الامام الرضا عليه السلام ، هو ثامن الائمة الاثني عشر الذين نص عليهم النبي الاکرم صلي الله عليه واله وسلم : علي بن موسي ، بن جعفر ، بن محمد ، بن علي ، بن الحسين ، بن علي ، بن ابي طالب صلوات الله عليهم اجمعين .
کلمات قدسية في ذکرى شهادة عالم آل محمد الامام الرضا عليه السلام
وكالة أنباء التقريب (تنا)
اريب , 4 Feb 2011 ساعة 0:50
الامام الرضا عليه السلام ، هو ثامن الائمة الاثني عشر الذين نص عليهم النبي الاکرم صلي الله عليه واله وسلم : علي بن موسي ، بن جعفر ، بن محمد ، بن علي ، بن الحسين ، بن علي ، بن ابي طالب صلوات الله عليهم اجمعين .
عاصر الامام علي بن موسي الرضا عليه السلام عهد الخليفة العباسة هارون الرشيد عشر سنوات ثم ابنه الامين ثم المامون وقد اتسمت تلک الفترة بالقسوة والظلم والارهاب وممارسة اسوا انواع التنکيل والتعذيب والقتل بحق ابناء اهل البيت عليهم السلام .
عاش الامام الرضا (ع) المرحلة الصعبة التي مر بها والده الامام الکاظم (ع) ، ولما استشهد ابوه عليه السلام وانتهت الامامة اليه ،
فقد جاء ان الرشيد قال ليحيي بن خالد البرمکي ، حين حرضه الاخير علي الامام الرضا (ع) : ( يکفينا ما صنعناه بأبيه ) .
ومع ذلک فان الامام الرضا (ع) لم يکن ليحيى بعيدا عن الصراع العلوي مع العباسيين دون ان يصيبه الاذى وتحل به الکروب والمحن . ان تردي الاوضاع السياسية قد انعکس على طبقات الامة کافة ، فلم يسلم منه احد سواء العامة والجمهور او قادة الرأي وأقطاب المجتمع والعلماء ، لذا کان الرأي العام قد اتجه بشکل قوي نحو اهل البيت عليهم السلام ، حيث ان قادة اهل البيت وائمتهم امثال الصادق والکاظم والرضا عليهم السلام کانوا هم المفزع للامة وملجأ الاستغاثة .
وقد اشتد هذا الميل لاهل البيت والتعاطف معهم وبلغ شانه ايام الامام علي بن موسى الرضا عليه السلام فکانت الثورات العلوية تتفجر وجماهير الامة وبعض الوزراء يميلون لاهل البيت ، والدولة العباسية تمر بمرحلة صراع داخلي حاد بين الامين والمأمون ، وشخصية الامام الرضا(ع) تقوى وتترکز باعتباره الامام من اهل البيت والانظار تتجه نحوه والقلوب تهفو اليه .
بعد ان انتصر المأمون على اخيه الامين وتسلم السلطة واجه ثورات متتالية قادها العلويون ، فالسياسة العباسية وظروف المطاردة والاضطهاد کانت تدفعهم الى التحرک المسلح واعلان الثورة والدفاع عن الحق بقوة .
کان المامون يحمل نفس الرأي الذي يحمله آباؤه عن ائمة اهل البيت عليهم السلام ، فقد عاش المأمون وضعا مضطربا ، عاش صراعا مريرا بينه وبين اخيه الامين وعاش ثورات وانتفاضات علوية في طول البلاد وعرضها . لم يجد المأمون من المناسب استعمال العنف والتصدي للامام الرضا عليه السلام بنفس الوسائل التي تصدى بها الرشيد للامام موسى الکاظم عليه السلام ، فقد انتهى الى نتيجة سياسية لم يجد مناصا منها ، وهي مهادنة العلويين والاعتراف لهم بحق الولاية لامتصاص النقمة واقناع الراي العام بالاعتدال وکسب الانصار .
فأخترع المأمون مشروعا سياسيا لتطويق الامام الرضا عليه السلام وهو المبايعة له بالخلافة وولاية العهد من بعد المأمون باعتباره الامام من اهل بيت النبوة عليهم السلام والقائد البارز والسيد العالم في عصره .
وکان الامام الرضا عليه السلام يدرک الخطة السياسية للمامون واهدافه غير المعلنة ، فرفض ماعرضه المأمون عدة مرات إلا انه اضطر لقبوله بعد أن هدده المأمون بشکل صريح وواضح بالقتل . وکان الامام عليه السلام يعرف ما تؤول اليه الامور وينتهي اليه تفکير المامون واوضح ذلک لخاصته .
