لم يكن هذا العدو يجرؤ على ارتكاب الاغتيالات الجبانة لولا الدعم الأمريكي وصمت الحكام العرب الخانعين لاسيما أولئك الذين وصفهم المجرم نتنياهو في خطابه في الكونغرس الأمريكي بأنهم حلفاؤه وأنهم سيكونون شركاء له لتحويل المنطقة من فقيرة إلى غنية حسب، زعمه ولم يجرؤوا حتى على إدانة هذه الجريمة الشنعاء ولو على استحياء بكلمات قليلة على الأقل ليحفظوا ماء وجوههم أمام شعوبهم.
الجبان العاجز عن المواجهة يلجأ دائما إلى اتباع أساليب أخرى يحاول من خلالها أن يحافظ على بعض ماء وجهه الذي أريق في ميدان المواجهة، وهذا ينطبق حرفيا على القادة الصهاينة وجيشهم الذين فشلوا في تحقيق أهدافهم المعلنة في قطاع غزة بعد مرور عشرة أشهر على عدوانهم البربري والمقاومة الفلسطينية ممثلة في حركتي حماس والجهاد صامدة في وجه هذا العدوان الظالم الذي لم يحصد سوى المزيد من قتل الشيوخ والنساء والأطفال وتدمير البنية التحتية وفرض الحصار الجائر على المدنيين فلجأوا إلى سياسة الاغتيالات وإن كانت هذه السياسة بالنسبة للكيان الصهيوني ليست بجديدة عليه، فهي سياسة قديمة عمرها أكثر من أربعين عاما ولكنها لم تؤت ثمارها.
وكلما تم اغتيال قائد حل محله أكثر من قائد ولم يحقق قادة العدو أي هدف من الأهداف التي رفعوها مُنذ بداية عدوانهم على قطاع غزة، وجعلوا منها شعارا يصرون على تحقيقه على أرض الواقع وانتقاما لهذا الفشل المخزي والذريع الذي مُني به جيشهم الموصوف من قبل الخانعين من الحكام العرب بأنه "الجيش الذي لا يقهر".
لقد اعتمدوا سياسة الاغتيالات من جديد بهدف خلط الأوراق وإشعال الحرب في المنطقة، علهم يحققوا بعض المكاسب أمام جمهورهم الغاضب والمطالب بإقالتهم جميعا كونهم لم يحققوا نصرا يذكر؛ فلا هم خلصوا الأسرى ولا هم قضوا على حركة حماس ولا حققوا الأمن والأمان لسكان الشمال الذي هجروه لأول مرة منذ العام 1948م.
الصهانة استغلوا فرصة وجود رئيس المكتب السياسي لحركة حماس المجاهد الشهيد "إسماعيل عبدالسلام هنية" في طهران، حيث كان في زيارة رسمية لإيران ويسكن في مكان عام ضمن العشرات من الوفود من مختلف الدول الذين حضروا للمشاركة في تنصيب الرئيس الإيراني الجديد الدكتور بزشيكان مسعود، فقاموا بإطلاق صاروخ قصير المدى- حسب بيان أصدره الحرس الثوري- إلى غرفة الشهيد في مقر سكنه بدار الضيافة قبل فجر الأربعاء الماضي عبر عملائهم فأصاب جسده الطاهر مع أحد مرافقيه ليرتقيا شهيدين.
وإن كانت نتيجة التحقيق لم تعلن رسمياً بعد من قبل الجانب الإيراني لمعرفة كيف تمت عملية الاغتيال بالتفصيل حيث تضاربت حولها الروايات ويُعد هذا العمل الغادر الجبان جريمة نكراء مدانة من كل العالم مع أن العدو الصهيوني يعرف جيداً أنُ ارتقاء هنية شهيدا لن يزيد المقاومة الفلسطينية إلا قوة وصمودا وقد جرب ذلك في الماضي عندما كان يغتال قادة النضال الفلسطيني في عدد من العواصم الأوروبية والعربية وداخل فلسطين، وكان هذا العدو المجرم قبل اغتيال الشهيد إسماعيل هنية بساعات قليلة قد شن غارة على الضاحية الجنوبية في بيروت خلفت سبعة شهداء من بينهم القائد في حزب الله اللبناني الشهيد "فؤاد علي شُكر" الملقب بالسيد محسن بالإضافة إلى عشرات المصابين.
