محمد شقير
لن تخمد تلك الحملة على المقاومة في لبنان، طالما هناك فئة من اللبنانيّين ترفض أيّ انتقاص للسيادة في لبنان، وأيّة تبعيّة للخارج، وأيّ احتلال، سواء للأرض أو الإرادة أو الوعي، وتحرص على اعتماد نهج المقاومة في حماية الوطن، والدّفاع عن لبنان وأرضه وإنسانه وثرواته. ولازمة «الاحتلال الإيرانيّ» التي انتشرت في الآونة الأخيرة، كأنّها أمر عمليّات إعلاميّ سياسيّ تنفّذه بعض الجماعات، لن تعدو أن تكون أمراً تفصيليّاً، في سياق تلك الحملة على المقاومة، بهدف شيطنتها وإضعافها.
وقد لا تستحقّ جملة من المقولات التي تطرح أن يُردّ عليها؛ لخفّتها وتهافتها، وذهابها بعيداً في الاستخفاف بالعقل. لكنّ الإمعان في ممارسة هذا الأسلوب، قد يتطلّب نوع إلفات أو تنبيه إلى جملة من الأمور، حتّى لا تتحوّل تلك المقولات، على خفّتها، إلى حقائق.
من هنا، قد يكون مجدياً الخوض في مقولة «الاحتلال الإيراني»، للإلفات إلى مدى ما وصل إليه البعض في لبنان، من انحدار في الاستخفاف بالعقول، والتضليل، والإضرار بالمصلحة الوطنيّة، والتبعيّة للخارج، بل وموبقات أخرى، سنشير إليها باختصار في مقالتنا هذه.
في مناقشتنا لهذه المقولة، لا بدّ من الإلفات إلى ما يلي:
أوّلاً: عندما تسمح هذه الجماعات لنفسها أن تنتزع صفة «لبنانيّ» عن فئة كبيرة من الشعب اللبنانيّ، فهي بذلك تمارس أسوأ أنواع الإلغاء بحقّ تلك الفئة، وتعمل على تكريس المنطق الإلغائيّ بأبشع صوره في الثقافة اللبنانيّة؛ لأنّ ما يعنيه توصيفها هو أنّ من يكون على شاكلتنا سنمنحه صفة أن يكون لبنانياً، ومَن لم يكن على شاكلتنا سنلغي عنه صفة أن يكون لبنانيّاً، ومن يتبنّى مشروعنا يكون لبنانيّاً، ومن يخالف مشروعنا نمحوه من ديوان الوصف بكونه لبنانيّاً.
ثانياً: ألا يتضمّن هذا التوصيف نوع إهانة للشعب اللبناني، عندما يقال إن هذا الشعب - فئةٌ منه - ليس لبنانياً إن انخرط في مقاومة "إسرائيل"، بينما يكون لبنانياً إن فتح الباب أمام "إسرائيل" وعدوانها واحتلالها، كأنّ طبيعة اللبناني تأبى أن يكون مقاوماً، أو كأنّ مقاومة "إسرائيل" - بنظر هؤلاء - لا تليق باللبناني، ولا تتماهى مع لبنانيته، فإذا اختار أن يكون مقاوماً لها يفقد لبنانيّته، بينما إن اختار أن يكون مطبّعاً أو عميلاً أو خائناً أو متهاوناً أو ذليلاً أو قاعداً عن تحمّل مسؤولياته؛ فيكون لبنانياً بنظر هؤلاء. إنّ هذه الرؤية هي رؤية مهينة للشعب اللبناني وتاريخه وحاضره وقيمه وكرامته، وهي تعبّر عما يريده هؤلاء من هذا الشعب. وهي رؤية تجافي الواقع، وما عليه مجمل الشعب اللبناني.
