أمنيةُ مُحب
عاشوراء..
نغم الألم الهادر.. سمفونية الجراح..
أغنية الحزن والأنين.. ولحن الدماء..
كربلاء..
يا قلب الحسين المكسور.. يا روح الشهيد المظلوم...يا أنفاس السبي..
سلّمي على كفوف العباس، انزعي سهم عينه، وألقي به بعيداً، علّه يرجع له البصر ليرى العشق الأعمى لسقاء آل محمد..
نادي الرضيع، المسقي بسهم الكفر واللؤم، ناديه لترويه من دموع الأطفال المواسين لبرائته..
اصرخي للمفجوعة رقية.. قدّمي لها كنز الأحلام بدل الرأس المحزوز..
أنظري الى شبيه رسول الرحمة، أطلبي منه العودة لتسقيه كأس زمزم..
أصلحي نعل القاسم، وعودي به الينا، لنزفّه عريس الحرية والإباء..
واسي يُتم سكينة، امسحي عن مقلتيها الدموع، ادعيها لترتشف من أيادينا عذب الماء..
وانظري الى الغريبة ثم الغريبة ثم الغريبة.. أنظري إلى من أبعدوها عن قلوبنا من جديد.. لا تجرحي قلبها وتسألينها عن حالها في الوحشة والوحدة.. فنعرف أنّها عادت من جديد دون كفيل، دون مواسي، دون حامي عن حرمها الشريف.. أرسلي لها عبراتنا علّها تواسيه في هذه الظلمات الموحشة..
وعندما تصلين الى سيد الشهداء.. الى ابن الكرام.. الى الفارس الصبور.. الى الجبل الجبار..
أخبري الرأس عن جنوننا بحبه.. إلتمسي الجفون الدامية..قبّلي النّحر والصّدر.. قولي له أنّنا آسفون لأنّنا لم نحضر في يوم الطفوف لنحمل معه ذلك الحمل الثقيل.. لنرفع سيوفنا في وجه شمر، وحرملة ويزيد.. لنمسح على رأس حميدة وسكينة وفاطمة العليلة..
قودينا كربلاء الى الخيام المحروقة.. لنطفئ نيرانها ونرمي نيران غضبنا على الاعداء..
أخبري السبايا أننا سنسير معهن مسيرة العطاء والفداء..
كربلاء.. يا أرضاً تتجدّد اليوم، بأعداء جدد وظلم جديد، لكن أبناء الحسين والزهراء، يخطّون نهج آل بيت محمد، لأن الأمل بالنصر وفجر المستقبل المشرق بسطوع الحرية آت، آت، آت..
عاشوراء.. يا زمناً مستمراً ويستمر.. ينتظر الفرج.. بظهور القائم المنتظر..
ألفت يعقوب