ترى روسيا ضرورة الدعوة إلى وقف العنف وإطلاق العملية السياسية بدون تدخل خارجي ودون استخدام القوة العسكرية
السفير الروسي في بيروت
لا صفقة على حساب سوريا
تنا - بيروت
18 Jan 2012 ساعة 14:09
ترى روسيا ضرورة الدعوة إلى وقف العنف وإطلاق العملية السياسية بدون تدخل خارجي ودون استخدام القوة العسكرية
نفى السفير الروسي في بيروت الكسندر زاسبيكين اي احتمال لعقد روسيا صفقة سياسية مع اي طرف دولي على حساب سوريا.
وقال في حديث صحفي الأمس على هامش حفل الاستقبال الذي اقامه رئيس الجمهورية في القصر الجمهوري للسلك الديبلوماسي "لا مجال لعقد اي صفقة مع احد. فنحن تحكمنا المبادئ في مقاربة الملف السوري، والمبدأ يقول بأن نترك للشعب السوري تقرير خياراته بنفسه بعيدا عن اي ضغط دولي او داخلي، خاصة التدخل المسلح."
واضاف: "لقد سلكت القيادة السورية طريق الاصلاح وكان يجب ان يُعطى الرئيس السوري بشار الاسد فرصة كافية لتحقيق الاصلاحات التي وعد بها، ثم عن اي صفقة يتحدث البعض ومع من؟ هل حول دخول روسيا مثلا في منظمة التجارة العالمية؟ ان معظم الشعب الروسي يرفض هذا الامر. "
ونفى زاسيبكين علمه بتفاصيل المشروع الجديد الذي قدمته روسيا الى مجلس الامن الدولي حول الموضوع السوري، لكنه قال ان هناك مبادئ عامة ما زالت تحكم الموقف الروسي وهي تقوم على قيام الحوار الداخلي بين الاطراف السورية وعدم التدخل الاجنبي، ونحن أيدنا مبادرة جامعة الدول العربية لانها تقوم على دعم الحوار بين الاطراف السورية.
وفي هذا السياق، أفادت تقارير إعلامية فى موسكو الثلاثاء أن روسيا قدمت مشروع قرار جديد بشأن سوريا إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، وإن ممثلى الدول الغربية يعتزمون البدء بمناقشته اليوم.
وذكرت التقارير، أن مشروع القرار الجديد الذى أعدته روسيا يتضمن ما يتجاوب مع بعض مطالب الدول الغربية.
وكان نائب وزير الخارجية الروسى جينادى جاتيلوف قد صرح فى نهاية الأسبوع الماضي بأن التغييرات التى اقترحت بعض الدول الغربية إجراءها على مشروع القرار الذى أعدته روسيا، تهدف إلى تغيير النظام فى دمشق، فى حين ترى روسيا ضرورة الدعوة إلى وقف العنف وإطلاق العملية السياسية بدون تدخل خارجي، ودون استخدام القوة العسكرية لحل مشاكل سوريا.
كما رفضت روسيا إرسال قوات عربية إلى سوريا، في إشارة الى الاقتراح القطري المزعوم، مشددة على أنها لن تؤيد إرسال أي قوات إلى سورية وأنها ستعارض هذه المسألة في حال طرحها للبحث في مجلس الأمن الدولي.
وأعرب غاتيلوف بأنه لن يتم اتخاذ قرار كهذا وعن شكوكه في أن تكون الجامعة العربية تملك مثل هذا الحق لإرسال قوات إلى سورية وقال "على حد علمي أن الجامعة العربية لا تملك مثل هذه الصلاحيات فهذه مهمة لا تدخل في بنود تفويضها."
ويذكر ان وزارة الخارجية السورية استغربت تصريحات مسؤولين قطريين بإرسال قوات عربية لسوريا، معلنة رفضها القاطع لمثل هذه الدعوات التي "ستعمل على تأزيم الوضع وتفتح الباب لاستدعاء التدخل الخارجي في شؤونها."
وبدورها ايران اكدت مجددا رفض ايران الدعوات للتدخل الخارجي او العربي في سورية لافتة إلى ان الامور في سورية تتجه نحو الحل والحوار ما لا يرضي بعض الدول.
وقال المتحدث باسم الخارجية الايرانية رامين مهمان برست في مؤتمره الصحفي الاسبوعي أمس "لا نعرف سببا لتدخل بعض الدول في الشؤون الداخلية للدول الاخرى لان هذه التدخلات لا تحل القضايا الداخلية بل تعقد الامور اكثر منبها إلى ان بعض الدول تسعى للتآمر والفتنة في المنطقة."
ورأى أنه من الافضل تهيئة الارضية المناسبة والمساعدة على اجراء الحوار في سورية محذرا من ان فكرة ارسال قوات عربية الى سورية ستعقد الوضع.
وأوصى جميع الدول "ان تسلك الطريق الصحيح وان تقدم المساعدة من اجل حل المسائل الداخلية لدول المنطقة بالشكل الصحيح وخاصة فيما يتعلق بسورية،" لافتا الى الاصلاحات التي اعلنتها القيادة السورية.
واعلن شك بلاده بنوايا بعض الدول التي تريد ان تتدخل في سوريا "تحت مسميات مختلفة بحيث تركز على بعض الدول وتترك دولا اخرى تواجه ازمات."
وكانت العاصمة السورية قد شهدت الأمس لقاء علماء الدين الإسلامي ورجال الدين المسيحي مع بعثة مراقبي جامعة الدول العربية، حيث اكد الشيخ بشير عبد الباري مفتي دمشق "ان سوريا ستخرج من هذه الظروف وهي أقوى وأقدر على متابعة مسيرة الإصلاح التي تنتهجها معتبراً أن من يقوم بالأعمال الإرهابية ويمثل بجثث أبناء وطنه خرج من سوريته وإسلامه."
وبدوره أكد المطران لوقا الخوري النائب البطريركي العام للروم الأرثوذكس أن السوريين مسلمين ومسيحيين يعيشون منذ أن وجدوا على هذه الأرض بكل أخوة ومحبة وما تزال العلاقات الأخوية قائمة بين أبناء الوطن الواحد.
وقال "إن سوريا عبر تاريخها لم تشهد ما تشهده الآن من أحداث تقوم بها الأدوات المرتبطة بالخارج داعياً رجال الدين لزيادة العمل والمساهمة في عودة الحياة لطبيعتها."
ومن جهته نوه السفير جعفر كبيدة عضو بعثة المراقبين "بالوحدة الوطنية للشعب السوري. "
رقم: 79730