د. صفاء قدور*
الامام الخميني (رض) اختار كلمة "القدس العالمي" ليحمل البشرية جمعاء مسؤولية الدفاع عن القضية الفلسطينة
بسم الله الرحمن الرحیم
احیاء یوم القدس العالمي، واجب انساني على کل انسان في العالم، ولذلک عندما دعا الیه الامام الخمینی (رض) فهو انطلق في الواقع من مبادئ الدين الاسلامي السمحاء التي تساوي بين جميع البشر بغض النظر عن الدين او العرق او المذهب او الطائفة.
هذا من جهة، ومن جهة اخرى لما لمسه (رحمه الله) من ظلم وجور وقع على الشعب العربي الفلسطيني من قبل قوى الاستكبار العالمي التي عملت على تجميع الصهاينه من كافة انحاء العالم ووضعهم في فلسطين؛ تلك العصابات الصهيونية التي لا تدين لأي ديانة وليس لديهم اي كتاب غير التلمود، هذا الكتاب الذي يحتوي على تعاليم في القتل والاجرام والارهاب والاقصاء، حيث عملت العصابات الصهيونية بموجب هذا الكتاب.
ان اختيار الامام الخميني (رض) تسمية "يوم القدس العالمي" والدعوة لاحيائه سنويا، يعود الى عدة اسباب ودلالات ومعاني.
لقد اختبار الامام الراحل كلمة "القدس" وذلك لما للقدس من مكانة واهمية كبيرة لدي اتباع الديانات السماوية الثلاث اليهودية والمسيحية والاسلامية، ولما تحتوية مدينة القدس من معالم تاريخية تخص اتباع الديانات الثلاث.
اما بالنسبة لكلمة "العالمي"، فقد اختارها الامام الخميني (رض) ليحمل البشرية جمعاء، مسئولية الدفاع عن القضية الفلسطينة لانها قضية شعب عانى من الظلم والاضهاد والجور؛ وبالتالي يتوجب على البشرية جمعاء وعلى الانسانية برمتها مناصرة هذا الشعب من اجل استعادته لحقوقه المشروعه.
ان استمرار القضية الفلسطينية بهذا الزخم حتي في الوقت الحاضر، على الرغم من محاولات الكثير من الدول العربية التطبيع مع الكيان الصهيوني ومحاولة الغاء هذه القضية، يعود في الواقع الى سبين؛ الاول هو مقاومة الشعب العربي الفلسطيني المدعومة من قبل محور المقاومة وفي مقدمتهما الجمهورية الاسلامية الايرانية من جهة، ومن جهة ثانية ايضا بسب هذه التسمية (يوم القدس العالمي) ولما تحمله من دلالات ومعاني كثيرة.
________________________________________
* استاذة العلاقات الدولية والدبلوماسية – جامعة الشام