QR codeQR code

فلسطين في دائرة الخطر

بينات , 22 Oct 2010 ساعة 22:29

وكالة أنباء التقريب (تنا) : ألقى سماحة السيد علي فضل الله، خطبتي صلاة الجمعة، من على منبر مسجد الإمامين الحسنين(ع) في حارة حريك، بحضور عدد من الشخصيات العلمائية والسياسية والاجتماعية ، وحشد من المؤمنين، ومما جاء في خطبته السياسية:



تتوالى الهجمة الصهيونيّة العنصريّة على الشّعب الفلسطينيّ، حيث يسقط المزيد من الشّهداء في الغارات الصّهيونيّة المتكرّرة على قطاع غزّة، وحيث يعمد العدوّ إلى اعتقال طفلٍ دهسه مستوطن فور خروجه من المستشفى، وبعد إطلاق سراح المجرم، في عمليّة محاكمةٍ عنصريّةٍ يُبرَّأ فيها القاتل، ويعاقب فيها الضحيّة.

وإلى جانب ذلك، تجري مصلحة السّجون في كيان العدوّ، تدريبات طوارئ حول التصدّي التّنظيميّ لاستيعاب أعدادٍ كبيرةٍ من المعتقلين العرب، عندما تقرّر حكومة العدوّ ترحيلهم من الأراضي المحتلّة في العام ١٩٤٨، ضمن عمليّة ترانسفير محتملة...

أمَّا القدس المحتلَّة، فقد دخلت في دائرة الخطر التَّهديديّ الأكبر الَّذي يستهدفها في المناطق المتاخمة للمسجد الأقصى، حيث يتحضَّر العدوّ لإزالة حيّ البستان، في سياق مخطّطٍ يستهدف الاستيلاء الكامل على بلدة سلوان..

وفي غضون ذلك، يأتي مبعوثٌ دوليّ إلى الضفّة الغربيّة ويذهب آخر، يودّع فلسطينيّو السّلطة "ميتشل"، فيأتي "طوني بلير"، ولا شغل لهؤلاء إلا الضّغط على الفلسطينيّين، حتّى تعود طاحونة المفاوضات المباشرة إلى سابق عهدها، وليأخذ الاستيطان والتّهويد شرعيّةً جديدةً تحت مظلّة المفاوضات، ولتدخل فلسطين في دوّامة الاغتصاب النّهائيّ الممهور بتوقيع من يعتبرونهم أصحاب الشّأن، ومن ورائهم عرب الأنظمة، في ظلِّ عمليَّة تهوينٍ خطيرةٍ يمارسها البعض حيال تصوّراته الذاتيّة لمسألة يهوديّة الكيان، واستعداده لتقديم فلسطين التّاريخيّة على طبقٍ من ذهب إلى الصهاينة الغاصبين.

إنّ الخطورة تكمن في أنّ ذلك كلّه يحصل في ظلّ محاولاتٍ جاريةٍ لإلغاء الذّاكرة أو كيّها لمصلحة العدوّ، حتى تتناسى الشّعوب العربيّة والإسلاميّة أنّ المشكلة في المنطقة كلّها بدأت مع إنشاء الكيان الصهيونيّ واغتصاب فلسطين، وحتى يستمرّ الحديث عن السلاح والمقاومة، وعن إيران، من دون أن يسأل أحد عن السّبب في وجود هذا السّلاح، أو أن يشير إلى الاحتلال الذي هو مصيبة المصائب ومأساة المآسي.

