وقالت الخارجية الايرانية في بيان مشترك مع منظمة الطاقة الذرية الإيرانية مساء يوم الخميس أن هذه الإجراءات تُنفذ لحماية مصالح البلاد وتطوير الصناعة النووية السلمية بما يتناسب مع الاحتياجات الوطنية المتزايدة، وفي إطار الحقوق والالتزامات المنصوص عليها في الاتفاق النووي.
وأضاف البيان أن الدول الأوروبية الثلاث والولايات المتحدة قدمت قرارا معاديا وغير مبرر ضد إيران دون انتظار نتائج زيارة المدير العام للوكالة إلى طهران.
وجاء في البيان، أن هذا النهج المسيس وغير الواقعي يقوّض الأجواء الإيجابية والتفاهمات التي تم تحقيقها مع الوكالة الدولية.
ويأتي ذلك، بعد ما اصدر "مجلس محافظي وكالة الطاقة الذرية قرارا يأمر إيران بتحسين التعاون معها بشكل عاجل"، في وقت تحذر فيه السلطات الإيرانية من اتخاذ أي قرارات ضدها.
وصدر قرار مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية بشأن إيران بأغلبية 19 صوتا واعتراض 3 دول وامتناع 12 عن التصويت.
في الساعات الأخيرة من اجتماع مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية وبضغط وإصرار من ثلاث دول أوروبية والولايات المتحدة، ورغم عدم دعم ما يقرب من نصف الدول الأعضاء، تم يوم الخميس تمرير قرار غير توافقي بشأن البرنامج النووي السلمي الإيراني.
كانت سياسة الجمهورية الإسلامية الإيرانية المبدئية دائمًا تقوم على التعاون البنّاء مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية ضمن إطار الحقوق والواجبات المنصوص عليها في معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية واتفاق الضمانات الشاملة.
وقد عملت الحكومة الإيرانية الرابعة عشرة، منذ تشكيلها، على مواصلة وتعزيز التعاون مع الوكالة بهدف حل القضايا العالقة.
وفي هذا السياق، رحبت إيران بزيارة المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى طهران، واتخذت الترتيبات اللازمة لتوفير الأرضية المناسبة لتعزيز التفاعل وضمان نجاح الزيارة.
خلال زيارة المدير العام لإيران، ولقاءاته مع كبار المسؤولين الإيرانيين، وزيارته لمجمعات التخصيب الشهيد الدكتور علي محمدي والشهيد المهندس أحمدي روشن، والمفاوضات التي جرت، تم خلق بيئة ملائمة لتعزيز التعاون بين إيران والوكالة.
ومع ذلك، قامت الدول الأوروبية الثلاث والولايات المتحدة التي لها تاريخ طويل في التنصل من التزاماتها بما في ذلك الاتفاق النووي وفرض العقوبات الجائرة والضغوط غير القانونية على الشعب الإيراني بدلًا من دعم المناخ الإيجابي الذي نشأ بين إيران والوكالة، بتقديم قرار معادٍ وغير مبرر ضد إيران في مجلس المحافظين دون انتظار نتائج زيارة المدير العام.
جدير بالذكر أن هذا القرار لم يحظَ بدعم نصف أعضاء مجلس المحافظين، مما يعكس رفضهم للنهج السياسي والمدمر الذي تبناه مقدمو القرار.
هذا النهج المسيس وغير الواقعي يقوّض الأجواء الإيجابية والتفاهمات التي تم تحقيقها. واتخاذ مثل هذه الخطوة، في وقت كانت إيران والوكالة تسيران فيه نحو تفاعل بنّاء، يثبت مجددًا عدم صدق الدول الأوروبية الثلاث والولايات المتحدة في ادعاءاتها بشأن الحفاظ على مصداقية الوكالة، وأن القضية النووية الإيرانية ليست سوى ذريعة لتحقيق أهدافها غير المشروعة.
وقد أوضحت الجهات المختصة في الجمهورية الإسلامية الإيرانية على مختلف المستويات سابقًا أن اتخاذ أي إجراء عدائي أو استغلال مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية لتحقيق أهداف سياسية وغير مشروعة سيواجه برد إيراني متناسب. وقد تم إبلاغ المدير العام للوكالة بمواصفات الرد المحتمل من قبل إيران مسبقًا.
بناءً على ذلك، أصدر رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية تعليمات بتنفيذ إجراءات فعّالة، بما في ذلك تشغيل عدد كبير من أجهزة الطرد المركزي الحديثة والمتطورة من أنواع مختلفة.
من الواضح أن هذه الإجراءات تُنفذ لحماية مصالح البلاد وتطوير الصناعة النووية السلمية بما يتناسب مع الاحتياجات الوطنية المتزايدة، وفي إطار الحقوق والالتزامات المنصوص عليها في اتفاق الضمانات الشاملة.
وفي الوقت نفسه، ستستمر التعاونات الفنية والضمانية مع الوكالة كالمعتاد، وفي إطار اتفاق الضمانات.
وفي الختام، تؤكد الجمهورية الإسلامية الإيرانية مجددًا استعدادها للتفاعل البناء مع الأطراف المعنية على أساس المبادئ والمعايير القانونية الدولية، وستواصل بحزم سياستها المبدئية في حماية حقوق ومصالح الشعب الإيراني الكبير، وتطوير برنامجها النووي السلمي والمحلي.
/110