تواصل الجبهة الجنوبية اللبنانية، وتيرة هجماتها التصاعدية ضد الكيان الصهيوني، بالاستدراجات والانقضاضات “الكمائن” والاستهدافات النوعية لأهداف حيوية، والتركيز عليها، ومعاملة بعض المناطق على أنها مناطق عسكرية قابلة للقصف اليومي المتكرّر داخل الأراضي المحتلّة، أَو ضرب التحصينات العسكرية الصهيونية على الحدود اللبنانية، أَو كليهما معاً.
وكلما أراد الكيان إعادة تنظيم الجغرافية العسكرية في الجنوب اللبناني للحصول على نتائج مصممة لخدمته، زاد حزب الله اللبناني من وتيرة هجماته العنيفة، بموجات صادمة للصهاينة، فلا ينفعهم معها صبر ولا تخطيط ولا تكتيك، فيما استطاع جند “نصرالله” رضوان الله عليه، من منعهم من تنفيذ، استراتيجياتهم العسكرية وأهدافهم الميدانية، وبات الجيش الذي راهن عليه “النتن ياهو” حينما قال “نحن على بعد خطوة من النصر” بلا خطة كبيرة ولا مهمة عظيمة ولا رؤية مستقبلية، ويعتمد اعتمادًا كليًّا على وضع الأهداف أثناء الاشتباك، والخروج بأقل الخسائر الممكنة.
تحليل المشاهد العسكرية المتتالية في الجبهة الجنوبية اللبنانية، التي لم تقف عند زمان ولا مكان ولا أهداف، والاحتفاظ بالإنجازات المتحقّقة، والاستقلالية في اتِّخاذ القرارات المنسجمة مع القيادات العليا للحزب، والالتزام بقوانين الحرب، ومستوى الانضباط العالي، والإيمَـان بعدالة القضية التي يقاتلون؛ مِن أجلِها، والحالة النفسية المستقرة للمقاومين الأبطال، ومواجهة التحديات العنيفة بصلابة وشموخ وثبات، والإصرار على تنفيذ مهامهم، وتحقيق أهدافهم، والتكيف السريع مع الحالات التي فرضها الميدان، وإعادة بناء أنفسهم بأنفسهم، أثبت بالدليل القاطع والبرهان الساطع، وبالكشوفات العسكرية، والحقائق المرتبطة بالميدان، أن حزب الله اللبناني خصم لا يقهر ولا ينهار ولا يمكن أن يتسلط عليه عدو مهما امتلك من قوة عسكرية جبارة، وتكنولوجيا متطورة، وأقمار صناعية وتحشيدات غربية كافرة، وعربية متصهينة، وأمامه الكل قابل للانهيار!!؛ لأَنَّ هناك أبعادًا غيبية “الله في الميدان” وهذا الأمر لا يمكن أن يدركه الصهاينة إطلاقاً.
وهذا ما أكّـدته بعض تصريحات كبار المسؤولين الأمنيين في الكيان الصهيوني، الواردة عبر هيئة البث في تل أبيب (اعتراف ضمني) بعدم قدرتهم على مواصلة تقديم المزيد من القتلى في جبهة لبنان الجنوبية، حينما قالوا: “العملية البرية في جنوب لبنان في مراحلها النهائية” وكأن هناك إيحاءات من المسؤولين في الكيان، تقول؛ بالغنا في “وسواس العظمة” كَثيراً، فضربنا حزب الله على رؤوسنا والضربتين على الرأس تقتل.
انتهى
_________________
* كاتب ومحلل عراقي