ثلاث محطات متوالية قلبت العالم رأسا على عقب _ جائت تلك المحطات بعد مراحل متعاقبة من المواجهة مع الاستكبار والصهيونية العالمية منذ اليوم الاول لانطلاق الثورة الاسلامية في ايران بقيادة مفجرها الامام القائد السيد روح الله الموسوي الخميني (طاب ثراه)، وقد استمرت المواجهة المباشرة منذ ذلك التاريخ حتى يومنا هذا باساليب و وسائل مختلفة حروب مباشرة وتخريب وحصار وقرارات جائرة... الخ
الملفت للنظر وخلال سنوات المواجهة الشرسة، كانت كواكب الشهداء تبعث الامل وترسم المستقبل بصبر وجلد وثبات راى ذلك البعض بنور الله واصر عليه بعد حسن الظن والتوكل على الله جل شأنه فكانت قيامة قم المقدسة علامة بارزة واشارة واضحة لاهل الرايات السود الذين شمروا عن سواعدهم وتمسكوا بمبادئ الثورة واعتمادها على أبنائها في تطوير الذات الرسالية والقدرات الفنية لجميع المستويات وكافة المجالات، وتحقيق الاكتفاء الذاتي على جميع الاصعدة والاعلان عن دعم الاحرار والمستضعفين في العالم تحت راية امة حزب الله.
اما بخصوص المحطات الثلاث المعاصرة فهي كل من حرب 2006 والانتصار الذي تحقق فيه والثانية هزيمة داعش في العراق وسوريا و"طوفان الاقصى" الذي تكلل بـ "الوعد الصادق" والرد المقاوم المزلزل والصاعق لجمهورية ايران الاسلام في 14_4_2024، المتزامن مع ذكرى معركة الخندق والتي احدثت انقلابا على مستوى الصراع وعلى مستوى العالم خصوصا في ميزان القوى خيث هزيمة الكيان وداعميه من قوى الاستكبار، ولازالت غزة صامدة وجبهة الاسناد متواصلة حيث اصبحت وحدة الساحات سلاح ردعي استراتيجي وليس معادلة ومن يعتقد ان غزة سوف تهزم فهو واهم .
لقد كررنا في مقالات سابقة، ان هذه المعركة ستفتح الباب على معارك عديدة لن تتوقف الا بفتح كبير وفرج قريب.
اليوم تراقب الضفة الغربية وبقية الاراضي الفلسطينية المحتلة مايحصل في غزة وهي على اهبة الاستعداد للانقضاض على العدو الصهيوني الغاشم.
وربما يفكر العدو الصهيو- امريكي باعادة اساليبه البالية والمكشوفة ليتجنب الخسائر في صفوفه مثل نشر الفتن العرقية او الطائفية ودعم الارهاب الداعشي والانفصالي واطباق الحصار فسوف يجد رجال اشداء لاتاخذهم في الله لومة لائم للتصدي لكل مخططاته وافشالها .
ومن المحتمل ان يلجأ الى مغامرة جديدة تستهدف نقطة الوصل لطريق الدعم المقاوم من خلال شن عدوان على سورية العروبة، وهنا سوف يجد ما لايتوقعه ويرى مالم رآه سابقا وسيقع في مقتلة عظيمة تكون نهايته الاخيرة وهزيمته المدوية.
هناك حديث عن رد صهيوني، ولعمري سيتلقى صفعة اكبر بكثير من سابقتها ربنا تكون القاضية.
واقعا ان محور المقاومة امام مرحلة جديدة تختلف عن سابقاتها حيث لايمكن الرجوع او التراجع فيها .
لقد حددت عملية الوعد الصادق سقف الردود اللاحقة الخالية من الفتور الثابتة في الاهداف المختلفة في الاحجام والكيفية التي يتم فيها ادارة المعركة ومسارح العمليات والزخم المتصاعد بالقدر الذي تنزل الضربات فيها على الاعداء من حيث لايعلمون. فما بعد _حقا_ ليس كما قبل، وان عناوين مثل الثبات والصبر والجلد والتحدي ستكون من ابرز سمات مراحل الصراع القادمة.
ان الضربة الردعية هي رسالة كل اعداء الامة هذه الضربة الفذة التي امتازت بقوة التخطيط والدقة والتركيز وكثافة النيران واختيار الاهداف وعنصري المباغثة والمفاجئة _المعلنان الذي جمع فيه النقيضان وحساب الوقت وعمليات الخداع والتضليل والمناورة بوسائط المعركة والكثير من المميزات مع التنسيق والانضباط _ جعل من تلك الضربة وباسلحة تقليدية غير مكلفة مقارنة مع ماخسره العدو وأستنزاف فيه لحميع امكانياته واستخدامه لجميع قدراته الدفاعية التي يراهن عليها ومن الممكن ان تحسب هذه الضربة بمثابة سلاح ردعي تم اختباره في الميدان فحقق نجاحا باهرا وماحصل لن يغيب عن نظر الاعداء من دراسات معمقة وبحوث مركزة واعادة التقدير والتقييم ومن ثم التريث في اي قرار او حماقة يروم تنفيذها .
ما حصل حقا هو صناعة المجد والتاريخ ورحم الله قادة وشهداء الأمة اولياء النعم واصحاب الفضل.
انتهى
_________________________________
* باحث سياسي و خبير إستراتيجي عراقي