النائب نواف الموسوي : إنما حصل يؤكد أن ما يثار في هذا الجانب فيه الكثير من الأساطيل التي تغلب على الحقائق التي و إن وجدت لا تخفي حقيقة أن ثمة عجزاً إسرائيلياً عن إحدى المواقع في مواجهة تكتيكات المقاومين " .

هنأ عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب نواف الموسوي الشعب الفلسطيني بأسراه الذين جرى تحريرهم بعملية التبادل كما نهنئ المقاومة الفلسطينية لا سيما حماس على هذا الإنجاز العظيم . 

و في حديث خاص إلى وكالة أنباء التقريب "تنا" رأى الموسوي أن ما حصل "يؤكد مرة أخرى بأنه لا سبيل إلى الحرية إلا من خلال المقاومة " ، و تابع عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب " على مدى سنوات من العذابات و الآلام لم يجد الأسرى الفلسطينيون طريقاً إلى الحرية إلا عبر عملية أسر ناجحة أدت بعد صبر و صمود و حنكة و حكمة إلى تحرير ثلة من المقاومين و المجاهدين والأسيرات الفلسطينيات ". مشيراً إلى أن في ذلك " درساً جديداً أن إتباع السبل الأخرى لا يجدي نفعاً و ليس من سبيل إلا إمتلاك عناصر القوة التي هي بطبيعة الحال المقاومة " . 

من جهة أخرى أكد الموسوي أنه "لاشك أن فيما حصل تفكيك إضافي للأسطورة الإسرائيلية التي تشيع زوراً عن قدرة إسرائيلية فائقة على الإختراق و تحصيل المعلومات ، إنما حصل يؤكد أن ما يثار في هذا الجانب فيه الكثير من الأساطيل التي تغلب على الحقائق التي و إن وجدت لا تخفي حقيقة أن ثمة عجزاً إسرائيلياً عن إحدى المواقع في مواجهة تكتيكات المقاومين " . 

من جهته، عٌضو المكتب السياسي و مسؤول العلاقات الخارجية لحركة المقاومة الإسلامية حماس أسامة حمدان رأى في صفقة التبادل " إنجاز وطني فلسطيني كبير و مكسب للشعب الفلسطيني و و بالتأكيد للمقاومة التي أكدت كما سبق في كل صفقات التبادل أن الذي يحرر الأسرى هو المقاومة و أن أي شيئ سوى المقاومة لا يمكن أن يعيد للأسرى حريتهم " . 

و أشار حمدان إلى أنه " لاشك أن هذه الصفقة تميزت بأنها الصفقة الأولى التي يتم فيها كل شيئ على أرض فلسطين ، الأسر والتبادل و إطلاق سراح الأسرى ". معتقداً أن توقيت هذه الصفقة جاء مؤاتي حيث يبدو واضحاً أن التسوية تفشل و العدو الإسرائيلي أكد من خلال هذه الصفقة بأن لا مجال للتعامل معه إلا بلغة القوة و المقاومة . 

و لفت مسؤول العلاقات الخارجية لحركة "حماس"  إلى أن هذه أبلغ رسالة لكل اللذين يراهنون على التسوية ، و الفشل الإستخباراتي الصهيوني في العثور على مكان شاليط جزءٌ من المكاسب التي حققتها المقاومة الفلسطينية . كما أنه يعبر عن فشل تلو الآخر في مواجهة المقاومة الفلسطينية . ففي العدوان الإسرائيلي الذي وقع على غزة في العام ٢٠٠٨ كان الفشل الإستخباري عنواناً رئيسياً ، في عدوان تموز ٢٠٠٦ على لبنان كان الفشل الإستخباري عنواناً بارزاً أيضاً . 

وشدّد حمدان على أن هذه القوة الإستخباراتية للمقاومة تؤكد على أنها " ليست حالة عفوية و لاعاطفية بل هي عبارة عن حالة فعل أكيد و عاقل و محكم و راشد وأن كل ما تقوم به المقاومة يأتي في سياق خيارات إستراتيجية و أن فعل المقاومة بذلك هو عنوان يجب أن يحتذى به و أن ينظر إليه بكل وضوح على أنه فعل إستراتيجي هدفه الأساس هو ما سيصل إليه في النهاية و هو التحرير ".

بدوره، بارك ممثل حركة "حماس" في لبنان علي بركة للأسرى و أهاليهم هذا الإنتصار الكبير الذي حققته المقاومة الفلسطينية بفضل تضحياتها و تضحيات الشهداء و صمود الشعب الفلسطني المحاصر في قطاع غزة . مشيراً إلى أن هذا الإنجاز الكبير ليس للشعب الفلسطيني فحسب و إنما لكل أمتنا العربية و الإسلامية و لكل من يؤيّد و يدعم خيار المقاومة ضد الإحتلال الصهيوني . 

مؤكداً أن هذا الإنجاز العظيم ما كان ليتحقق لولا صمود الشعب الفلسطيني على مدار خمس سنوات من الحصار و العدوان على قطاع غزة ولولا ثبات هذه المقاومة و إلتفاف أمتنا العربية و الإسلامية حول الشعب الفلسطيني . ورأى أن هذا الإنجاز يؤكد أن خيار المقاومة هو الطريق الوحيد و الأسلم و الأقرب لتحقيق أهداف الشعب الفلسطيني و الحرية و الإستقلال ، و هو فرصة لكل من كان يراهن على خيار الولايات المتحدة الأميريكية و التسوية لإعلدة النظر في خياراته و عدم المراهنة عليها لأنه لا يهمهما إلا أمن الكيان الصهيوني و السيطرة على مقدرات أمتنا العربية و الإسلامية . 

