وانطلقت المسيرة من مدخل شارع داوننغ ستريت، حيث يقع مكتب رئيس الوزراء، رقم 10، وانتهت في شارع ناين إلمز، حيث تقع السفارة الأمريكية في لندن.
ودعا للمظاهرة منظمات غير حكومية في مقدمتها "حملة التضامن مع فلسطين" و"ائتلاف أوقفوا الحرب" و"حملة نزع السلاح النووي".
وردد المتظاهرون هتافات: "فلسطين..فلسطين" و"فلسطين ستتحرر من النهر إلى البحر" و"أوقفوا تسليح إسرائيل".
وألقت جو جرادي، الأمين العام لاتحاد الجامعات والكليات في بريطانيا (يضم ما يقرب من 120 ألف عضو) كلمة أمام المتظاهرين.
وأشارت جرادي، إلى مقتل أكثر من 43 ألف فلسطيني على يد إسرائيل في غزة.
وقالت: "قُتل 10 آلاف و310 أطفال في سن الدراسة، و650 طالباً جامعيا، و110 أساتذة جامعيين. وعلى الرغم من أن هذه الأرقام مخيفة بما فيه الكفاية، إلا أننا نعلم أنها أقل مما نتوقعه".
وذكرت جرادي أن 12 جامعة في غزة دمرت بالكامل.
والنائبة عن دائرة "بوبلار وليمهاوس" أبسانا بيغوم، حيث طالبت بمساءلة المملكة المتحدة حول صادرات الأسلحة إلى القوات المحتلة.
كما شدد ريتشارد بوركون، النائب عن دائرة “ليدز إيست” على تورط المملكة المتحدة في الأزمة وأهمية تغيير سياستها الخارجية.
ودعا جيرمي كوربن النائب المستقل عن "إزلنغتون نورث" والناشط المخضرم في مناهضة الفصل العنصري، لإنهاء الاحتلال ووقف التدمير في غزة.
كما ألقى ميسرة إبراهيم، ممثلًا عن المنتدى الفلسطيني في بريطانيا، كلمة استعرض فيها المأساة التي يمر بها ويعيشها أهل غزة اليومك.
وقال إبراهيم: “لقد نفذت منا الكلمات، فنحن نكرر نفس الألم. لكن رؤيتكم اليوم تبعث الأمل. لن نتوقف حتى نرى فلسطين حرة. لن نركع، لن نستسلم، وسنستمر في كفاحنا حتى تتحرر أرضنا، وحتى تتحرر فلسطين من النهر إلى البحر”.
كلمات إبراهيم لاقت صدى واسعاً بين الحشود، الذين ردّدوا معه هتافات "فلسطين حرة" و"أوقفوا تسليح إسرائيل". وتحدث إبراهيم عن فقدان أفراد من عائلته في غزة، حيث دمرت الغارات الإسرائيلية منزله وقتلت 24 من أفراد عائلته، مشدداً على حجم التضحيات التي يقدمها الشعب الفلسطيني.
كما ألقت إميلي ستيفنسون، ممثلة حركة "نعامود"، كلمة دعت فيها إلى تضامن المجتمع اليهودي مع الفلسطينيين. وأعربت ماريون روبرتس، ممثلة الكتلة اليهودية في المظاهرات، عن دعمها المستمر للشعب الفلسطيني في نضاله من أجل الحرية.
بدوره، شدد بن جمال مدير "حملة التضامن مع فلسطين"، في كلمته الختامية على ضرورة تحرك الحكومة البريطانية لوقف الانتهاكات ودعم حقوق الشعب الفلسطيني. وقال: “لن نتوقف حتى تتحقق العدالة. العالم يراقب، والتاريخ سيسجل من وقفوا مع حقوق الإنسان ومن أداروا ظهورهم”.
واختتم المنظمون المسيرة بتأكيدهم على استمرار فعاليات التضامن حتى تحقق مطالب الشعب الفلسطيني بالحرية والسلام، مؤكدين أن هذه المظاهرة تجسد صوت العدالة والإنسانية في مواجهة الظلم.
ويواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي، مدعوما من الولايات المتحدة وأوروبا، للعام الثاني على التوالي، عدوانه على قطاع غزة، حيث تقصف طائراته محيط المستشفيات والبنايات والأبراج ومنازل المدنيين الفلسطينيين وتدمرها فوق رؤوس ساكنيها، ويمنع دخول الماء والغذاء والدواء والوقود.
وخلّف العدوان نحو 145 ألفا و 333 شهيدا وجريحا فلسطينييا، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.
/110