بمناسبة عشرة الكرامة التي نحن في آخر أيامها ندعو الى فهم مدرسة اهل البيت بمعزل عن الاطار الطائفي. وندعو الى تكريم الفتيات فان الكريم من أكرمهنّ. وندعو الى أن تكون مناسباتنا مرتبطة بثقافتنا وحضارتنا، فهذه الدعوات الأخلاقية والحضارية تشكل أهم اركان التقريب بين المذاهب الاسلامية.

حديث التقريب
تكريم آل بيت رسول الله (ص) هو تكريم للرسول ولأمته
 
الحادي عشر من شهر شوال هو يوم مولد الإمام علي بن موسى الرضا ثامن أئمة آل البيت عليهم السلام، وفي إيران وغيرها من البلدان الاسلامية تجري احتفالات لتكريم هذا الامام صاحب المواقف التي حافظ فيها على المسيرة الاسلامية ووقاها من الانحراف ومن الجمود والتخلف، وتحرّك من المدينة المنورة موطن آبائه واجداده واتجه إلى شرق العالم الاسلامي، مارّاً بالبلاد الاسلامية لينتهي به المطاف في خراسان مؤدياً مهمته الرسالية في شدّ الناس بالمنهج الإسلامي الأصيل، بنهج القرآن وسنّة رسول الله، وهما تركته الى هذه الامة، وهما الضمان لعدم الوقوع في الضلال كما قال: "إني مخلّف فيكم الثقيلين: كتاب الله وعترتي أهل بيتي ما إن تمسكتم بهما لن تضلّوا من بعدي".
صحاح أهل السنة والجماعة وكذلك الكتب الحديثية لدى الشيعة تستفيض بالحديث عن منزلة أهل البيت وفضائلهم ودورهم في صيانة الرسالة ومقارعة الظلم والظالمين.
ثمة ظروف تاريخية صيّرت من أهل البيت لدى كثير من جاهليهم بأنهم أئمة مذهب خاص دون سائر المذاهب، ولابدّ أن نتخلّص من هذه النظرة الخاطئة، ونفهم أنهم أئمة المسلمين جميعاً بمختلف مذاهبهم، وأن حبّهم والتمسك بهم لا يقتصر على مذهب دون مذهب.
العلماء من مختلف المذاهب سَعوا على مرّ العصور وفي عصرنا الراهن لتبيين هذه الحقيقة، ولابدّ من مواصلة هذه المساعي، فهي إحدى أهمّ السبل لتوحيد المسلمين والتقريب بين مذاهبهم.
ومن المهم ان نذكر هنا ان يوم مولد الامام الرضا (11 شوال) هو آخر أيام (عشرة الكرامة) وهي التي تبدأ في الأول من شوال ذكرى مولد السيد فاطمة بنت موسى بن جعفر أخت الامام الرضا(ع) الراقدة في مدينة (قم) الايرانية، ومزارها معروف.
ويوم مولد السيد فاطمة هذه المعروفة بالمعصومة هو المعروف في إيران بيوم الفتاة، وفيه يتم تكريم الفتيات.
هذا التكريم له مدلوله الكبير في الثقافة الاسلامية. فالفتاة في هذه الثقافة القائمة على سنة رسول الله (ص) تحظى بكرامة خاصة. وهذه الكرامة تجعل من الفتاة شخصية ذات عزّة وثقة بالنفس، وبذلك تتأهل لأن تكون  أمّأ تربّي اجيالا مفعمين بالعزّة والكرامة. وتكون مدرسة تخرّج شعبا طيّب الأعراق.
وإذا تربّت الفتاة على العزّة والكرامة في اطار الثقافة الاسلامية فانها لا تشعر حتماً بالدونية أمام حضارة الغرب، ولا تسعى إلى التقليد الأعمى  لمظاهر الحضارة الغربية وما يسودها من ابتذال وتميّع وعُري وإثارات جنسية.
وهنا نشير أيضا إلى سعي الجمهورية الاسلامية في إيران الى أن تكون مناسباتنا مرتبطة بتاريخنا وتراثنا لا بتاريخ الغرب وتراثه. لذلك كان اسبوع الوحدة هو أسبوع المولد النبوي الشريف، ويوم الرجل هو يوم مولد أمير المؤمنين علي بن ابي طالب(ع)، ويوم المرأة هو يوم مولد فاطمة الزهراء (ع)، ويوم الفتاة هو كما ذكرنا يوم مولد السيدة فاطمة بنت الإمام موسى بن جعفر(ع). والايام العشرة بين ولادة الامام الرضا واخته فاطمة هي عشرة الكرامة.
بمناسبة عشرة الكرامة التي نحن في آخر أيامها ندعو الى فهم مدرسة اهل البيت بمعزل عن الاطار الطائفي. وندعو الى تكريم الفتيات فان الكريم من أكرمهنّ. وندعو الى أن تكون مناسباتنا مرتبطة بثقافتنا وحضارتنا، فهذه الدعوات الأخلاقية والحضارية تشكل أهم اركان التقريب بين المذاهب الاسلامية.
 
                                              المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية
                                                                    الشؤون الدولية