لم يكن هذا العدو يجرؤ على ارتكاب مثل هذه الأعمال الجبانة لولا الدعم الأمريكي وصمت الحكام العرب الخانعين لاسيما أولئك الذين وصفهم المجرم نتنياهو في خطابه في الكونغرس الأمريكي بأنهم حلفاؤه وأنهم سيكونون شركاء له لتحويل المنطقة من فقيرة إلى غنية حسب زعمه ولم يجرؤوا حتى على إدانة هذه الجريمة الشنعاء ولو على استحياء بكلمات قليلة على الأقل ليحفظوا ماء وجوههم أمام شعوبهم.
ولأن العدو الإسرائيلي عبارة عن كيان جبان يعتمد على أمريكا والدول الغربية في الدفاع عنه، فقد أعلن حالة الطوارئ في "إسرائيل" وألغى إجازة الجنود وأغلق المجال الجوي تحسبا لأي رد محتمل من قبل ايران ومحور المقاومة وهو آت لا محالة لاسيما بعد تأكيد السيد حسن نصرالله والسيد عبدالملك الحوثي حتمية الرد الجماعي.
وعليه، فقد سارعت الإدارة الأمريكية بإرسال الوساطات إلى إيران وإلى حزب الله تطالبهم بعدم الرد على العدوان الاسرائيلي خفضا للتصعيد حسب زعمها بينما لا تجرؤ أن تطلب من القادة الصهاينة أن يوقفوا اعتداءاتهم على من تطلب منهم عدم الرد وتعتبر ذلك من باب الدفاع عن النفس وحق مشروع لـ "إسرائيل"، بل إن وزير الدفاع الأمريكي أعلن صراحة وعلى الهواء مباشرة بأن أمريكا ستدافع عن "إسرائيل" إذا قامت إيران وحزب الله بالرد مرسلا المزيد من السفن الحربية إلى المنطقة استعدادا للدفاع عن "إسرائيل"، المدللة أمريكيا والمدعومة عربيا مع الأسف الشديد.
ومن يقف للتأمل أمام ما يحدث داخل إسرائيل من تفاعلات وخلافات بين قادة هذا الكيان اللقيط والغاصب سيجد أن نتنياهو يخاف على نفسه من المصير المجهول الذي ينتظره في حالة إيقاف العدوان على غزة والاعتراف بهزيمته أمام أسود المقاومة وهو الذي كان يصرح منذ بداية العدوان قبل عشرة أشهر بأنه قريب من تحقيق النصر المطلق ولم تتحقق وعوده بالقضاء على حركة حماس والإفراج عن الأسرى وإعادة احتلال القطاع ورفع شعار : على حماس الاستسلام أو الموت ولم يتحقق له لا هذا ولا ذاك بل ولن يتحقق بإذن الله طالما وهناك رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه قادرون على الدفاع عن أرضهم وقضيتهم وما صمودهم خلال العشرة أشهر المنصرمة أمام أعتى قوة في المنطقة مدعومة أمريكيا وغربيا بل وعربيا إلا تحديا وإفشالا لكل ما يريد العدو الصهيوني أن يحققه من أهداف ويصل إليه رغم الضغط العسكري الذي يستهدف البنية التحتية لقطاع غزة ويقتل الآلاف من الشيوخ والنساء والأطفال وفرض الحصار الجائر على أبناء القطاع بهدف أن يموتوا جوعا وقد مات الكثير منهم بسبب الجوع خاصة في أوساط الأطفال الصغار المحرومين حتى من الحليب.
وعليه فإن الأيام القادمة ستحمل للعالم بشارة النصر على العدو الصهيوني بعد أن أصبحت المعركة، معركة مفتوحة تشارك فيها أربع جبهات ولم تعد جبهة إسناد، كما أكد ذلك السيد حسن نصر الله وإنا لموعد تحقيق الانتصار في معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس لمنتظرون.
انتهى