حديث التقريب .... إذا أنتَ أكرمتَ الكريمَ ملكتَه : بهذا الشطر من بيت أبي الطيب المتنبي بدأ السيد القائد الخامنئي حديثه عن مسيرة الأربعين وما رافقها من كرم الضيافة العراقية للمشاركين في المسيرة من الإيرانيين وغيرهم.
المجمع العالمي للتقریب بین المذاهب الإسلامیة - الشؤون الدولية
حديث التقريب .... إذا أنتَ أكرمتَ الكريمَ ملكتَه
تنا- خاص
18 Sep 2022 ساعة 10:59
حديث التقريب .... إذا أنتَ أكرمتَ الكريمَ ملكتَه : بهذا الشطر من بيت أبي الطيب المتنبي بدأ السيد القائد الخامنئي حديثه عن مسيرة الأربعين وما رافقها من كرم الضيافة العراقية للمشاركين في المسيرة من الإيرانيين وغيرهم.
حديث التقريب
إذا أنتَ أكرمتَ الكريمَ ملكتَه
بهذا الشطر من بيت أبي الطيب المتنبي بدأ السيد القائد الخامنئي حديثه عن مسيرة الأربعين وما رافقها من كرم الضيافة العراقية للمشاركين في المسيرة من الإيرانيين وغيرهم.
من المناسب أن نقف عند الحدث الكبير الذي شهدته الساحة العراقية عامة ومدينتي كربلاء والنجف بشكل خاص من تدفّق السيولِ البشرية المليونية لزيارة سيد الشهداء الحسين بن علي(ع) من أرجاء إيران والعراق بل من بقاع العالم المختلفة ومن جنسيات مختلفة ومذاهب مختلفة بل ومن أديان مختلفة.
ولكن قبل ذلك نشير إلى شطر البيت المذكور للمتنبي لعلّ السيد القائد بذكر هذا الشطر من البيت أراد أولاً أن يقول إن شاعر العرب الأكبر العراقي المولد والمربى تجاوز الإطار الإقليمي في حركته وفي شهرته.
فقد كان زمنًا في بلاط سيف الدولة بالشام، وكان حينًا في مصر زمن اﻻخشيديين وكان أخيرًا في إيران زمن البويهيين. هذه حركته أما شهرته فقد أطبقت الآفاق. وفي إيران خاصة كان الشغل الشاغل للأدباء والدارسين في القديم وفي عصرنا الراهن، لعل سماحته أراد أن يشير إلى وحدة الدائرة الحضارية الإيرانية العربية، وإلى ضرورة (التقريب الأدبي) كمقدمة لتقريب أجزاء العالم الإسلامي.
ثم إن هذا الشطر من بيت المتنبي فيه حكمة بالغة تقول: ليس الكرم وحده كافيًا، بل ﻻبدّ أن يقع في مكانه، ﻻبدّ أن يكون لـمَن يقدّر هذا الكرم، والكريم هو الذي يقدّر. ومن أكرم من زوّار الحسين؟!
إنهم جاؤوا مشيًا على الأقدام من مسافات تبلغ أحيانًا مئات الكيلومترات، وفي هذا الجوّ الحار، رجاﻻً ونساءً شيبًا وشبّانًا مع أطفالهم أحيانًا ليجدّدوا وﻻءهم للشهيد الكبير ولسائر شهداء واقعة كربلاء وللسائرين على طريقهم في ساحة المقاومة والفداء.
هذه المسيرة السنويّة مشحونة بكثير من عوامل الإحياء واﻻيقاظ.. ببذل الجهد في سبيل هدف مقدّس، وﻻ شكّ أن مردودها سيكون تفضل الله سبحانه بالهداية إلى المشاركين: ﴿ وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا﴾ كما أنها مقرونة بإحياء أعظم حادثة تاريخية إحيائية بعد حادثة البعثة النبوية المباركة، إنها حادثة صمود الحسين وأهل بيته وأصحابه أمام أعتى طاغوت متجبّر أراد أن يذلّ المسلمين ويستهين بكرامتهم، ويتلاعب بمقدراتهم. إنها الثورة التي أحيت النفوس المهزومة الضعيفة وأججت الثورات تلو الثورات، على الظلم والظالمين والطغاة المستبدين حتى يومنا هذا. إنها الدماء التي سفكت في كربلاء في العاشر من محرم سنة 61هـ فانتصرت على السيف.
ثم إن مسيرة اﻻربعين هي أيضًا إحياءٌ لذكرى مسيرة أسرى آل بيت رسول الله(ص) من النساء والأطفال، .. إحياء لذكرى مواقف زينب بنت علي(ع) التي حملت أعباء الرسالة بعد الحسين(ع) وأعلنتها صرخة في وجه الظالمين أيضًا أينما حلّت في الكوفة والشام والمدينة.
كربلاء امتدت بعد استشهاد الحسين في العاشر من محرم إلى الكوفة والشام والمدينة بل حتى إلى شمال أفريقيا.. حيث دوّى صوت زينب في فضح الطغاة الظالمين والدعوة إلى نصرة المظلومين. بل امتدّ ليستوعب العالم الإسلامي اليوم ومسيرة الأربعين شاهدة على هذا اﻻستيعاب واﻻمتداد.
إحياء مسيرة الأربعين السنوية إحياء لكل قيم المقاومة والصمود والتضحية والفداء، إحياء ﻻرادة الأمة في خلق غد أفضل تسوده العدالة وعزّة الإنسان وكرامته.
وهذا العام شهد ارتفاع المشاركة في المسيرة بشكل لم يسبق له نظير في التاريخ، ولعل في بعضه يعود إلى اتساع التحديات التي تواجه الأمة وتصاعد إرادتها في مواجهة هذه التحديات.
المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية
الشؤون الدولية
/110
رقم: 565846