إنّ هذا التوصيف (الاحتلال الإيراني) لا يفضح فقط رؤية هذه الجماعات لمن هو اللبناني، بل أيضاً رؤيتها للبنان وحاضره ومستقبله، ولما تريده منه، إذ إنّ ما يستفاد من توصيفها ذاك هو أن لبنان الذي تريد، هو لبنان الذي لا يحتضن المقاومة، ولا تحميه المقاومة. إنّ لبنان هؤلاء هو لبنان الذي تستطيع فيه "إسرائيل" أن تعتدي عليه متى شاءت، وأن تحتلّه متى أرادت، وأن تفرض عليه خياراتها متى ارتأت، وأن تتدخّل فيه متى رغبت في ذلك، وأن تمارس عليه تغوّلها وهيمنتها وتنمّرها متى وجدت إلى ذلك سبيلاً؛ بينما لبنان أولئك اللبنانيين، هو لبنان السيادة والكرامة والمقاومة، فضلاً عن الإصلاح والإنقاذ والعدالة. وهؤلاء هم اللبنانيون حقاً، لأنهم على شاكلة هذا الوطن، والأشبه بتاريخه، والأقرب إلى إنسانه، والأشدّ التصاقاً بأرضه وترابه، والأكثر استعداداً للتضحية من أجله، ومن يؤتمن على صونه وحمايته والدفاع عنه.
ثالثاً: إنّ في هذا المنطق تعبيراً مَرَضياً عن الفوقيّة والنرجسيّة، بل والعنصريّة أيضاً. فمن أين أعطى هؤلاء لأنفسهم الحقّ في تصنيف من يكون لبنانيّاً ومَن لا يكون؟ وكيف لهم أن يحتكروا صفة «لبنانيّ»، ليمنحوها من شاؤوا، ويحرموها من شاؤوا؟ وهل أضحوا بديلاً عن الدّولة والقانون في إعطاء صفة لبنانيّ لمن أرادوا، وحجبها عمّن أرادوا؟ ومن جعل منهم قضاة ليحكموا في هذا الشأن؟
وكيف لهم أن يستهينوا إلى هذا الحدّ بالعقل، والتاريخ، والقانون، والمصلحة الوطنيّة، ومشاعر فئة كبيرة من الشّعب اللبنانيّ، وحقّها في الدفاع عن نفسها وأمنها ووجودها، ليمارسوا هذا العدوان المعنويّ عليها، وهذا الإسفاف القيميّ بحقّها؟
رابعاً: إنّ ما تقدّم من وصف يعبّر عن طبيعة الأزمة في لبنان، والتي تكمن في جانب أساس منها في الأنويات (الأنا) على اختلافها، وفي العنصريات بمختلف تجلياتها، وفي العصبيات في مجمل أشكالها، والتي تعطي الأولوية للمصالح الفئوية على المصالح الوطنية العليا، والتي تنظر إلى الآخر نظرة استضعاف واستهانة وفوقية.
أي إنّ هذا الآخر الوطني، لا ينبغي - بنظرهم - أن يكون له هذه المكانة وهذا الدور في حماية لبنان، وفي الدفاع عن سيادته، وفي ردع العدوان عليه، بل يجب - في رأيهم - أن يفقد هذا الدور، حتى لو أدى هذا الأمر إلى إعادة الأمور إلى ما كانت عليه سابقاً، من زيادة التهديد الإسرائيلي بالعدوان، وارتكاب المجازر، وتعريض حياة المدنيين اللبنانين وممتلكاتهم وأمنهم وسلامتهم للخطر. فبالنسبة إلى هذه الجماعات ليس مهماً أن يكون لدينا هذا الردع، وهذه الحماية للبنان في وجه العدوان الإسرائيلي. وهي لا تنظر إلى تلك الفئات من الشعب اللبناني على أنها تستحقّ أن تعيش بأمن وأمان ومكانة وكرامة، وإلا لو كانت تنظر إلى شريكها الوطني نظرة إنصاف واحترام ومساواة، بل نظرة إنسانية وعقلانية وواقعية، لما كانت تذهب في عنصريتها الى هذا الحدّ، الذي ترتضي فيه أن تعرّض حياة اللبنانيين وأمنهم وسلامتهم للخطر، وأن تعيد فتح الباب مجدداً أمام العدوان الإسرائيلي بشكل واسع على لبنان وسيادته وإنسانه وأمنه.
