حكاية النأي بالنفس هي تسوية معمولة من أجل استمرار الحكومة
الأمين العام لحزب الله
يجب ان نفتش عن الايادي الاسرائيلية الساعية الى الفوضى في منطقتنا
تنا ـ بيروت
24 Feb 2012 ساعة 19:05
حكاية النأي بالنفس هي تسوية معمولة من أجل استمرار الحكومة
شدد الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله على ضورة التفتيش " عن العقل الاسرائيلي والايادي الاسرائيلية التي تقف خلف الكثير من الممارسات في العالم، على سبيل المثال حرق المصاحف سواء في اميركا او في افغانستان " .
وفي كلمة القاها في الذكرى السنوية للقادة الشهداء وذكرى اسبوع والد الامين العام السابق للحزب السيد عباس الموسوي تابع سماحته :" عندما تظاهر الناس احتجاجا اطلق النار عليهم وسقط عشرات الشهداء، هذا النوع من السلوك والاعتداء على الأنبياء وحرمات الآخرين سلوك يهودي، القرآن الكريم اخبرنا عن هؤلاء كيف قتلوا انبياءهم، وهذا النمط الذي اسمه الاعتداء على المقدسات هي عقليتهم وربما الدفع نحو صراع ديني في العالم، اذا احتل الاميركيون اي بلد وقاتله شعب هذا البلد كان القتال على اساس قاعدة سياسية وليس قتال المسيحيين مع المسلمين لكن المشروع الصهويني يريد تحويل الصراع الى مسيحي-اسلامي وصراع طائفي، ونحن كمسلمين علينا ان نكون حذرين عندما ندافع عن أنبيائنا يجب ان لا نمس انبياء الآخرين، ويجب ان نفتش عن الايادي الاسرائيلية في الفوضى بمنطقتنا".
واضاف السيد نصر الله : "علينا في ذكرى القادة الشهداء ان نحفظ لهؤلاء فضلهم العظيم ونحن عندما نحيي ذكراهم نتذكر فضلهم ويجب ان ندرك اهمية وعظمة وخطورة الامانة التي خلفوها في عهدتنا جميعا، وهي امانة المقاومة التي عاشوا واستشهدوا من اجلها، فبهذه المقاومة حررنا ارضنا عام ٢٠٠٠ واستعدنا اسرانا وحققنا لشعبنا الامن والاستقرار والطمأننية وحطمنا اخطر المشاريع الاميركية والاسرائيلية خصوصا عام ٢٠٠٦ ومشروع الشرق الاوسط الجديد،الذي كان يعني تقسيم المنطقة على اساس تفجيري وتدميري لتبقى اسرائيل الدولة الاقوى، وبهذه المقاومة حمينا بلدنا واهلنا ومازلنا ونواجه كل التحديات".
واردف سماحته : "بالأمس سمعنا كلاما نقل عن نتانياهو يهدد بضرب لبنان وتدميره وينكر وجود لبنان، لا اعلم هل فعلا نتانياهو قال الكلام ام لا، وسواء قاله ام لم يقله فهو منسجم مع العقلية الاسرائيلية، هذه العقلية هي عقلية تهديد دائم بشطب الآخرين وتدمير الآخرين والغائهم، لاسيما ان هذا الكيان قام على القتل والترهيب واغتصاب المقدسات والاعتداء على الشعوب العربية وما زال.اليوم في فلسطين يستمر عمل هذا العدو وتقتطع الاراضي الفلسطينية وهناك المزيد من السيطرة على الاراضي وقتل الفلسطينيين والاحتفاظ بآلاف الاسرى في ظروف قاسية، والاعتداء على حرمة المقدسات المسيحية والاسلامية".
