اليوم يواجه المسلمون ما هو أخطر من الروم في ذلك الزمن الخطر الأمريكي الخطر الصهيوني بنفسه وبما معه من أذرع وأيادٍ إجرامية وعملاء يتحركون معه من أبناء الأمة.
المحاضرة الخامسة للسيد عبدالملك بدرالدين الحوثي بمناسبة الهجرة النبوية 1440ه
الحوثي يدعو الى استنفار المسلمين في مواجهة التحديات والأخطار
تنا
16 Sep 2018 ساعة 11:35
اليوم يواجه المسلمون ما هو أخطر من الروم في ذلك الزمن الخطر الأمريكي الخطر الصهيوني بنفسه وبما معه من أذرع وأيادٍ إجرامية وعملاء يتحركون معه من أبناء الأمة.
و هذة مقتطفات من المحاضرة الخامسة للسيد عبدالملك بدرالدين الحوثي بمناسبة الهجرة النبوية 1440:
الحديث عن ذكرى استشهاد الإمام الحسين عليه السلام عن نهضته وجهاده وما عاناه وعن تضحيته وعن أسباب ما حدث في عاشوراء.
ان حركة الرسول صلوات الله عليه وعلى آله فيما كان بارزا وواضحا وظاهرا وبيننا فيما يتعلق بتلك المعالم الأساسية ومنها ما يتعلق بالمسؤولية بالجهاد عندما نرى أنفسنا والكثير منا يعيش في واقع حالة التنصل التام عن المسؤولية وكأننا أمة لسنا معنيين بشيء وليس علينا أي مسؤولية تجاه ما نعانيه في واقعنا من ظلم ومن معاناة ومن استهداف وما نواجهه من تحديات وأخطار وما تعانيه الأمة هنا أو هناك كثير من أبناء الأمة يرى نفسه غير معني بشيء فئة واسعة من هذه الأمة تنظر هذه النظرة السلبية والخاطئة حينما نعود كما قلنا بالأمس إلى سورة واحدة من سور القرآن الكريم هي سورة التوبة كيف هو الاستنفار للمسلمين في مواجهة التحديات والأخطار الرسول واجه الروم كخطر يهدد الدولة الإسلامية والمجتمع الإسلامي وتحرك وأتت الكثير من الآيات لاستنهاض المسلمين.
اليوم يواجه المسلمون ما هو أخطر من الروم في ذلك الزمن الخطر الأمريكي الخطر الصهيوني بنفسه وبما معه من أذرع وأيادٍ إجرامية وعملاء يتحركون معه من أبناء الأمة.
في مواجهة هذا الخطر هل من الصحيح أن نتجه إلى السكوت والجمود والاستسلام والخنوع والتجاهل لهذا الخطر أم أن القرآن الكريم يربينا كمسلمين على أن نحمل الشعور بالمسؤولية وأن نستشعر المسؤولية على نحو عظيم على نحو لا مثيل له أبدا، لو اتجهنا إلى القرآن الكريم هذا الاتجاه الإيجابي بالتفهم والتأمل والتقبل والاهتداء بآيات الله والحذر من الإعراض عن القرآن ونصوصه لاتجهنا في هذه الحياة بكل جدية ولكنا فعالين ومهتمين ونشطين ومتحركين في تحمل المسؤولية وفي التصدي لكل هذه الأخطار ولما كانت ظاهرة الجمود هي الظاهرة الغالبة والمتحكمة والمسيطرة في كثير من أبناء الأمة.
