فتوى الامام القائد السيد الخامنئي دام ظله التي حرم بها سب امهات المؤمنين و صحابة الرسول , ( ص )، موقفاً حاسما يبنى على القواعد و الاحكام الشرعية الاسلامية في منطلقه ، و يحفظ مصلحة الاسلام في الوحدة ، و يقفل بابا من الابواب التي قد تسلك لاثارة النزاع بين المسلمين
وكالة أنباء التقريب (تنا )
من الاكيد ان الامة الاسلامية هي مستهدفة اليوم من اعدائها في عقيدتها و وجودها و فعاليتها في هذا العالم ، و نكاد نقول اننا قد نكون دخلنا في العصر الذي حذر الرسول محمد (ص ) منه عندما قال "سيكون زمن تتداعى عليكم الامم كما تتداعى الجياع الى القصاع " و هذا يفرض على المسلمين ان لا يعينو عدوهم على انفسهم بتفريق الصفوف ، و ان لا يتنازعوا فيشفلوا و تذهب ريحهم ، و ان التعرض للاخر فيما يحب هو باب من ابواب بذر التفرقة و اضرام نيران الكراهية و الدخول في النزاع و التشتت .
و من جانب آخر يؤكد الاسلام في قواعده الثابتة في القرآن و السنة الشريفة المطهرة ان زوجات النبي هن امهات المؤمنين ، و المؤمن عليه ان يحترم امه و يقدرها فان اخطأت يلفتها الى خطأ و لا يحاسبها عليه ، و ان احترام الرسول يوجب احترام زوجاته اي كان وضعهن و ان انكر تصرف من واحدة او اخرى فليس لمؤمن – و هي بمثابة امه – ان يشتمها او يلعنها و هل يلعن المؤمن امه ؟
اما في القواعد الاخلاقية العامة فالمسلم منهي عن ان يكون شتاما سباباً " لا تكونو قوما سبابيين " و من سب او شتم فانه بفعله يكسب إثماً من غير شك خاصة اذا كان سيؤذي بهذا الفعل النبي (ص) او نساءه – امهات المؤمنين - او من قبل بهم النبي في صحبته ، او بعض المؤمنين الذين تثيرهم الشتيمة و السباب لهذا الشخص او ذاك فيردون بالمثل على من يحب عدواً بغير علم ، او يتنكبون العداوة له و هو بغنى عن الامرين .
و في نتائج السب و اللعن نسأل ، هل ان الله يحتاج لموقفنا وشهادتنا بهذا الشخص او ذاك حتى يقيم العدل في حسابه ،او يمارس الرحمة معه في المقابل ؟ و ماذا سينتج عن السب و الشتم غير بذر العداوة و التفرقة بين المسلمين ؟
لكل هذا نرى بفتوى الامام القائد السيد الخامنئي دام ظله التي حرم بها سب امهات المؤمنين و صحابة الرسول
( ص )، موقفاً حاسما يبنى على القواعد و الاحكام الشرعية الاسلامية في منطلقه ، و يحفظ مصلحة الاسلام في الوحدة ، و يقفل بابا من الابواب التي قد تسلك لاثارة النزاع بين المسلمين ، فضلا عن انه يكذب كل من يفتري على اتباع المذهب الاسلامي الجعفري و يرميهم بافتراء مفاده انهم يشتمون الصحابة و ازواج النبي ما يعني انهم لا يتقيدون بما شرع الاسلام من احترام و حرمة للنبي و من تعلق به . ان في هذه الفتوى الصريحة اقفال باب لنزاع و تسهيل لعمل الساعين من اجل الوحدة الاسلامية من غير شك .
الكاتب : العميد الدكتور امين محمد حطيط