التوسّع في مفهوم الاحتلال واستخدامه بهذه السّعة، لن يبقى حكراً على فئة دون أخرى؛ فهل ترتضي تلك الجماعات أن يصل الأمر إلى هذا الحدّ؟
خامساً: إنّ هذا التوصيف يعبّر عن مستوى خطير من العَور السياسي، بل عن عمى الرؤية في تحديد من هو العدوّ، ومن هو الصديق؛ من وقف - ويقف - إلى جانب لبنان في مواجهته للاحتلال الإسرائيلي، ومن وقف - ويقف - إلى جانب العدوّ الإسرائيلي وعدوانه على لبنان، وأمدّه بجميع أنواع الأسلحة الفتّاكة، وأدوات القتل والدمار.
وعليه، كيف يمكن تفسير أن يصبح «الإيراني» وصماً يُربط بينه وبين الاحتلال، مع أن هذا «الإيراني» هو الذي وقف إلى جانب الشعب اللبناني - وما زال - في تحرير أرضه وردع العدوان عليه، في حين تتعامى تلك الجماعات عن دولٍ أخرى تقف إلى جانب العدوان الإسرائيلي، وتقدّم له مختلف أنواع الدعم والسلاح الذي تمّ استخدامه في ارتكاب المجازر بحقّ اللبنانيين، وأسهم - ولا يزال يسهم - في تهديد أمنهم وحياتهم ووجودهم. بل إنّ تلك الجماعات تنظر إلى هذه الدول - التي تمّ تدمير لبنان، وقتل شعبه بسلاحها - على أنها دول صديقة؟
هل هذا التوصيف - في دلالاته تلك - هو الذي يعبّر عن وعي الشعب اللبناني، وسلامة رؤيته، وقيمه وأخلاقه، وعن بعضٍ من وفاء إلى من وقف - ولا يزال يقف - إلى جانبه في أهمّ قضية وطنية، تتصل بالاحتلال والعدوان الإسرائيلييْن، رغم ما يسبّبه ذلك له من كلفةٍ على أكثر من مستوى؟
سادساً: إنّ هذا المنطق يُعبّر عن استمراريّة العدوان - ببعض أشكاله - على فئة كبيرة من الشعب اللبنانيّ، والدعوة إلى ديمومة العدوان على لبنان وأرضه وإنسانه؛ عندما توضع تلك الفئة من الشعب اللبنانيّ أمام خيارَين: إما أن ترضى بالتخلّي عن أدوات الردع للكيان الإسرائيليّ؛ ليفتح الباب من جديد أمام ذلك الكيان لمعاودة احتلاله، وتصعيد عدوانه وإجرامه بحقّ اللبنانيّين؛ وإمّا أن تكون أمام حملة لتجريدها من لبنانيّتها، وممارسة أسوأ أنواع العدوان المعنويّ عليها.
أي إنّ تلك الجماعات تضع اللبنانيّين الذين يتبنّون خيار المقاومة أمام أحد أمرين: إمّا أن يرضوا بالعدوان والإجرام الإسرائيليّيْن، وإمّا ممارسة العدوان المعنويّ عليهم، بل قد يكون هذا العدوان المعنويّ واحدةً من الأدوات التي تُستخدم لفتح الباب واسعاً من جديد أمام العدوان الإسرائيلي، وإزالة الموانع التي تحول دون تمادي الكيان الإسرائيليّ في عدوانه وإجرامه، وسعيه إلى الهيمنة في لبنان، والتأثير في خياراته وقراراته.