واضطر الامام عليه السلام تحت التهديد لقبول البيعة ، ولکي لايتحمل شيئا من تبعات الحکم فانه اشترط القبول الرمزي دون التدخل في شيء .. او حتى تحمل اية مسؤولية في الدولة .
فالمأمون ليس ذلک الشخص الذي کان زاهدا في الملک والسلطة فقد قتل اخاه الامين من اجلها وقتل من خدموه وخدموا سلطة ابيه الرشيد امثال طاهر بن الحسين والفضل بن سهل واخرين ممن ساهموا في تنفيذ خطط المأمون وتثبيت دعائم وقواعد سلطته . فکان طبيعيا ان يلقى الامام الرضا عليه السلام مثل هذه المعاملة وهو من اکثر الناس خطرا واشدهم
فاعلية في مجرى حوادث المرحلة السياسية التي عاشها يضاف الى ذلک ماکان للصراع والوشايات والوقيعة التي کانت تمارسها الحواشي وضغوط رجالات بني العباس ضد اهل البيت عليه السلام .
ومن الاسباب التي دعت المامون الى اغتيال الامام انه لم يحصل على ما اراد من توليته للعهد ، فقد حدثت له فتنة جديدة وهي تمرد العباسيين عليه ومحاولتهم القضاء عليه . لذلک فان التاريخ يحدثنا ان المامون قد دسم السم الى بعض طعام الامام الرضا عليه السلام ( في عنب او رمان ) فاغتاله .
وقد أحس المأمون في نفسه خطورة الحدث وفداحة المصاب ، وخاف تحسس العلويين وجماهير الامة وانقلاب الرأي العام وتحرَکهم ضده واتهامه بقتل الامام عليه السلام . لذلک کتم المامون خبر استشهاد الامام عليه السلام يوما وليلة ، ثم استدعى محمد بن جعفر الصادق - عم الامام الرضا - وجماعة من آل أبي طالب ، فلما احضرهم عرض عليهم جسد الامام واکد لهم زورا ، انه مات موتا طبيعيا .
ويذکر المؤرخون ان الناس اتجهوا الى اتهام المأمون وقالوا : لقد قتل واغتال ابن رسول الله (ص) . وکثر اللغط والضجيج بين الناس ، وهم يجتمعون حول البيت الذي فيه الجثمان ، فخاف المأمون هياج الرأي العام وتحرَک الناس ،فطلب من عمَ الامام ( محمد بن جعفر) ان يخرج الى الجماهير المحتشدة ويصرفها الى وقت آخر ، حيث أجل تشييع الجثمان الطاهر وعندما تفرق الناس ، وعندما ارخى الليل سدوله ،غسله الامام محمد الجواد الذي کان قد قدم من المدينة ، وصلى عليه ودفنه .
وهکذا رحل الامام ابو الحسن الرضا عليه السلام وهو يردد کلام الله وينطق بآخر کلمة في حياته : ( قل لوکنتم في بيوتکم لبرز الذين کتب عليهم القتل الى مضاجعهم ) .
آل عمران اية - ١٥٤ - .
وقد رثاه دعبل الخزاعي قائلاً : .
ارى امية معذورين ان قتلوا *** ولا ارى لبني العباس من عذر .
اربِع بطوس على قبر الزكي به *** ان كنت تربع من دين على خطر .
قبران في طوس خير الناس كلّهم *** وقبر شرهم هذا من العبر .
ماينفع الرجس من قرب الزكي وما *** على الزكي بقرب الرجس من ضرر .
- عيون اخبار الشيعة - .
وکانت شهادته عليه السلام في اليوم الاخير من شهر صفر سنة ٢٠٣ بمدينة طوس التي دفن فيها ، وتعرف اليوم بمدينة مشهد المقدسة .
ولقد وُضع عليه ضريح يزهو بهاءً وجلالاً، تعلوه قبّة ذهبيّة تشعّ نوراً وعزّاً وسموّاً. ويتوافد على روضته الشريفة ملايين المسلمين كلّ عام، يقصدونه من مشارق الأرض ومغاربها، ساكبين عند عتبته المقدّسة دموع الولاء، ومجدّدين معه العهد، وعاقدين عنده ميثاق الولاية.
اللهم صلَ على علي بن موسى الرضا المرتضى الامام التقي النقي وحجتک على من فوق الارض ومن تحت الثرى الصديق الشهيد صلوة کثيرة تامة زاکية متواصلة متواترة مترادفة کافضل ماصليت على احد من اوليائک .
رقم: 38842