ووجه ممثل حركة "حماس" في لبنان في هذا اليوم المبارك الدعوى للأشقاء في حركة فتح و كل فصائل المقاومة الفلسطينية لأن نجلس جميعاً إلى طاولة الحوار من أجل فضع إستراتيجية فلسطينية موحدة تستند على المقاومة كأساس لتحقيق أهداف الشعب الفلسطيني لأنه ثبت للقاسي و الداني أن خيار التسوية و المفاوضات عقيم و فاشل و لن يعيد الحقوق للشعب الفلسطيني إلا خيار المقاومة . 

ومن جهة أخرى ، أشار بركة إلى أن هناك إنجاز آخر حققته المقاومة إلى جانب الإفراج عن الأسرى هو عجز العدو الصهيوني عن معرفة مكان شاليط لمدة خمس سنوات أو أكثر من الأسر، كذلك عجزه عن معرفة المكان الذي خرج منه شاليط هذا اليوم و الطريقة التي تم توصيله بها إلى مصر . و هذا فشل آخر للمخابرات الصهيونية و إنتصار جديد و آخر للمقاومة و عملها الإستخباري. 

و ختم بركة قائلاً : " الحمد لله هذا العدو الصهيوني منذ العام ١٩٨٢ يدخل في فشل ثم فشل تلو فشل ثم هزيمة . و بالمقابل المقاومة و شعبها و جمهورها أصبح يحقق الإنجازات سواء في لبنان أو في فلسطين أو في العراق وهذا مؤشر مهم أننا على موعد مع نصر قريب و قادم بتحرير القدس إنشاء لله و زوال الكيان الصهيوني الغاصب عن أرض فلسطين ". 

تجدر الإشارة إلى أن صحيفة "السفير" نشرت اليوم بعض تفاصيل عملية تسليم الأسرى وفقاً لمعلومات استقتها من تقارير صحافية ومصادر إسرائيلية ومن حركة حماس، وهي ستتم على النحو الآتي:
في المرحلة الأولى، سيخضع ٤٣٠ من أصل ٤٥٠ من المعتقلين الذكور الذين سيفرج عنهم لفحوص أمنية أخيرة في سجن "كتسيعوت" في صحراء النقب، ابتداءً من صباح اليوم، بينما سيخضع الباقون مع الأسيرات لهذه الفحوص في سجن "هشارون" في مدينة نتانيا شمالي فلسطين المحتلة. وسينقل المعتقلون المتجهون إلى غزة في حافلات ستأخذهم إلى معبر كرم أبو سالم، فيما سيؤخذ الباقون إلى حاجز بيتونيا قرب رام الله. 

وفي المرحلة الثانية، يسلم جلعاد شاليت في غزة إمّا إلى ممثل عن الصليب الأحمر أو مسؤول مصري سيؤكد لـ"إسرائيل" أن شاليت على قيد الحياة وفي صحة جيدة. 

وفي المرحلة الثالثة، تطلق "إسرائيل" ٢٧ أسيرة فلسطينية وتتجه ٢١ منهن إلى الضفة الغربية، وواحدة إلى القدس الشرقية، وواحدة إلى أراضي ١٩٤٨، وواحدة إلى الأردن، بينما سيتم إبعاد الأخيرة إلى قطاع غزة. 

وفي المرحلة الرابعة، ينقل شاليت إلى سيناء عبر معبر رفح حيث من المفترض أن يبقى هناك مدة خمس عشرة دقيقة على الأكثر.
 
لتبدأ المرحلة الخامسة، فور تلقي إسرائيل تأكيداً بوصول الجندي إلى سيناء، بحيث ستأمر بإطلاق سراح ٤٥٠ أسيرا إلى غزة والضفة الغربية. وسيدخل ٣٠٠ معتقل إلى غزة عبر معبر رفح أو معبر كرم أبو سالم. وسيطلق سراح ٩٦ أسيرا على حاجز بيتونيا. كما سيطلق سراح ١٤ أسيرا من القدس الشرقية من مركز للشرطة في القدس الغربية. وسيطلق سراح ستة أسرى من فلسطينيي ٤٨ من مراكز للشرطة قرب مدنهم. كما سيتم تسليم ٤٠ معتقلا إلى مصر، حيث سيتم بعدها إبعادهم إلى تركيا أو سوريا أو قطر.

أما المرحلة السادسة فتبدأ في الوقت الذي يتم فيه إطلاق سراح المعتقلين، إذ سيدخل شاليت معبر نيتزانا (٥٠ كيلومترا جنوبي غزة) حيث سيخضع لفحص طبي شامل ليجري بعدها اتصالاً مع عائلته، وبعدها 

تكون المرحلة السابعة والأخيرة، حيث سينقل شاليت جواً إلى قاعدة "تل نوف" الجوية قرب تل أبيب حيث سيخضع للمزيد من الفحوص الطبية وسيلتقي عائلته، ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، ووزير الحرب ايهود باراك، ورئيس هيئة الأركان بني غانتس.