الشيخ غازي حنينه : "طوفان الاقصى" ترجمة عملية لمبادرة الامام الخميني (رض) في يوم القدس العالمي
وفيما يلي نص الخطاب الذي تلقته "تنـا" من فضيلة "الشيخ غازي حنينة" بهذه المناسبة العظيمة :
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد واله الطيبين الطاهريين وصحبه الاخيار الميامين وعلى جميع عباد الله الصالحين من لدن ادم الى قيام يوم الدين وبعد و السلام عليكم ورحمته الله وبركاته.
في هذه الاجواء التي تمر بها قضية فلسطين والمنطقة، بل اقول اكثر من ذلك تمر بها الامة الاسلامية وخاصة نحن على ابواب 100سنة جديدة من عمر العالم، نقف مع الاعلان الذي اطلقه الامام الخميني (رحمة الله عليه) قبل 45 عاما وهو "يوم القدس العالمي"، الامام الخميني رحمه الله، ربط بين القدس وبين شهر رمضان وبين يوم الجمعة، تلك الامور الثلاثة هي امور عقدية ايمانية ترتبط بعقيدة المسلمين ارتباطاً تاما كاملا.
فالقدس هي مسرى رسول الله (ص) ومعراجه وقبلة المسلمين الاولى، وشهر رمضان هو شهر نزول القران وهو شهر الصوم وشهر العبادة وشهر الجهاد والنصر ببدر الكبرى، ويوم الجمعة هو يوم اجتماع كلمة المسلمين وتلقيهم التوجيه النبوي القراني الرباني الذي اراده الله سبحانه تعالى كما قال عزوجل : إ[ِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ].
فكانت حكمة الامام الخميني (رض) وفقهه المشرق المستشرف لمستقبل الامة، ان اعلن الجمعة الاخيره من شهر رمضان يوما للقدس، واطلق على عليه "يوم القدس العالمي"؛ ولو استذكرنا ايام اعلان الامام الخميني (رحمة الله عليه)، ومقدار التفاعل مع الاعلان، يومها كان كثير من يسمع عن اعلان يوم القدس العالمي، منهم من يتبلع ريقه ومنهم من يلوي رقبته، ومنهم من يعرض بكتفه، وها هم اليوم بعد 45 عاما، اصبحت القدس هي على مرمى حجر من نضال وجهاد ومقاومة المجهادين المقاومين.
وما "طوفان الاقصى" الا الترجمة العملية للمبادرة التي اطلقها الامام الخميني (رض) في يوم القدس العالمي؛ ولذلك هذا اليوم هو الذي اعاد قضية الفلسطينية وقضية القدس والمسجد الاقصى وكل المقدسات الاسلامية والمسيحية الى صدارة الاحداث والى انّ كثيرا من الشعوب في العالم اليوم تتفاعل مع قضية فلسطين، وما ذلك الاّ لأن الامام الخميني (رض) اخذ بما اراد به الله عزوجل وبما جاء به رسول الله (صل الله عليه واله وسلم) باعتبار القدس هذا المكان المقدس الذي يجمع كلمة اصحاب الرسالات السماوية الثلاث، رسالة محمد صل الله عليه و اله وسلم، ورسالة عيسى (ع ) و رسالة موسى ( ع ).
هذه رسالات الثلاث تجتمع في بيت المقدس هنالك في القدس، ومانحن وما يقوم به المقاومون والمجاهدون اليوم على ارض فلسطين، بكل ما يقدمونه من تضحيات، من دماء من ارواح من اشلاء من دمار ومن تجويع وتهجير، كل ذلك من اجل الحفاظ على قدسية مدينة القدس لتكون مدينة لاتباع الرسالات الثلاث؛ المسلمون والنصارى واليهود.
ولذلك نحن جهادنا وقتالنا ومقاومتنا، ليست دفاعا عن الاسلام و المسلمين فقط، بل دفاعا عن الانسان بمعزل عن معتقداته وعن تدينه، ولذلك يوم القدس العالمي، هذا اليوم الذي اصبح العالم كله يتحدث عن القدس كان الفضل لله عزوجل ثم لرسول الله (ص) وثم للامام الخميني رحمة الله عليه، الذي بفقه وبحكمة وبصيرته التي انارها الله عزوجل بنور القران وبنور محمد صلى الله عليه و اله وسلم، هو اعلان يوم القدس الجمعة الاخيرة لاعادة هذه المدينة الى صدارة الاحداث المحلية والاقليمة والدولية.
وما نشهده اليوم يؤكد على كل ما ذكرناه و نسأل الله سبحانه وتعالى، ان يجعل هذا اليوم ، يوم جمع الكلمة وما حققه محور المقاومة لوحدة الامة، اليوم من خلال اجتماع كلمة المسليمين من السنة والشيعة، من اتباع المذاهب الاسلامية المعتبرة، يجتمعون كلهم حول مدينة القدس وحول فلسطين، حيث يقاتلون من اليمن السنة والشيعة، ومن العراق السنة و الشيعة ، ومن لبنان السنة و الشيعة، و من سوريا كذلك الامر، و من فلسطين، اهل فلسطين ذات الغالبية السنية يعتبرون وقفة اخوانهم الشيعة معهم هي الوقفة التي اعادت لقضية فلسطين قدسيتها ومكانتها.
ولذلك كان يوم القدس العالمي مع اسبوع الوحدة الاسلامية امران متلازمان في خط الجمهورية الاسلامية الايرانية، وفي خط فكر الامام الخميني (رض) الذي ترجمته المقاومة الاسلامية في اليمن، وفي العراق وفي سوريا وفي لبنان وفي فلسطين؛ لنعيد للقدس نورها ونعيد للقدس اشراقها للقدس ولنعيد للقدس كرامتها وعزها ومجدها، ولنعيد للقدس طهارتها من رجس المعتدين الصهاينة.
اسال الله عزوجل ان يرحم شهداء الاسلام والمسلمين الذين يستشهدون على طريق القدس، وعلى طريق تحرير فلسطين والسلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
انتهى