كانت الدولة الإسلامية تشمل إيران والعراق وشمال افريقيا بل وحتى اسبانيا، ثم تمزقت إلى ولايات بسبب ضعف السلطة المركزية فيها، وطمع الولاة في الاستقلال بولاياتهم، ولكن بقي التراث الإسلامي في نفوس شعوب تلك الولايات، يجمع شعوبها ويوحدها.
العلاقة بين العرب وإيران مصيرية
تنا
القبس , 30 Jul 2015 ساعة 10:34
كانت الدولة الإسلامية تشمل إيران والعراق وشمال افريقيا بل وحتى اسبانيا، ثم تمزقت إلى ولايات بسبب ضعف السلطة المركزية فيها، وطمع الولاة في الاستقلال بولاياتهم، ولكن بقي التراث الإسلامي في نفوس شعوب تلك الولايات، يجمع شعوبها ويوحدها.
مصطفى الصراف
عندما هجم الغزاة التتار على بغداد والمنطقة العربية هاجر كثير من القبائل العربية واستوطنت بلاد فارس باعتبارها دولة إسلامية، واستقرت هناك واصبحت ضمن شعبها حتى يومنا هذا.
وبعد أن زال خطر الغزاة الوافدين إلى المنطقة، حدثت هجرة مضادة من ايران أو بلاد فارس إلى المنطقة العربية ثانية. فإيران كانت عمقا إسلاميا وعربيا، كما هي اليوم عمق إسلامي داعم للقضية الفلسطينية في مواجهة اسرائيل، حتى جاء الاستعمار الغربي بعد الحرب العالمية الأولى، فقسم البلاد العربية بين الاستعمارين الفرنسي والانكليزي وفقا لاتفاقية سايكس ـ بيكو السرية سنة 1916، ثم تلا ذلك وعد بلفور سنة 1917 كمكافأة للصهاينة لوقوفهم معهم ضد ألمانيا، على الرغم من أن الدويلات العربية هي ايضا وقفت معهم في تلك الحرب، ولكن كان جزاؤها جزاء سنمار.
وقد تم التقسيم والهيمنة على الدول العربية آنذاك، ولم يكن لدى هذه الدول نفط ليطمعوا فيه الأجانب، ولكن طمعهم كان في بسط نفوذهم على هذه المنطقة الاستراتيجية الواقعة في وسط العالم وطرق مواصلاته التي تربط الغرب بالشرق. وهيمنوا أيضا على ايران. وجعلوا ايران في عهد الشاه حليفة لهم وصديقة لاسرائيل، وتشكل معها ذراعي الكماشة للاستعمار الغربي على المنطقة العربية، حتى جاءت الثورة الإسلامية وأطاحت بنظام الشاه وقطعت احدى ذراعي الكماشة الغربية على المنطقة، وبدلا من ان تتقارب الدول العربية مع النظام الجديد في إيران تأثرت بالضغط الغربي الصهيوني في الوقوف ضد الثورة، لاسيما بعد ترويج مفهوم شعار تصدير الثورة ضد التواجد الاستعماري الذي رفعته الثورة، وحولته الميديا الصهيونية الى تصدير للمذهب الشيعي، لاستعداء الأغلبية العربية السنية، وشاع أن الخطر الحقيقي على الأمة العربية هو المذهب الشيعي وليس الخطر الصهيوني الاستعماري، وللأسف ما زال هناك من الناس من تنطلي عليه هذه الدعاية وهذا التبرير الساذج.
ويصطف إلى جانب المستعمر الغربي وإسرائيل لمواجهة ما أطلقوا عليه بالخطر الإيراني، حتى بلغ فيهم الأمر أنهم أصبحوا يتخوفون من التقارب الأميركي مع إيران هذه الأيام، كما لو كانت إسرائيل هي الصديق وإيران هي العدو، بينما يفترض تشجيع إقامة علاقات متوازنة مع إيران عن طريق الحوار والمصالح المتبادلة مادام الغرب قد بدأ بمد جسوره معها، بل تجب إقامة علاقات على أسس مصيرية دائمة مع إيران من واقع الذاتية العربية وليس لأن أميركا اليوم تتقارب مع إيران، فنحن نتبعها في تقاربها وغداً نختلف معها لأن أميركا قد اختلفت معها.
فإيران جزء من المنطقة المستهدفة من الصهيونية العالمية مثلها مثل الدول العربية.
رقم: 199898