الله سبحانه وتعالى حينما قال في كتابه الكريم (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انفِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الْأَرْضِ ۚ أَرَضِيتُم بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الْآخِرَةِ ۚ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا قَلِيلٌ (38) إِلَّا تَنفِرُوا يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا وَيَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ وَلَا تَضُرُّوهُ شَيْئًا ۗ وَاللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) هذه التربية في النص القرآني هل الاستنهاض يحيي فينا روح المسؤولية والاستشعار للمسؤولية والتربية على التحمل للمسؤولية فننظر إلى أهمية المسؤولية فوق كل أهمية فوق أهمية حتى على الحفاظ على هذه الحياة حتى الحرص على أن تبقى سليما بعيدا عن الأخطار أن لا تدفع ثمن التحمل للمسؤولية حتى لو كان الشهادة في سبيل الله لأنك تنظر أن قيمة المسؤولية حتى فوق قيمة وجودك في هذه الحياة وأن وجودك في هذه الحياة وسلامتك من احتمال القتل أو الجرح أو الضرر نتيجة تحملك للمسؤولية أن هذه الوجود الذي عطلت فيه جانب المسؤولية لا قيمة له أبدا لا قيمة له نهائيا لأنه سيحول إلى وجود ذلة استسلام استباحة للعدو وقد تخسر في نهاية المطاف حياتك وتخسر كل شيء ومن دون مقابل من دون أثر من دون فائدة من دون أي نتيجة والنتيجة هي أيضا هي أن تخسر مستقبلك في الآخرة إذا اتجهت لتعطيل المسؤولية وتنصلت عن هذه المسؤولية وفررت منها وتهربت منها بهدف الحفاظ على وجودك في هذه الحياة لأنك تخشى الشهادة حينها أنت تخسر مستقبلك الأبدي حياتك السعيدة للدائم والأبد أنت تخسر آخرتك أنت بهدف الحفاظ على هذه الحياة الدنيا تخسر آخرتك والإنسان يربى في القرآن أن يعطي أهمية قبل كل شيء لحساب مستقبله الدائم عند الله سبحانه وتعالى ثم أنت مهدد بالوعيد الإلهي (إلا تنفروا يعذبكم عذابا أليما) وهذا العذاب في الدنيا قبل الآخرة وما تخشاه من الناس فعطلت به مسؤوليتك وعصيت الله أنت تعرض نفسك لما هو أخطر منه وهو عذاب الله سبحانه وتعالى إذا كنت تخشى عذاب الناس إذا كنت تخشى ما يحدث من جانبهم من ضرهم من شرهم فتتنصل عن المسؤولية وتعصي الله سبحانه وتعالى وتخالف توجيهه وترمي بتوجيهه عرض الحائط وتتجاهل أوامره من أجل أولئك الطواغيت والمجرمين فأنت هنا تسبب لنفسك سخط الله وعذاب الله وهو يتوعدك بالعذاب والله أحق أن تخشاه لذلك يقول الله في آية أخرى (أَتَخْشَوْنَهُمْ ۚ فَاللَّهُ أَحَقُّ أَن تَخْشَوْهُ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ) (فَلَا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ) عندما نأتي إلى نص آخر في القرآن الكريم وهو يربينا على أن نكون في وعينا وإدراكنا لقيمة التحمل للمسؤولية وما له من نتائج وآثار مهمة وعظيمة في الدنيا والآخرة إلى درجة أن نحب هذه المسؤولية، أن نتعلق بها أن نتجه فيها بكل رغبة بكل انشداد نفسي ووجداني، يقول الله سبحانه وتعالى: (قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّىٰ يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ ۗ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ) هذه الآية تتضمن موضوعاً مهماً جداً، هي تدلنا تعرّفنا تبيّن لنا كيف يجب أن نصل في مستوى وعينا بأهمية القيام بالمسؤولية والنهوض بالمسؤولية هذه المسؤولية بحساب أنها تقربنا من الله وهذا موضوع مهم عند كل إنسان مؤمن، كل إنسان مؤمن يهمه كل عمل يحظى من خلاله بمرضاة الله يقربه إلى الله سبحانه وتعالى، أضف إلى ذلك أن لها أهمية كبيرة في واقع الحياة، الأمة إذا كانت أمة متحركة تواجه الأخطار والتحديات تتحمل المسؤولية وتجاهد، تجاهد والجهاد في سبيل الله ليس عملاً عدوانياً إجرامياً على نحو ماعليه القوى التكفيرية، لا، هو عمل تتحرك به الأمة لتدافع به عن نفسها، عن مبادئها عن كرامتها عن حريتها عن استقلالها عن أرضها عن عرضها، هو التحرك الذي تتحرك به لتواجه التحديات والأخطار الآتية أصلاً من قوى الشر من قوى الإجرام من قوى الطاغوت، من قوى الطغيان التي تبتدئ هي بعدوانها وتتجه إلى الناس ابتداءً بشرها، تتجه الأمة حتى تتمكن من أن تحوط عن نفسها وتحافظ على عزتها واستقلالها وكرامتها وتدفع عن نفسها ذلك الخطر، تنطلق بهذه الفريضة بهذه المسؤولية بآدابها بمبادئها بقيمها بأخلاقها بتشريعات الله فيها، هذا هو الجهاد في سبيل الله، ليس معناه دفاع عن الله سبحانه وتعالى، لا، الله غني عن العالمين وغني عن عباده، بإمكانه أن يسلب أولئك حياتهم كل قوى الطاغوت والإجرام كل المجرمين والمضلين والفاسدين وكل قوى الإجرام يمكن أن يسلب منها حياتها في طرفة عين يمكن أن يسلّط عليها جراثيم لا تُرى بالعين المجردة فتفتك بها وتقضي عليها، يمكن أن يفعل بهم أي شيء، نحن من نستفيد من الجهاد أن يمثّل وسيلة دفع للأخطار تلك، للشر من قوى الشر إلى آخره.
