي إقامة ونشر الحق والعدل في المجتمع
وتابع الدكتور بزشكيان: إن مهمة الأنبياء كافة كانت إقامة ونشر الحق والعدل في المجتمع بين جميع الناس، بعيداً عن اللون والعرق والجنس واللغة، ولن يتحقق السلام والأمن في العالم دون رعاية حقوق جميع الناس والمجتمعات والأمم في إطار العدالة والإنصاف.
وأضاف: والسؤال الآن هو ما إذا كان سبب الحروب وسفك الدماء الجاري في عالم اليوم؛ غير أن المعتدي انتهك حقوق الآخرين، وتجاهل حقوق أمة، وطبّق التمييز وعدم المساواة، وأبقى فئة في ضعف وتخلف، وتجاهل حقوق الآخرين؟.
وقال: ما دام الظلم والجور والاطماع والفقر والجهل سائدا في منطقة ما؛ ستستمر الحروب وسفك الدماء. ولا يمكننا أن ننقذ مستقبل أطفالنا من الظلام والدمار حتى نعالج جذور هذه الامور غير السوية.
*دخلت الحملة الانتخابية ببرنامج يقوم على الإصلاحات والوحدة الوطنية والتفاعل البناء مع العالم
وقال الرئيس بزشكيان: دخلت الحملة الانتخابية ببرنامج يقوم على «الإصلاحات» و«الوحدة الوطنية» و«التفاعل البناء مع العالم» و«التنمية الاقتصادية» وتمكنت من كسب ثقة أبناء وطني في صناديق الاقتراع.
وأضاف رئيس الجمهورية: أعتزم إرساء أسس متينة لبلادي لدخول العصر الجديد والقيام بدور بناء وفعال في النظام العالمي الناشئ، وإزالة العقبات والتحديات، وتنظيم علاقات بلادي على أساس متطلبات وحقائق عالم اليوم.
*شعوب العالم شاهدت طبيعة الكيان الإسرائيلي في العام الاخير
وأضاف: لقد شاهدت شعوب العالم طبيعة الكيان الإسرائيلي في العام الاخير. لقد رأت كيف يرتكب قادة هذا الكيان الجرائم، اذ قتلوا خلال أحد عشر شهراً أكثر من 41 ألف إنسان بريء في غزة، معظمهم من النساء والأطفال الأبرياء لكنهم يعتبرون الإبادة الجماعية وقتل الأطفال وجرائم الحرب وإرهاب الدولة "دفاعا مشروعا"! والمستشفيات ورياض الأطفال والمدارس "أهدافا عسكرية مشروعة"!.
وقال: يصفون الشعوب الشجاعة والمحبة للحرية التي تحتج على الإبادة الجماعية في غرب وشرق العالم بانها "معادية للسامية"، ويطلقون على الشعب المظلوم الذي انتفض ضدهم بعد سبعة عقود من الاحتلال والإذلال صفة "الإرهابي". "! لكن إسرائيل هي التي اغتالت العلماء والدبلوماسيين وضيفنا في أرضنا ودعمت داعش والجماعات الإرهابية سرا وعلانية.
*إيران تدعم الحركات التحررية والشعبية/ يجب وقف وحشية إسرائيل الجنونية في لبنان
وأضاف الدكتور بزشكيان: بالمقابل، دعمت إيران الحركات التحررية والشعبية التي كانت ضحية جرائم واستعمار الكيان الإسرائيلي على مدى أربعة أجيال. إننا نقف مع شعوب بلدانكم التي تحتج في الشوارع ضد تصرفات إسرائيل، وندين الجريمة ضد الإنسانية. ويجب على المجتمع الدولي أن يوقف العنف فوراً ويتوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار في أقرب وقت ممكن، وايقاف وحشية إسرائيل الجنونية في لبنان قبل أن تشعل المنطقة والعالم.
وتابع: لقد هُزِم الكيان الإسرائيلي في غزة ولا يستطيع استعادة اسطورة جيشه الذي لا يقهر بجرائمه ووحشيته وسعيه لتوسيع نطاق الحرب، ولن تمر دون رد جرائمه العمياء والارهابية خلال الايام الاخيرة وعدوانه الواسع على لبنان والتي ضرج فيها الالاف من الابرياء بالدماء وتقع مسؤولية نتائجه على عاتق الحكومات التي تقف ضد الجهود الدولية الرامية لإنهاء هذه المأساة الرهيبة وما زالت تطلق على نفسها اسم المدافعين عن حقوق الإنسان.
