QR codeQR code

ناجي أمّهز*

ساعات فقط تفصلنا عن لبنان قبل ولبنان بعد.. شكرا وليد بيك جنبلاط

1 Aug 2024 ساعة 14:03

اليوم يقول البعض أن حزب الله، هو الذي اعتدى على الكيان الإسرائيلي بسبب فتح جبهة إسناد غزة التي لا علاقة لنا بها. أولًا، الجميع يعرف أن هذا الكلام ليس دقيقًا بل هو لذر الرماد في العيون، والذين اليوم يحملون حزب الله مسؤولية فتح جبهة إسناد غزة من الجنوب، هم الذين منعوا حزب الله لسنوات من دخول سوريا لمقاتلة الإرهاب التكفيري.


أولًا، إن بيوتنا التي تُدمّر في الجنوب والضاحية أمام أعين بقية اللبنانيين هي تُدمّر من قبل عدو خارجي، يجمع عليه اللبنانيون أنه عدو احتل لبنان وسجن وعذب وقتل الآلاف من اللبنانيين طيلة عقود احتلاله للجنوب.

أما مقولة أن حزب الله هو السبب في افتعال حرب 2006، فإننا نذكر اللبنانيين أن العدو الإسرائيلي حتى بعد زوال احتلاله وترسيم الحدود كان ما زال يعتقل أبطالًا لبنانيين من كافة الطوائف بسبب دفاعهم عن لبنان، مما ألزم المقاومة لاستعادة وتحرير الأبطال المقاومين بأسر الجنديين الإسرائيليين.

لذلك، لا علاقة للمقاومة بحرب 2006 بل الحق على الدولة التي تقاعست منذ عام 2000 حتى عام 2006 عن تحرير المعتقلين اللبنانيين في السجون الإسرائيلية.

واليوم يقول البعض أن حزب الله، هو الذي اعتدى على الكيان الإسرائيلي بسبب فتح جبهة إسناد غزة التي لا علاقة لنا بها. أولًا، الجميع يعرف أن هذا الكلام ليس دقيقًا بل هو لذر الرماد في العيون، والذين اليوم يحملون حزب الله مسؤولية فتح جبهة إسناد غزة من الجنوب، هم الذين منعوا حزب الله لسنوات من دخول سوريا لمقاتلة الإرهاب التكفيري؛ حيث حاول حزب الله لأكثر من ثلاثة أعوام بإقناع الكتل السياسية بأنه يجب الدخول إلى سوريا ومقاتلة الإرهاب، وكانت نفس الطبقة السياسية تحرض على حزب الله بأنه يريد أن يدخل إلى سوريا لمقاتلة الشعب السوري والقضاء على ما سميت بالثورة السورية، وبقي لبنان على هذا الحال حتى وصل التكفير إلى العمق اللبناني حيث فجّر وقتل ودمر وذبح المواطنين اللبنانيين علانية على شاشات التلفزة والفضائيات.

ولولا تدخل حزب الله، لكنا اليوم تحت ظلال الدولة الإسلامية (داعش) في بلاد الشام.

ثانيًا، الجميع بما فيها الدول والأفراد، يعرفون أن مخطط حكومة نتنياهو عندما تنتهي من المقاومة في غزة، فإن هدفها الثاني هو حزب الله في جنوب لبنان، وهدفها الثالث إسقاط النظام في سوريا بعد فشل حلفائها الإرهابيين التلموديين في تنفيذ هذا الأمر، وبعد سوريا قلب الحكم في إيران. وكانت إسرائيل وضعت فترة عام لتطبيق هذا المخطط، الذي أفشله حزب الله بعملية الإسناد في الجنوب.

ولا أحد يخبرنا بأنه من حق "إسرائيل" أن تدافع عن نفسها وتغتال هنية في إيران، لأن "إسرائيل" ليس غايتها اغتيال هنية في إيران، بل الاعتداء على الجمهورية الإسلامية والذريعة إسماعيل هنية؛ لماذا لم تقم "إسرائيل" باغتيال قادة حماس المتواجدين في أكثر من عاصمة في العالم، حتى في عواصم يوجد بينها وبينهم اتفاقيات وتطبيع علني ومباشر؟!

هذا السرد للتوضيح أنه، على الأقل من وجهة نظر الطائفة الشيعية لا يوجد مبرر لمن يقف ضدنا في مواجهة العدو الإسرائيلي، لا سياسي ولا وطني. فالمواطنة والقيم والأخلاق والدين والأعراف تلزم الجميع بالوقوف مع الشيعة.

حتى بالمصالح الداخلية والخارجية والدولية، فإن العاقل يلتزم بالوقوف مع الشيعة. لأننا لن نصوت لمن منع الثنائي الوطني من إيصال سليمان فرنجية إلى رئاسة الجمهورية حتى لو تعلق بأستار مقام الإمام الحسين عليه السلام؟ ونحن هنا عتبنا على من كان يسمون أنفسهم حلفاء المقاومة، والذين بسببهم اليوم تدفع المقاومة والطائفة الشيعية الأثمان الغالية جدًا جدًا.

لو كان اليوم يوجد رئيس جمهورية حليف للمقاومة، لكان الوضع مختلفًا تمامًا. كان فخامة الرئيس دعا مجلس الأمن وجامعة الدول العربية إلى عقد جلسات دائمة ومفتوحة. وكانت الحكومة ستكون حكومة كاملة الصلاحيات حيث تتحول إلى خلية نحل بكافة الاتجاهات الدولية لمنع هذا الاعتداء من الانفلات من عقاله وتدمير ما قد يتدمر من لبنان.

إن ما يعيشه اليوم الشيعة من شعور بالغدر لا يعادله شعور، خاصة أنه مع كل قطرة دم وفقدان عزيز وغالٍ وقائد، نتذكر كيف قدمنا كل ما نملك لحلفائنا، بينما حلفاؤنا في أصعب المفاصل تركونا لأقدار نعرف بأننا سنتغلب عليها، بل مؤمنين أننا سننتصر فيها إن شاء الله.

اليوم الطائفة الشيعية تشكر وليد بيك جنبلاط، الذي في أيام الرخاء كان مختلفًا معنا في السياسة، أما في أيام الشدة فإنه في المعركة أمامنا يدافع عنا.

نحن أمام ساعات مصيرية، ولن ينفع بعدها إعلان الندم. وفي الأيام القادمة سيكون هناك كلام بالسياسة مختلف عما عهدناه؛ وبيننا وبينكم اللعبة الديمقراطية في صناعة الحكم.

والسلام/

انتهى 


رقم: 644709

رابط العنوان :
https://www.taghribnews.com/ar/note/644709/ساعات-فقط-تفصلنا-عن-لبنان-قبل-ولبنان-بعد-شكرا-وليد-بيك-جنبلاط

وكالة أنباء التقريب (TNA)
  https://www.taghribnews.com