فإذاً النص القرآني: (قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ) كل من تربطنا بهم أواصر القرابة، هذه الأواصر والروابط الإنسانية وهم أغلى الناس عندنا، والأحب إلى قلوبنا وأنفسنا، ثم بقية الإمكانات المادية، أهم ما ترتبط به في هذه الحياة في محيطك بكله، أقربائك مالك منزلك كل هذه لا ينبغي أن تكون أحب إليك لا من الله وبالتالي في الاستجابة لله أنت تستجيب لله سبحانه وتعالى وتجعل استجابتك لله فوق كل اعتبار آخر ولا أحب إليك من رسوله ولا أحب إليك من الجهاد في سبيله، أمة يفترض فيها بتربية القرآن أن يكون الجهاد في سبيل الله أحب إليها أحب، تحول علاقة محبة كيف تتحول إلى علاقة محبة تفوق الحب لأي شيء آخر في هذه الحياة، عند إدراك قيمة المسؤولية أهمية المسؤولية ثمرة المسؤولية في علاقتنا بالله سبحانه وتعالى وفي القرب من الله وفي المنزلة عند الله والأثر في واقع هذه الحياة، هذه المسؤولية التي إن عُطلّت نتج عن تعطيلها أن تمتلئ حياتنا بالظلم والهوان والذل والقهر والمسكنة وأن تتحول حياتنا هذه إلى جحيم أن تتحول بيئة مفتوحة لتلعبات وإجرام قوى الطغيان والإجرام والظلمة والمفسدين.
إدراك قيمة هذه المسؤولية فيما يترتب عليها من نتائج في الدنيا وفيما لها من نتائج في الآخرة أيضاً، ما نكسبه في آخرتنا في ما وعدنا الله به من رضوانه من الفوز بالقرب منه من الكرامة عنده والزلفى لديه، من الجنة التي عرضها السماوات والأرض، بل حتى ماوعد به الشهداء أن يمنحهم حياةً سعيدةً بالعاجل حتى قبل يوم القيامة إلى حين قيام الساعة، وهكذا يُفترض في واقعنا هذا الذي نعيشه أن الله فيما تحدث به وهو حديث واسع في كتابه الكريم يحبب إلينا القيام بهذه المسؤولية فنتجه فيها برغبة، ندرك جدوائيتها أهميتها الحاجة الملحّة والماسّة إليها فنتعلّق بها هذا التعلّق فتكون أحب إلينا حتى من الآباء والأبناء والإخوة والزوجة والعشيرة والمسكن والتجارة إلى آخرة.