*استعادة حق تقرير المصير لشعب فلسطين
وأضاف: إن الطريقة الوحيدة لإنهاء كابوس انعدام الأمن المستمر منذ 70 عامًا في غرب آسيا والعالم هو استعادة حق الشعب الفلسطيني في تقرير المصير. ونقترح أن يقرر كل الشعب الفلسطيني، سواء أولئك الموجودين الآن في وطنهم أو أولئك الذين أجبروا على مغادرة ديارهم ، مستقبلهم في استفتاء وطني.
وتابع الدكتور بزشكيان: نعتقد أنه بمثل هذه الآلية يمكن تحقيق السلام الدائم، بهذه الطريقة فقط يستطيع المسلمون واليهود والمسيحيون العيش معًا في أرض واحدة، في سلام، بعيدًا عن العنصرية والفصل العنصري.
وأضاف الرئيس الايراني: انظروا إلى التاريخ المعاصر للمنطقة، إيران لم تبدأ أي حرب قط، بل دافعت عن نفسها ببطولة ضد عدوان الآخرين فقط، وجعلت المعتدين يندمون على فعلتهم. ايران لم تحتل أرض أي دولة. لم تطمع في موارد أي دولة، واقترحت مرارا وتكرارا خططا مختلفة على جيرانها والمحافل الدولية لتحقيق السلام والاستقرار الدائمين في المنطقة.
وقال: تحدثنا عن ضرورة توحيد المنطقة وتشكيل منطقة قوية. المنطقة الموحدة والقوية تقوم على عدة مبادئ.
أولا، دعونا نتقبل أننا جيران وبفضل الجيرة سنبقى دائما معا. إن وجود القوى الأجنبية في المنطقة مؤقت، كما أن تنميتنا وتقدمنا مرتبطان ببعضهما البعض. إن إسناد الأمن إلى دول خارج المنطقة ليس مفيدًا لأي منا.
ثانياً، يجب أن يكون النظام الجديد للمنطقة شاملاً ويفيد جميع الجيران. فالنظام الذي لا يوفر مصالح كل دولة مجاورة لا يمكن أن يكون مستداماً.
ثالثا: على الدول الجارة والشقيقة ألا تهدر مواردها الثمينة في اتجاه الاستنزاف وسباق التسلح. إن منطقتنا تعاني من الحرب والتوتر الطائفي والإرهاب والتطرف وتهريب المخدرات ونقص المياه وأزمة اللاجئين والدمار البيئي والتدخلات الأجنبية. يمكننا مواجهة هذه التحديات المشتركة معًا لضمان مستقبل أفضل للأجيال القادمة.
وتابع الدكتور بزشكيان: أنا رئيس دولة تعرضت مرات عديدة في تاريخها الحديث للتهديدات والحرب والاحتلال والعقوبات ، ولم يهب الآخرون لمساعدتنا أبدًا، وتجاهلوا إعلاننا الحياد، وحتى انهم بادروا لمساعدة المعتدي، لقد تعلمنا من التجربة أنه لا يمكننا الاعتماد إلا على شعبنا وقدراتنا الوطنية، والجمهورية الإسلامية الإيرانية عازمة على توفير وضمان أمنها، وليس زعزعة الأمن للآخرين.
*نريد السلام للجميع/نريد السلام والأمن الدائمين لشعبي أوكرانيا وروسيا
وذكر الرئيس الايراني أننا نريد السلام للجميع ولا نريد الحرب والنزاع مع أحد، نريد السلام والأمن المستقرين لشعبي أوكرانيا وروسيا، واضاف: أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية اذ تعارض الحرب وتؤكد على ضرورة الوقف السريع للصراع العسكري في أوكرانيا، تدعم أي حل سلمي وترى أن هذه الأزمة انما تنتهي بالحوار فقط.
وتابع: في العالم المترابط الحالي، لن يتم ضمان أمن ومصالح دولة واحدة أبدًا من خلال تدمير أمن ومصالح الآخرين. يمكن للمنطق التفاعلي أن يخلق فرصًا جديدة للتعاون.