وفي الشأن الداخلي شدد نصرالله على "اهمية الحفاظ على الحكومة الحالية للاستقرار، لكن هذا لا يجوز ان يكون حجة لدى مكونات الحكومة لعدم الانتاجية، اي ان عذرهم ان الحكومة محافظة على الاستقرار في البلد هذا امر غير صحيح، عندما تكون حكومة تتحمل مسؤولية البلد امنيا سياسيا اقتصاديا اداريا، يجب ان تكون فاعلة، هناك من يريد ان يعطل الحكومة ويسقطها.اليوم انا اجدد الدعوة والحرص والتأكيد على وجوب ان تبادر الحكومة الى عقد اجتماعات جديدة. جماعة ١٤ آذار يقولون ان الحكومة حكومة حزب الله كلام فارغ، لكن سموها كذلك لتحريض الاميركيين والاسرائيليين عليها ولكي تقاطعها الدول الغربية، ولكن يعرفون انها ليست كذلك، ونحن في هذه الحكومة اكثر المكونات تواضعا اواستفادة منها، نبذل كل جهد ونؤجل ملفات لمصلحة بقاء الحكومة واستمرارها، ولكن هذه الحكومة يجب ان تتحمل مسؤوليتها".
وعن الوضع الاقليمي قال سماحته: "نحن كبشر ومنتمين الى الديانة الابراهيمية، ولاننا اهل الرأفة فاننا نحزن لكل دم يسفك في اي مكان، نحن نتألم لأي طفل يصاب باليتم او امرأة تصاب بالثكل، لأي الم يدخل الى اي بيت او عائلة، ولكن لا يكفي ان نتألم يجب ان نبحث عن الاداء الذي يسد ابواب الصراع".
وتابع: "يمكن لكل واحد ان يعبر عن مواقفه وكلنا يستطيع ان يعبر عن موقفه من الاحداث في سوريا على تباين المواقف دون ان يلجأ الى لغة التحريض، لانه يجب ابعاد لبنان عن هذا الامر. وبشأن ما يجري في المنطقة استطاع اللبنانيون ان يحفظوا الاستقرار الامني والسياسي في بلدهم بشكل عام، وهذا ما يجب ان نحرص عليه. وامام محاولات احداث فتنة في منطقتنا، يجب ان تبقى منهجية التعاطي في محاصرة الفتنة في كل بلد والعمل على منع امتدادها واخمادها في ساحتها".
اضاف: "في مثل هذا الوضع الموجود في هذه المنطقة ومن موقع اولوية مواجهة التهديد الاسرائيلي نتشدد في حرصنا على الاستقرار الامني والسياسي في لبنان، ومن يريد الفوضى في المنطقة يريد الفوضى في لبنان، من يريد اخذ العراق وسوريا الى حرب اهلية او ليبيا الى حرب قبلية، هؤلاء مصممون على نشر الفوضى بالمنطقة ومنها لبنان، وبالتالي ما يساعد على الفتنة او يدفع اليها يجب تجنبه في القول والعمل".
وقال الامين العام لـ"حزب الله": "حكاية الناي بالنفس تسوية معمولة لتستمر الحكومة والا اين النأي بالنفس؟ يجب ان نعي ونلتفت الى ما يجري في المنطقة، بناء عليه ما زلنا على نفس القناعات السابقة، والتهديد الاكبر هو الاسرائيلي والاولوية لمواجهة هذا التهديد، ويجب ان نكون يقيظين لما يجري حولنا في داخل الكيان وفي منطقتنا وبلدنا، المنطقة تمر بمرحلة حساسة واعادة صياغة لها، لا احد يستطيع التعاطي مع موضوع لبنان بأنه جزيرة، نحن جزء من هذه المنطقة ودولها، وامننا من امن المنطقة وما يخطط للمنطقة يخطط لبلدنا، نؤثر فيها ونتأثر بها، دائما لبنان كان بلدا يتأثر ولا يؤثر في المنطقة وكان في موضع المنفعل لا في موقع الفاعل، لذلك عندما يخطط شيء للمنطقة لا يستطيعون ان يتجاهلوا دور لبنان بفعل وجود المقاومة والمعادلة الثلاثية الجيش والشعب والمقاومة" .
رقم: 84621