كتب الباحث العراقي، محمد عبد الجبار الخاقاني مقالاً تناول فيه العقوبات الأمريكية احادية الجانب ضد الجمهورية الإسلامية

وجاء في المقال:
بعد مجيء ادارة ترامب للسلطة اصبح واضحا للعيان التغير في السياسة الخارجية للولايات الَمتحدة الامريكية عبر سلسلة من الخطوات التي اقدمت عليها تلك الادارة الجديدة التي خلفت الادارة السابقة المتمثلة بحكم الديمقراطيين، ولذا نرى بإن ادارة الرئيس ترامب اعتمدت اسلوب التصعيد مع ايران على العكس من اسلوب ادارة اوباما وسعيها لتوقيع اتفاق نووي معها وبالفعل تمخضت المفاوضات عن الاتفاق النووي في عام٢٠١٥ ولكن مع تصاعد الحملات الانتخابية في الولايات المتحدة،اعلن ترامب عن نيته احداث تغيير في شكل الاتفاق النووي عن طريق تعديل بنوده التي لا تلائم دولة بحجم الولايات المتحدة، كأحد وعوده الانتخابية وانه سيعمل على ترجمتها بشكل واقعي اذا ما ظفر بالرئاسة، وبالفعل فاز ترامب على منافسته الديمقراطية هيلاري كلينتون وعمل على الغاء الاتفاق النووي وبالتالي اخذ ترامب يضيق الخناق على ايران بفرضه عقوبات اقتصادية على تصدير النفط الايراني والسعي إلى تصفيره في محاولة منه لمعاقبتها وفرض العزلة الدولية عليها.

ومع تزايد الضغوطات الامريكية على ايران بشأن ادعاءاتها المتكررة بإتهام ايران بالتدخل في اكثر من دولة عربية وما نجم عنه من تهديدات مباشرة لأمن وسيادة المنطقة برمتها، نجد بإن تهديدات الجانب الامريكي اخذة بالتصاعد سيما مع استهداف ناقلات النفط قبالة ساحل عمان وكذلك اسقاط طائرة الاستطلاع الامريكية من قبل سلاح الجو الايراني. 

ان التوتر في المنطقة لا يخدم أي طرف، فإذا ما نشبت حرب امريكية ايرانية فإنها ستكون مُدمرة لتداخل المصالح فيها. 
امريكا تعول على الضغوطات الاقتصادية التي من شأنها ان تزيد من عبء الحياة داخل ايران وبالجانب الاخر ترى ايران انها اقوى من اي وقت مضى ازاء الوقوف بوجه العقوبات والحصار الامريكي المستمر منذ قرابة٤٠ سنة اي منذ اعلان الجمهورية الاسلامية والقضاء على حكم بهلوي عام ١٩٧٩ وبالتالي فهي تعد المسألة طبيعية جدا في ظل استمرار الغطرسة الامريكية تجاهها وان المستفيد الوحيد من تصاعد الامور في المنطقة هو الكيان الصهيوني الذي يعمل بكل جهده ان يوظف توجهات ادارة ترامب لصالحه ويزيد من فرص الحرب. 
الباحث السياسي، محمد الخاقاني.