يا كربــــلاءُ بـــأيِّ ريــــحٍ أبـحرُ *** وبأيّ مـــــــــــوتٍ أو دمٍ أتعفّرُ
ما زلت أرســــمُ في السماءِ نوافذاً *** وأطلّ منها مقلةً لا تنــــــــــظرُ
وركضتُ فـوق الرملِ طفلَ بلاغةٍ *** فعسى تؤجّـــلني السيوفُ فأكبرُ
وعسى أُصلّـي فوق صـوتِ بكائِه *** لا شيءَ يقرأُ دمعـةً تتــــــــحدر
هل عدت مـن حربٍ تخبّـــئُ لعنةً *** أزرعْتَ قلباً أبيـــــضاً لا يشعرُ
في كلّ ريـحٍ يولدون فـــــــــــيافياً *** يتقمّصـون غيابَهم أنْ يحضروا
هم كربـلاءُ، نمتْ على أوجاعِـهم *** أغصانُها ، والحـــزنُ فيها مثمرُ
هم أيقنـوا بالحبّ حين تفرّســـــوا *** وجــــــهَ النبيّ بوجهِه فتحرّروا
قالوا لصوت الماءِ حين تضوّرت *** أفواهُهم عـــطشاً بأنـــّــهم روُوا
لم يمنعوا ماعونَهم يــــــــوماً وما *** جاعتْ قصائدُ حبِّهم أو قصّروا
همُ والحسيــــــنُ وكربلاءُ ورابعٌ *** ساقَ الدماءَ على الدماءِ فكبّروا
أحمد الخيال
/110