سابعاً: إنّ التوسّع إلى هذا الحدّ في مفهوم الاحتلال، واستسهال نزع صفة لبناني عن تلك الفئة من اللبنانيّين، هو سلاح ذو حدَّين؛ لأنّه يمكن للطرف المقابل أن يعتبر أنّ من أخطر أنواع الاحتلال هو احتلال الوعي واحتلال الإرادة، وأنّ تلك الجماعات التي تعمل بتوجيه خارجيّ للإساءة إلى المقاومة وإضعافها مصابةٌ بالاحتلال في وعيها وإرادتها، بل في دورها وما تقوم به، والذي يستثمر فيها لخدمة المصالح الأجنبيّة، وعلى رأسها مصلحة إسرائيل في إضعاف المقاومة، والنيل من عناصر القوّة لديها. وهو ما يُعبّر أيضاً عن احتلال إسرائيليّ وأجنبي؛ لأنّه يخدم إسرائيل ومشروعها في لبنان.
وبالتالي، فإنّ تلك الجماعات تمارس في خطابها هذا تعبيراً عن الاحتلال الأجنبيّ أو الإسرائيليّ؛ فهل هذا ما يريد أولئك أن تصل الأمور إليه؟ لأنّ التوسّع في مفهوم الاحتلال واستخدامه بهذه السّعة، لن يبقى حكراً على فئة دون أخرى؛ فهل ترتضي تلك الجماعات أن يصل الأمر إلى هذا الحدّ في التعبير عن الخلاف السياسيّ وغير السياسيّ؟ أم الحكمة هي في إعادة الأمور إلى نصابها الصحيح، من دون المغالاة، واعتماد التطرّف في التعبير عن الخلاف سياسياً كان أم غيره؟
ثامناً: أليس في هذا الخطاب دعوة إلى الاحتراب الداخليّ، وتسعير الخلاف بين اللبنانيّين، وإعداد بيئة مناسبة لإشعال نار الفتنة والصراع بين فئات الشعب اللبنانيّ؛ فهل هذا ما يريده أولئك، عندما تنظر جماعة ما إلى فئة كبيرة من الشعب اللبنانيّ على أنّها تمثّل احتلالاً إيرانياً، وهو ما تجب مقاومته؟ وبالتالي، سوف يُردّ على تلك الجماعة أيضاً بأنّها تمثّل - في المقابل - احتلالاً إسرائيليّاً أو أجنبيّاً، وهو أيضاً ما تجب مقاومته؟ أليس في هذا دعوة واضحة للاحتراب والتقاتل الداخليّيْن؟
إلى أين يدفع هذا الخطاب الاجتماع اللبنانيّ؟ وإلى أين يقود هذا المنطق العلاقة بين اللبنانيّين؟ هل هي دعوة للعودة إلى الحرب الأهليّة؟ وهل يُراد بذلك تهيئة نفوس اللبنانيّين وتحريضهم للعودة إلى زمن القتل، والتهجير، والدمار، وزرع الفتن، وإشعال الحروب على اختلافها بينهم؟ أو بالحدّ الأدنى إيجاد الأسس لإيصال الصراع السياسي إلى مديات خطيرة؟
تاسعاً: ألا يمكن أن يُقرأ هذا المسعى لخلق وهمٍ كبيرٍ وكاذب - اسمه الاحتلال الإيرانيّ - بأنّه مسعى للتعمية على الاحتلال الإسرائيليّ، وإشغال اللبنانيّين عنه، وإلهائهم عن عدوانه المستمرّ على لبنان وأرضه وثرواته، بل للتعمية على أكثر من احتلال للقرار اللبنانيّ والسيادة في لبنان، يمارس من قِبل قوى أجنبيّة وغربيّة عديدة، بل للتعمية أيضاً على أكثر من احتلال للوعي والإرادة. هذا الاحتلال الذي يتجلّى في رضوخ أكثر من جهة أو جماعة لإملاءات الخارج، وتبعيّتها لتلك الإرادة الأجنبيّة، ولو على حساب المصلحة الوطنية؟