*انسحاب ترامب أحادي الجانب من الاتفاق النووي
واضاف رئيس الجمهورية: توصلت إيران والقوى العالمية إلى خطة العمل المشتركة الشاملة بنهج قائم على الفرص، وقبلنا أعلى مستوى من المراقبة في المجال النووي مقابل الاعتراف بحقوق إيران ورفع العقوبات عنها. خروج ترامب احادي الجانب من خطة العمل الشاملة المشتركة اظهر نهجاً موجهاً نحو التهديد في المجال السياسي ونظرة موجهة نحو الهيمنة في المجال الاقتصادي.
وأضاف الدكتور بزشكيان: إن العقوبات أحادية الجانب تستهدف الشعب وتسعى إلى تدمير الأسس الاقتصادية لإيران، والهدف هو جعل إيران امنية الطابع ، والنتيجة هي عدم أمان الجميع. سياسة الضغوط القصوى مورست على الشعب الايراني في حين كانت ايران ملتزمة بجميع تعهداتها في خطة العمل الشاملة المشتركة بشهادة الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
*نحن على استعداد للتفاعل مع أعضاء خطة العمل الشاملة المشتركة
وقال: "نحن مستعدون للتفاعل مع أعضاء خطة العمل الشاملة المشتركة. وإذا تم تنفيذ التزامات خطة العمل الشاملة المشتركة بالكامل وبحسن نية، فيمكننا الدخول في مناقشات حول قضايا أخرى أيضًا".
وأضاف الرئيس الايراني: أنا أخاطب الشعب الأمريكي هنا، ليست إيران هي التي بنت قاعدة عسكرية بجوار حدودكم، وليست إيران هي التي فرضت عقوبات على بلدكم وأعاقت علاقاتكم التجارية مع العالم، ليست إيران هي التي تمنع حصولكم على الدواء. ليست إيران هي التي منعت وصولكم إلى النظام المصرفي والنقدي في العالم.
وتابع الدكتور بزشكيان: لسنا نحن من اغتال قادة جيشكم، بل أمريكا اغتالت أعز قائد عسكري إيراني في مطار بغداد.
وقال: رسالتي إلى جميع الحكومات التي تبنت استراتيجية غير بناءة تجاه إيران هي أن نتعلم من التاريخ، يمكننا أن نتجاوز هذه القيود ونبدأ حقبة جديدة، هذه الحقبة الجديدة تبدا من خلال الاعتراف بهواجس ايران الامنية وكذلك العمل المشترك حول القضايا المشتركة.
*شعبنا وقف امام الظلم من خلال تحمل الكثير من المصاعب الناجمة عن العقوبات
وتابع: العقوبات سلاح مدمر وغير إنساني يستخدم لشل اقتصاد البلاد. إن الحرمان من الوصول إلى الأدوية الحيوية هو أحد العواقب الأكثر إيلاما للعقوبات التي تعرض حياة الآلاف من الأبرياء للخطر. ولا يشكل هذا الإجراء انتهاكا واضحا لحقوق الإنسان فحسب، بل هو أيضا جريمة ضد الإنسانية.
واضاف: لقد أظهر شعبنا خلال السنوات الماضية من خلال تحمله الكثير من المصاعب الناجمة عن العقوبات أنه يقف ضد الظلم والجور، ورغم أن الجراح التي سببتها العقوبات على مجتمعنا عميقة، إلا أن مواجهة هذه التجربة المريرة جعلتنا شعبا أقوى وذا إرادة صلبة وثقة بالنفس.
وقال: إن إيران مستعدة لإقامة علاقات اقتصادية واجتماعية وسياسية وأمنية فعالة مع قوى العالم وجيرانها على قدم المساواة من أجل بناء عالم أفضل.
وأكد: الرد المناسب على مثل هذه الرسالة الموجهة من إيران ليس فرض المزيد من العقوبات، بل تنفيذ الالتزامات السابقة في رفع العقوبات من أجل التحسن الحقيقي للأوضاع الاقتصادية للشعب الإيراني وإرساء الأساس للمزيد من الاتفاقات.
وختم الرئيس الايراني كلمته بالقول: آمل أن يكون هذا الصوت من إيران مسموعا جيدا اليوم.
انتهى