هي عاشوراء.. 

نداء القلوب المؤمنة،
ورمز الأحرار،
وحلم كل عاشق ذائبٍ في ثنايا الحق المستقيم..
هي قبلة عباد الرحمن.. الباحثين عن محراب لأداء صلاة..
صلاةُ شهادتهم التي توضَّوا لها بدمائهم،
وتكبيرة فدائهم،
وركوع كبريائهم،
وسجود شهواتهم.. 

هي عاشوراء التي تجد فيها:
الكبير والصغير.. القويّ والعليل..
الحر والعبد.. الأبيض والأسود..
تجد فيها:
صغيراً في عمره، كبيراً في عظمة عصمته من وسوسة الشيطان..
وكبيراً في عمره، صغيراً في قدره وخضوعه وذلّه للسطان..
تجد فيها:
حرّاً عبداً، عبداً للمال والجاه والتيجان..
عبداً حرّاً، اختار الموت على الذل والهوان.. 

هي عاشوراء ذلك الإمتحان للقلوب قبل الحرب الدامية والأجسام المسنَّدة..
هي أسطورةٌ دينيةٌ أخرويةٌ ممتدةٌ لتشمل بركاتها كل الأجيال الآتية..

فسلامٌ ألف سلام،
لأبطاهلها الذين لبّوا النداء، بالفداء
وصنعوا النصر، بالصبر
وحققوا الحلم، بالألم
وصلّوا تلك الصلاة..
فهنيئاً لهم.. 

ابراهيم بيلون