عاشراً: ألا يمكن قراءة هذا المسعى على أنّه تعبير عن مستوى بعيدٍ من اللاعقلانية واللاعلمية والانفصام عن الواقع، فضلاً عن كونه إيغالاً في الاستخفاف باللبنانيّين وحياتهم وأمنهم وسلامتهم وكرامتهم وأرزاقهم وثرواتهم وممتلكاتهم ومستقبلهم ووجودهم، بل التآمر عليهم، عندما تدعو تلك الجماعات إلى التخلّي عن سلاح المقاومة، الذي أثبتت جميع التجارب أن لا وسيلة مجدية وموثوقة غيره لردع إسرائيل، ومنع عدوانها، وتحرير الأرض منها؟
إنّ تجربة ما يقرب من الثمانين عاماً من الصراع مع "إسرائيل" أثبتت أنّ النموذج الذي قدّمته المقاومة في ردع عدوانها هو النموذج الأوثق والأجدى، والذي يمكن الاعتماد عليه، والاطمئنان به... وأنّ كلّ النماذج الأخرى قد أثبتت فشلها وعدم جدوائيّتها في ردع إسرائيل وعدوانها. فهنا، كيف يمكن أن نفهم إصرار البعض على التخلّي عن النموذج الناجح والفاعل في ردع إسرائيل، والدعوة إلى اعتماد النموذج الفاشل في مواجهتها؟
إنّ سؤالاً منطقياً يطرح نفسه بقوة هنا، ومفاده: كيف يمكن أن نفهم دوافع تلك الجماعات لإعادتنا إلى زمن الاحتلال؟ وكيف يمكن لنا أن نقرأ إصرارها على إطلاق يد الكيان الإسرائيليّ في لبنان؟ وكيف يمكن أن نعي سعيها الدؤوب إلى تحرير آلة الإجرام الصهيونيّ ممّا يكبّلها ويردعها، ويحول بينها وبين عدوانها؟ هل يمكن أن يكون ذلك سوى استخفاف بدماء اللبنانيّين وأرواحهم؟ ألا يمكن أن يُفهم ذلك على أنه استهتار بأمنهم وسلامتهم وحياتهم وأرزاقهم وسيادتهم وكرامتهم ووجودهم؟
قد لا نجافي الحقيقة إن قلنا: إنّ هذه الجماعات، إمّا أنها تريد عن وعي وإدراك تهيئة الشروط المناسبة لمعاودة إسرائيل عدوانها وإجرامها وهيمنتها على لبنان، وإمّا أنها تعاني هذا المستوى من الانفصام عن الواقع، والتنكّر لحقائق العلم والتاريخ، والإعراض عن خلاصات الكثير من التجارب، التي جُبلت بالدماء والدموع والقهر والخوف والعذابات، ودُفع ثمنها الكثير من الأرواح والجهود والأموال وغالي التضحيات؟
إنّ الخلاصة التي نصل إليها هي: نعم، هناك احتلال في لبنان لأرضنا ووعينا وإرادتنا وقرارنا وعقولنا، لكن هذا الاحتلال هو احتلالٌ إسرائيلي وأجنبي (غربي)، وهو ما يجب التنبيه إلى خطره وضرره؛ أما أكذوبة الاحتلال الإيراني، فليست في الواقع إلّا إحدى أراجيف ذاك الاحتلال وتعابيره وأدواته للإضرار بالمقاومة وإضعافها، والتعمية على الاحتلال الفعلي الذي نعاني منه في لبنان، والذي ينبغي العمل على تحريره بالطرق والوسائل التي تتناسب معه، وإلا سيبقى فعل التحرير للأرض ناقصاً، ما لم يتمّ تحرير الوعي والإرادة والقرار.
* أستاذ الفلسفة في الجامعة اللبنانية