الداعية السوداني: قضية فلسطين قضية تتصل بمقدساتنا، وتتصل بأمرٍ ليس محل مساومة في الأمة
وأوضح البشير في تصريحات سابقة على أنَّ الحالمين بأنْ تحل قضية السودان من خلال التطبيع فلن ينالوا خيراً، مشيراً إلى أنَّ كل الذين هرولوا للتطبيع مع الكيان الإسرائيلي في أوسلو وغيرها لم يجنوا شيئاً من وراء ذلك المسار واعمالهم ومساعيهم كانت "كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاءً حَتَّىٰ إِذَا جَاءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئًا، وكـ"َرَمَادٍ اشْتَدَّتْ بِهِ الرِّيحُ فِي يَوْمٍ عَاصِفٍ"، مشبهاً التطبيع مثل الأُكُل الخَمْطٍ (أي مثل الأراك لا يغني ولا يسمن من جوع).
وأضاف: يتناول الإعلام في هذه الأيام قضية كتبت فيها بعض المقالات فيما يتصل بالتطبيع مع الكيان الصهيوني، وقد نَسيَّ هؤلاء الذين قد كتبوا أنه بفضل الله تعالى من الأمور المستقرة في هذه المجتمع دولةً وشعباً منذ استقلالنا على ثبات هذه الموقف من فلسطين وقضاياها، وأن قضية فلسطين قضية تتصل بمقدساتنا، وتتصل بأمرٍ ليس محل مساومة في الأمة"، مشدداً على "فلسطين وقضاياها ستظل حيةً وقضية مبدئية يعض الناس عليها بالنواجذ ويبذلون من أجلها الغالي والنفيس وتقدم لأجلها الأرواح والمُهج".
وتابع: الذين يلتمسون الحل للمشكلة الاقتصادية علينا أن نقول لهم: إننا أحوج ما نكون للتطبيع مع مجتمعنا، وأنْ نحسن أمورنا من خلال الحلول الناجزة، وحسن التدبير لقضيانا، ومن خلال حُسن التوظيف الأمثل لمواردنا ومقدراتنا لنعالج أزماتنا من وقود ونقود تتعطل في المصارف، وخبز ونحو ذلك، مشيراً إلى أنَّ الأمة قادرة على أنْ تحل قضاياها بما تملك من مقدرات.
وزاد: فلسطين وقضاياها من المسلمات المستقرة شرعاً والمستقرة واقعاً وسياسةً، ونحسب ان الذين يقفون بصدور عارية، وقتلوا، وشردوا، وسالت دمائهم وقطعت أوصالهم والقدس تتعرض للتهويد، لا أقل ان يكون الموقف المؤازر المناصر المتضامن أصيلاً مبدئياً تجاههم، وهو ما عليه أهل السودان بمختلف اطيافهم ومجتمع في خندق مع اخوتهم.
وشدَّد الداعية السوداني على أهمية أن تبقى معنويات الأمة حاضرة، وأنْ لا يتطرق أي ضعف أو هزيمة إزاء الموقف من فلسطين، قائلاً: وإن عجرت الأمة بسبب تفرقها وتشظيها وهوانها على نفسها وعلى العالمين فلا أقل من أنْ تكون المعنويات حاضرة وان لا يتطرق الخور والهزيمة والضعف النفسي الى أنفسنا من خلال الموقف من فلسطين.
وأوضح أنَّ الواقع المأزوم الذي تعيشه الأمة سينقشع وسيزول إلى الأفضل ولن تبقى الأمور على حالها: وإنْ كان واقع الامة واقعاً مؤزوماً، فإن تلك السُنة قد مرت على الأمة من قبل، إذ مرَّت عندما غزى الصليبيون الأمة 9 غزوات حتى قال الناس إن الصلبيين قوة لا تقهر، فقيض الله نور الدين زنكي، ونور الدين محمود، وتلميذه صلاح الدين الايوبي، الذين دحروا الصليبين عن الامة، ومرَّ على الأمة زمان الغزو المغولي من الشرق عام 656 ه حتى قال الناس إن التتار قوة لا تقهر، وقام سيف الدين قطز وقال مقولته الشهير واسلاماه، وجمع الامة على كلمة التوحيد وتوحيد الكلمة، وجعل التتار لا يلوون على شيء.
واختتم البشير حديثه، قائلاً: إن الله عزوجل يقلب الأقدار نصراً وهزيمة، صحة وعافية، ومنحة وبلاء، لكن الامة إن نصرت الله ينصرها الله، إذ قال تعالى في محكم تنزيله "إن تنصروا الله ينصركم الله ويثبت اقدامكم"، فلا يجب ان يتطرق الوهن والهزيمة النفسية وإن كن ضعفاء على الواقع المادي، هذا جانب يتعلق بالتزكية لصحيح مواقفنا ولصحيح قضيانا والتزكية في التفاعل مع المجتمع الذي صبر وصابر ورابط وجاهد، أنْ نجزي له التحية بأوفى مما قدم.
/110