انحياز الأمم المتّحدة للعدوّ

أمَّا الأمين العام للأمم المتَّحدة، فقد خرج مجدَّداً عن طوره، وقدَّم للشّعوب العربيَّة والإسلاميَّة صورةً عن مسؤولٍ دوليٍّ لا يتصرَّف وفق ميثاق المنظَّمة الدَّوليَّة، فهو لا يرى في الاستيطان "ظاهرةً خطيرةً"، ولكنَّه يرى في المقاومة هذه الظَّاهرة، وهو لا يعتبر أنَّ الاحتلال هو المشكلة، بل يرى أنَّ المشكلة تكمن فيمن يستعدُّ لردع عدوان هذا الاحتلال، ولذلك فهو يكرِّر في تقريره الجديد حديث المسؤولين الصّهاينة عن "التّرسانة العسكريّة الكبيرة" للمقاومة، والّتي يزعم أنّها "تخلق مناخاً من التّخويف، وتمثّل تحدياً أساسياً لسلامة المدنيّين اللّبنانيّين"، كما قال، من دون أن يرى في ترسانة الأسلحة الصّهيونيّة النوويّة، وكذلك في طائرات العدوّ التي تنتهك السيادة اللبنانية يوميّاً، خطراً محدقاً باللّبنانيّين وبسلامهم وأمنهم، وكأنّ هذا التّحريض الدّوليّ على المقاومة، هو بمثابة مضبطة اتهامٍ أخرى تُضاف إلى المحاكم الدّوليّة، حتى يأخذ العدوّ شرعيّةً دوليّةً في أيّ عدوانٍ جديدٍ على لبنان..

خطر الزّيارات الأمريكيَّة للبنان

إنّ على اللّبنانيّين أن يدركوا حجم الخطورة في هذا الخطاب الدّوليّ الّذي يلبس لبوس الحرص على لبنان، ولكنّه يُقدّم أوراق الاعتماد الدَّوليَّة لعدوانٍ صهيونيّ قد يحصل عندما يشعر العدو بأنَّ هناك تراخياً قد حصل في السَّاحة الداخليَّة، أو أنّ هذه السّاحة قد سقطت في فخّ الفتنة القاتلة.

كما أنّ على اللّبنانيّين أن يستشعروا الخطر في زيارات المسؤولين الأميركيّين للبنان، وآخرها زيارة "فيلتمان" الّتي مثّلت عدواناً غير مباشر على وحدتهم الدّاخليَّة، من حيث إنَّها عملت على تطويق المساعي السّوريَّة والسّعوديَّة لوأد الفتنة في لبنان، ولأنَّها حاولت صبّ الزّيت على النار في الخطاب السياسيّ الانفعاليّ الّذي أُريد له أن يلتفّ على كلّ مساعي الخير، ومحاولات توحيد رؤية اللّبنانيّين حيال ما يُحاك لهم جميعاً على مستوى اللّعبة الدّوليّة، ومن خلال العناوين الّتي تتّصل بالقضاء الدّوليّ.

إننا في الوقت الذي نحذّر من خطورة استجابة بعض اللّبنانيّين لمطالب الإدارة الأميركيّة التي أثبتت أنّها ليست حريصةً على حقوق الفلسطينيّين ولا على سيادة لبنان، وأنّها لا تنظر إلى المنطقة إلا من زاوية الأمن الصّهيونيّ.. نرى في الحركة السّوريّة ـ السعوديّة، نافذة أملٍ حقيقيّة لتجاوز الوضع الصّعب الّذي يعيشه البلد، وخصوصاً القلق الّذي يساور اللّبنانيّين حيال المخطّطات الدولية الساعية لإثارة الفتنة.

ولذلك، فإننا ندعو الأطراف الداخليّين إلى ملاقاة هذه الحركة لتجنيب البلد أية توتراتٍ أو انقساماتٍ حادّة، كما ندعو الأطراف الإقليميّين المعنيّين بالوضع اللّبنانيّ، إلى دعم هذه الحركة، وعدم وضع العصيّ في دواليبها نزولاً عند الرَّغبة الأميركيَّة. 


رقم: 29036

رابط العنوان :
https://www.taghribnews.com/ar/note/29036/فلسطين-في-دائرة-الخطر

وكالة أنباء التقريب (TNA)
  https://www.taghribnews.com