لقد أطلق على الرئيس المستشهد خلال التشييع ومجالس العزاء وعلى اللافتات المرفوعة أسماء مختلفة، أبرزها شهيد الخدمة، وشهيد الجماهير، كما برزت عبارات تقول "إن المستشهدين وعلى رأسهم آية الله رئيسي كانوا من جنس الشعب".
بمناسبة استشهاد الرئيس رئيسي وجمع من أصحابه؛
حديث التقريب.. مسؤولون من جنس الشعب
27 May 2024 ساعة 15:25
لقد أطلق على الرئيس المستشهد خلال التشييع ومجالس العزاء وعلى اللافتات المرفوعة أسماء مختلفة، أبرزها شهيد الخدمة، وشهيد الجماهير، كما برزت عبارات تقول "إن المستشهدين وعلى رأسهم آية الله رئيسي كانوا من جنس الشعب".
شهدت الايام الاخيرة في مدن ايران ظاهرة لابد أن يحتفظ بها التاريخ ويسجلها باعتبارها من ظواهر دولة الاسلام؛ حيث تدفقت الجماهير على الشوارع بالملايين في جميع المدن الايرانية لتشييع المستشهدين وللاعراب عن لوعة المصاب الذي حلّ بالرئيس الايراني وبمن رافقه في المروحية المنكوبة وهم آية الله سيد محمد علي آل هاشم إمام جمعة تبريز، وحسين اميرعبداللهيان وزير الخارجية والمرافقون الآخرون.
مجالس العزاء لا تزال مُقامة هنا وهناك، ولا تزال النياحة وشعر التأبين يتصاعد من أرجاء البلاد؛ ظاهرة لفتت أنظار العالم، خاصة في هذه الظروف التي تزايدت فيها الضغوط الغربية على الاقتصاد الايراني، وازدادت فيها موجة الاعلام المعادي لتشويه صورة ايران، والتشكيك في جهازها الحاكم.
لقد أطلق على الرئيس المستشهد خلال التشييع ومجالس العزاء وعلى اللافتات المرفوعة أسماء مختلفة، أبرزها شهيد الخدمة، وشهيد الجماهير، كما برزت عبارات تقول "إن المستشهدين وعلى رأسهم آية الله رئيسي كانوا من جنس الشعب".
وقد تحدث المفكرون عن اسباب تراجع مشاريع التنمية في البلدان الاسلامية ومنهم (جاك استروي) ذاهبين الى أنها تعود الى انفصال الجهاز الحاكم ومشاريع التنمية عن المريج النفسي والاعتقادي لشعوب منطقتنا الاسلامية.
وقالوا أن نجاح عملية التنمية يتوقف على اندماج جماهير الأمة في الجهاز الحاكم والمشاريع المطبقة. وقالوا أيضاً إن مشكلة العالم الاسلامي لا يمكن أن تُحلّ دون اندماج الأمة في الجهاز الحاكم ومشاريعه التنموية. وهذا يتحقق حين يسنجم هذا الجهاز مع معتقدات الشعب ومزيجه الحضاري والنفسي.
مع كل ما رافق التجربة الاسلامية من معوقات وجبال من السدود والمشاكل، فانها سجلت ظاهرة قلّ لها نظير في التاريخ الاسلامي وهي التماهي بين القيادة والشعب.
فالقائد الاول للجمهورية الاسلامية فقيه انطلق من ارادة الشعب ومن مزيجه الحضاري والنفسي والمعتقد الديني، وخلفه أيضا فقيه منفتح على آلام الأمة وآلامها، وعلى تطلعات الامة في مستقبل واعد يسوده الاستقلال والتقدم المادي والمعنوي وتعلو فيه راية العزّة والكرامة.
وسائر المسؤولين مؤمنون بولاية الفقيه وساعون للسير على هداه والالتزام بتعاليمه. وهذا هو معنى مقولة إن "الشهيد رئيسي" ومن استشهد معه هم من (جنس الشعب).
وهذا هو سبب هذا الذي شهدته ايران في مدنها كلها من تدفق الجماهير مشيّعة وباكية ومعاهدة على مواصلة طريق الشهداء.
ونكرر القول، أن هذه الظاهرة شهدتها ايران في أشدّ ظروف الحصار والحرب الاعلامية والاستخباراتية لكن عزم الامة وارادتها اكبر في هذه الظروف وهذا ما اثبتته في مواقف عديدة، ومن ذلك هذا الموقف الاخير من شهداء المروحية المنكوبة.
ولابد من الاشارة الى ان هذه الحادثة مع كل أحاط بها من آلام كانت عاملاً على انسجام الجماهير بمختلف اتجاهاتها وبمختلف مذاهبها، لا فرق بين الاصوليين والاصلاحيين ولا فرق بين السنة والشيعة بل حتى الاقليات الدينية من مسيحيين ويهود وزرادشتيين شاركوا في التشييع وفي مجالس العزاء، وكأن المصاب قد عمّ الجميع. وإن المصائب يجمعن المصابينا.
نسأل الله ان يجمع القلوب على خدمة الله وخلقه وأن يسدد خطى كل المسؤولين في العالم الاسلامي نحو هذه الخدمة، عندئذ يتحقق للعالم الاسلامي ما يصبو اليه من حياة سعيدة حرّة كريمة بإذن الله تعالى.
المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية/
قسم الشؤون الدولية
رقم: 637053