هناك نص أيضاً في القرآن الكريم يبين لنا كيف يجب أن نكون في واقعنا كأمة تدرك أن عليها مسؤولية في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، عندما يقول الله سبحانه وتعالى: (وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) المؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض، بينهم هذه الرابطة التي يتحركون فيها كأمة واحدة متآلفة متعاونة، تتحرك للنهوض بهذه المسؤولية، يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر، ولا يتحولون هم إلى ساحة مفتوحة أمام قوى المنكر والشر والإجرام والطغيان لتفعل في ساحتهم ما تشاء وتريد، مسؤولية أساسية، تعطيل هذه المسؤولية يحول الساحة إلى ساحة مليئة بالمنكرات، والمنكرات ماهي؟ هل هي أشياء عادية، أشياء طبيعية، أم هي كوارث ونكبات، أم هي ذات أثر سلبي جداً في واقع الحياة في تفكيك المجتمع، في الفتك به في إلحاق أبلغ الضرر به في اقتصاده في أمنه في استقراره، المنكرات منها ما نفقد بسببه أمننا، منها ما يفكك مجتمعاتنا، منها ما يؤثر على اقتصادنا، كل المنكرات هي تمس بالناس في حياتهم، ليست المسألة فقط تؤثر علينا لعالم الآخرة تسبب لنا آثام هناك في الآخرة، هذا يحصل، ولكن لها آثار وأضرار تتجه إلى واقع الحياة، في الجانب الأمني في جانب الأمن والاستقرار في الجانب الاقتصادي في الاستقرار الاجتماعي، الاستقرار السياسي الاستقرار في كل شؤون وواقع الحياة.
فإذاً يمكننا أن ندرك أنه حصل انحراف كبير في واقع الأمة، عطّل في هذا الواقع المعالم الأساسية والمبادئ الرئيسية التي تُصلح واقع الحياة وتحمي الأمة، تحمي الأمة من الظلم تحمي الأمة من الطغيان، تحتوي كل الظواهر السلبية وتقلّص منها وتحد من أن تكون هي الحالات المسيطرة في الواقع العام، لأنه وللأسف بدلاً من أن تكون في عصر النبي (صلوات الله عليه وعلى آله) مجرد ظواهر تظهر هنا أو هناك في الساحة ثم تُحارب وتُحتوى ويتم السيطرة عليها ولا تصل إلى درجة التعطيل لمسيرة الأمة في نهاية المطاف ومنذ أن حكم بنو أمية وتحكموا بالأمة تمكنوا من العمل على حذف وشطب تلك المعالم من الساحة الإسلامية وبرزت تلك السلبيات البديلة، تلك البدائل عن تلك المعالم، بدائل ظلامية بدائل خطيرة جداً لتتحول هي إلى حالة مسيطرة في الساحة الإسلامية وحاكمة في الساحة الإسلامية ومتحكمة بالساحة الإسلامية ومؤثرة على المجتمع المسلم فأوصلته إلى ما وصل إليه، وطبعاً في مسيرة الأمة بكلها بقي هناك خط يمثل الامتداد الأصيل للمنهج الإلهي لحركة الرسول (صلوات الله عليه وعلى آله) متمثلاً بالإمام علي عليه السلام متمثلاً بالإمام الحسن عليه السلام متمثلاً بالإمام الحسين عليه السلام متمثلاً بأهل البيت والصالحين من أبناء هذه الأمة عبر التاريخ، لكنه كان مساراً محارباً، حفظ للحق وجوده وحفظ للحق امتداده في الأمة جيلاً بعد جيل، ولكن الطرف الآخر سيطر من موقع السلطة من موقع القرار في الأمة، من موقع السيطرة على هذه الأمة في مواردها وإمكاناتها فكان له نتائج سلبية جداً لها أبلغ الضرر ولها الأثر السلبي جداً في واقع الأمة هو الذي نراه اليوم فيما نراه من مظلومية كبيرة على شعوبنا المظلومة ومعاناة بكل أشكال المعاناة، فندرك أن تحركنا لإحياء تلك المعالم البارزة والأساسية في حركة الرسول والقرآن وفي امتدادها الأصيل المعبّر عنها في أخيار هذه الأمة عبر التاريخ هو تحركٌ ضروريٌ لنواجه ما نواجهه وما نعاني منه من أخطار وتحديات تمس بحياتنا وواقعنا وشؤوننا بشكلٍ مباشر في الوضع الاقتصادي في الوضع الأمني في الوضع السياسي في الواقع الاجتماعي في كل مجالات الحياة.
/110
رقم: 359522